المناظرة الأخيرة شكلت آخر فرصة لترامب لاقناع الناخبين بأنه يتمتع بالمؤهلات التي تسمح له بتولي الرئاسة. العرب [نُشرفي2016/10/20] هيلاري: "أخطر رجل أراد أن يصبح رئيسا" لاس فيغاس - رفض المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب مساء الاربعاء الالتزام بقبول نتائج الاقتراع الذي سيجرى في الثامن من نوفمبر، خارقا بذلك التقاليد الديمقراطية الأميركية بشكل واضح. وفي آخر مناظرة تلفزيونية نظمت في لاس فيغاس مع منافسته الديمقراطية لهذه الانتخابات هيلاري كلينتون، قال ترامب "سأنظر في الأمر في حينه". واضاف في آخر مواجهة كانت على الأ رجح آخر فرصة له لتحسين موقعه في استطلاعات الرأي "اريد ان اشوقكم". وردت كلينتون على الفور قائلة ان تصريح منافسها "مروع". واضافت "انه يحط من قدر ديمقراطيتنا ويشوهها. يفزعني ان يتخذ مرشح احد حزبينا الرئيسيين مثل هذا الموقف". وتواجه ترامب وكلينتون طوال المناظرة التي اتهمت خلالها هيلاري كلينتون خصمها الجمهوري بأنه "دمية" بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما أكد ترامب ان منافسته تقف وراء النساء اللواتي اتهمنه مؤخرا بتعديات جنسية. وقالت كلينتون ان دونالد ترامب هو "أخطر رجل اراد ان يصبح رئيسا". وقال ترامب ان كلينتون "امرأة شريرة" واتهمها مرات عدة بالكذب. وفي دلالة رمزية على الحدة التي اتسمت بها هذه المناظرة النارية لم يتصافح كلينتون وترامب لا في بداية المناظرة ولا في نهايتها. وبدلا من ان يتبادلا السلام فقد تبادلا على مدى 90 دقيقة الاتهامات العنيفة قبل عشرين يوما من الانتخابات الرئاسية. كما ان زوجي المرشحين لم يتبادلا التحية طوال المناظرة. وعبر ترامب وكلينتون عن مواقف متعارضة حول كل القضايا، من المحكمة العليا الى حيازة الأسلحة النارية والإجهاض والهجرة والاقتصاد وروسيا والسياسة الخارجية والتجارة الدولية والتقاعد والضرائب... وقبل ان يرفض التعهد بالاعتراف بنتائج الانتخابات، وهو من التقاليد العريقة للديمقراطية الاميركية التي لم يتم التشكيك بها يوما، قال ترامب ان الانتخابات "مزورة" من الآن مشيرا الى ان "ملايين الأشخاص" مسجلون دون وجه حق على اللوائح الانتخابية. واضاف "يجب الا يسمح لها (كلينتون) بان تصبح مرشحة ولهذا السبب بالضبط اقول لكم ان الانتخابات مزورة". واشار الى الرسائل الالكترونية لكلينتون و"امور كثيرة اخرى". مناظرة "نارية" وكان مايك بنس المرشح لمنصب نائب الرئيس مع ترامب صرح قبل ساعة ان المرشح الجمهوري سيحترم حكم صناديق الاقتراع. كما قالت ابنة ترامب، ايفانكا ان والدها سيحترم النتائج "ايا تكن". وقالت مديرة حملته كيليان كونواي لشبكة سي ان ان بعد المناظرة وقد بدا عليها الاستياء "سيقبل بنتيجة الانتخابات لانه سيربح". ولم يخف جمهوريون آخرون استياءهم. فقد قال السناتور عن كارولاينا الجنوبية ان "ترامب لا يخدم الحزب والبلاد بمواصلته القول ان نتيجة هذه الانتخابات لا تتعلق به و(مزورة)". واضاف "اذا اخفق فليس لأن النظام مزور بل لأنه فشل كمرشح". وخلال المناظرة نفى ترامب ايضا الاتهامات الأخيرة التي وجهتها اليه نساء بالتحرش بهن جنسيا. وقال "تم تكذيب هذه الروايات على نطاق واسع" وأكد "هؤلاء النساء لا اعرفهن. وانا اشك في طريقة ظهورهن". واضاف ان كلينتون "هي التي حضتهن على الكلام (...) كل هذا من نسج الخيال". من جهتها، حملت كلينتون بعنف على مواقف ترامب المؤيدة لبوتين. وقالت "من الواضح انك لا تعترف بان الروس يشنون هجمات على الولايات المتحدة وانك تشجع التجسس على شعبنا". وقال ترامب مشيرا الى كلينتون ان "بوتين لا يحترمها"، وردت كلينتون "هذا لانه يفضل دمية على رأس الولايات المتحدة". وفي نهاية المناظرة، عبر خبراء عدة عن استيائهم من رفض المرشح الجمهوري الالتزام بالاعتراف بنتائج الاقتراع. وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا في نيويورك دونالد غرين "انها افضل المناظرات الثلاث (...) لكن تصريحه لن يساعده في جذب ناخبين جدد". وشكلت هذه المواجهة التي استغرقت تسعين دقيقة وتابعها ملايين الاميركيين آخر فرصة لترامب لاقناع الناخبين بانه يتمتع بالمؤهلات التي تسمح له بتولي الرئاسة. وقد وصل اليه بعدما اضعفته مسألة سلوكه حيال النساء ووضعته في موقع دفاعي. وكانت كلينتون ربحت في المناظرتين الاولين. ومع انها ما زالت لا تتمتع بالشعبية اذ ان الكثير من الأميركيين يشككون في نزاهتها، الا انها حققت تقدما في استطلاعات الرأي اذ حصلت على 46,3 بالمئة من نوايا التصويت مقابل 39 بالمئة لترامب حسب متوسط آخر هذه الاستطلاعات. وحلت في المرتبة الاولى بفارق مريح في معظم الولايات الاساسية للانتخابات. وقد اشار استطلاع للرأي اجرته شبكة "سي ان ان" انها فازت بعد هذه المناظرة الثالثة بـ52 بالمئة من الأصوات مقابل 39 بالمئة لخصمها.
مشاركة :