قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إن الحملة العسكرية على تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل تجري بسرعة أكبر مما كان مخططا لها في البداية. وتهدف هذه العمليات إلى تضييق الخناق على مسلحي التنظيم في آخر أقوى وأكبر معاقلهم في العراق. وقد تقدم الجيش العراقي من المحور الجنوبي في سياق الهجوم ذاته، بمشاركة من القوات الخاصة في طليعة الهجوم. Image copyright AFP Image caption تهدف هذه العمليات إلى تضييق الخناق على مسلحي التنظيم في آخر أقوى وأكبر معاقلهم في العراق Image copyright Reuters Image caption تواصل القصف على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية ويقول الجيش الأمريكي إن ثمة مؤشرات على مغادرة قادة تنظيم الدولة الاسلامية لمدينة الموصل. ويعتقد أن نحو 5 آلاف مسلح من التنظيم ما زالوا داخل المدينة. تل أسقف وبعشيقة ويقول المقاتلون الأكراد إن عملياتهم كانت على ثلاث جبهات وجاءت لإدامة زخم التقدم الذي حققوه والقوات الأمنية العراقية في المنطقة. وقال بيان للبيشمركة إن أهداف العملية "تطهير عدد من القرى القريبة، وإحكام السيطرة على المناطق الاستراتيجية لتحجيم تحركات تنظيم الدولة الاسلامية". وأفاد مصدر في قوات البيشمركة بأن تلك القوات "تتقدم باتجاه بلدة تل أسقف ذات الغالبية المسيحية من ثلاثة محاور في شرق وشمال شرق الموصل وهي (تل اسقف -بعشيقة -والنوران) تحت غطاء جوي من طائرات حربية أمريكية وفرنسية وكندية". وأكد المصدر أن قوات البيشمركة وصلت إلى مركز ناحية النوران واقتحمت بعشيقة وسط اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. Image copyright AP Image caption تقدم الجيش العراقي من المحور الجنوبي لاقتحام مدينة الموصل Image copyright STRATFOR l ALLSOURCE ANALYSIS l DIGITAL GLOBE Image caption تواصل طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضرباتها الجوية على مواقع التنظيم وفي غضون ذلك، انضمت القوات الخاصة العراقية إلى الهجوم الخميس بتقدمها قبيل الفجر في بلدة برطلة ، حسبما نقلت وكالة اسوشييتد برس عن اللواء الركن معن السعدي. وأكد مصدر في قيادة عمليات نينوى أن قوات الجيش العراقي تحتشد في محور الكوير (جنوب شرق الموصل) لغرض التقدم وتنفيذ حملة تمشيط للقرى المحررة واقتحام الحمدانية شرقي الموصل. وذكر مصدر أمني في كركوك صباح الخميس أن مسلحين من التنظيم "يقدر عددهم بـ 150 مسلحا تعرضوا في ساعة متأخرة من ليلة الاربعاء لقطاعات من الحشد الشعبي كانت مع اللواء 16 في الجيش العراقي في قرية البشير التابعة لناحية تازة". (20 كم جنوب كركوك) . وتواصل طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضرباتها الجوية على مواقع التنظيم لدعم تقدم القوات في هجومها على الأرض.هروب Image copyright AP Image caption يقول الجيش الأمريكي: نتوقع بقاء الكثير من المقاتلين الأجانب لأنهم لن يستطيعوا التسلل بسهولة كبعض المقاتلين المحليين وفي وقت سابق، قال الجنرال غاري فوليسكي، القائد بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية إن "ثمة مؤشرات تفيد بأن قادة في تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الموصل قد غادروها مع تقدم القوات الحكومية العراقية نحوها". وأوضح فوليسكي أن قواته رصدت مغادرة شخصيات كبيرة في التنظيم دون أن يدلِ بمزيد من التفاصيل حول أسماء القادة أو كيفية هروبهم أو إلى أين هربوا. وتتضارب التقارير حول مكان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي حيث ترى بعضها أنه لا يزال في الموصل وتفيد أخرى بأنه قد غادرها. ويقول الان جونسون، المحلل في شؤون الشرق الأوسط في بي بي سي، إن أي مقاتل يغادر المدينة سيذهب ببساطة إلى مناطق جبهات القتال التي ما زالت خارج أحياء المدينة. Image copyright AP Image caption تقول الأمم الأمتحدة إنها تتوقع فرار ما لا يقل عن 200 ألف شخص في الأيام والأسابيع القادمة ويضيف: لا شك أن نخبة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية سيظلون داخل المدينة ليقاتلون فيها قتالا ضاريا بالتأكيد. وأوضح الجنرال فوليسكي "نتوقع بقاء الكثير من المقاتلين الأجانب لأنهم لن يستطيعوا التسلل بسهولة كبعض المقاتلين المحليين، ولذا نتوقع خوض بعض المعارك".لاجئون Image copyright AFP Image caption يُعتقد بأن نحو 1.5 مليون مدنيٍّ لا يزالون في الموصل وفي الأيام القليلة الماضية، وصل آلاف اللاجئين من المناطق المحيطة بمدينة الموصل إلى معسكر خلف الحدود السورية مباشرة، حيث يواجهون هناك ظروفا شديدة الصعوبة. وتقول منظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية إن نحو خمسة آلاف شخص فروا من مناطق القتال ووصلوا إلى مخيم في سوريا في الأيام العشرة الماضية، وثمة نحو ألف آخرين ينتظرون على الحدود. وتتأهب الأمم المتحدة لأزمة إنسانية، حيث أنشأت معسكرات للاجئين في جنوب الموصل وشرقها وشمالها استعدادا لتدفق الفارين منها. وتقول الأمم الأمتحدة إنها تتوقع فرار ما لا يقل عن 200 ألف شخص في الأيام والأسابيع القادمة. ويُعتقد بأن نحو 1.5 مليون مدنيٍّ لا يزالون في الموصل، ويقول بعض هؤلاء إن مسلحي التنظيم يمنعونهم من المغادرة وإنهم بدأوا يفتقدون الحاجات والتجهيزات الاساسية للعيش. وتعد الموصل الذي سقطت في أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014 آخر المعاقل الكبرى للتنظيم في العراق. وبدأ الهجوم لاستعادة المدينة الاثنين، مع تقدم للقوات العراقية التي سيطرت على عدد من القرى على حافات المدينة تمهيدا للاندفاع إلى داخلها. ولكن يتوقع أن يكون التقدم بطيئا، مع بناء مسلحي التنظيم استحكاماتهم الدفاعية وفخاخهم في طريق تقدم هذه القوات. وثمة مخاوف من استخدام هؤلاء المسلحين للمدنيين كدروع بشرية، أو من استخدامهم أسلحة كيماوية.
مشاركة :