شرقي وشمالي الموصل – الوكالات: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس إن الحملة لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تجري بسرعة أكبر من الخطة المعدة فيما شنت القوات العراقية والكردية عملية عسكرية جديدة لتطهير القرى الواقعة على مشارف المدينة. وقال العبادي لمسؤولين كبار مجتمعين في باريس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة: «القوات المقاتلة تتقدم نحو المدينة أفضل من الجدول الذي أعددناه والجدول الزمني الذي افترضناه قبل بداية الهجوم». وقال العبادي إن التقدم نحو الموصل أظهر أن العراقيين من مختلف الطوائف يمكنهم القتال في قضية مشتركة. وأضاف قائلا: «لأول مرة في تاريخ العراق تقاتل قوات البشمركة مع القوات الاتحادية العراقية جنبا إلى جنب بتعاون وتنسيق كاملين... ويشتركان معا في تحرير الأراضي وفي حماية السكان المدنيين.. ولأول مرة منذ 25 عاما تدخل قوات اتحادية عراقية إلى إقليم كردستان بموافقة الإقليم بالتعاون الكامل بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم». وقال مراسلون في موقعين على خط الجبهة شمالي وشرقي الموصل إن إطلاق نيران مدافع الهاوتزر والمورتر بدأ عند الفجر مستهدفة مجموعة من القرى يسيطر عليها مقاتلو داعش على بعد حوالي عشرة كيلومترات إلى 20 كيلومترا من الموصل بينما حلقت طائرات هليكوبتر. ووسط أصوات أسلحة آلية وانفجارات تحركت عشرات من عربات الهمفي السوداء التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي والمزودة بمدافع آلية باتجاه برطلة وهي الهدف الرئيسي للهجوم على الجبهة الشرقية وسط نيران المدافع الآلية والانفجارات. وبرطلة قرية مسيحية فر سكانها بعد أن سيطر داعش على المنطقة. لاحقا، قال الفريق الركن طالب شغاتي قائد القوات الخاصة العراقية للصحفيين في مركز القيادة قرب جبهة القتال إن القوات طوقت برطلة ودخلت إلى وسط القرية، وأضاف أن جنديين أصيبا بينما لم يقتل أحد من القوات التي تمكنت من قتل 15 متشددا على الأقل، وأضاف أن الموصل هي الهدف التالي بعد برطلة. ونقل التلفزيون العراقي الرسمي في وقت لاحق عن متحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب قوله إن حوالي 80 متمردا قتلوا في القتال في برطلة وجرى تدمير 11 سيارة ملغومة كانت معدة لشن هجمات انتحارية. على الجبهة الشمالية أسقطت مدافع قوات البشمركة الكردية طائرة بدون طيار كانت قادمة من جهة خطوط داعش. وحتى الآن تقدمت القوات الكردية عبر قرى خارج المدينة وعثرت على منازل مهجورة ملغمة بالمتفجرات وخنادق تحت الأرض. وفي بعض الحالات بدا أن مقاتلي داعش فروا من دون قتال. وقالت المنظمة الدولية للهجرة أمس إن القتال حول مدينة الموصل أجبر 5640 شخصا على الفرار من منازلهم في الأيام الثلاثة الماضية أغلبهم في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة. ويقول مسؤولون عراقيون وسكان من الموصل إن التنظيم يمنع الناس من مغادرة المدينة وإنه يستخدمهم دروعا بشرية لتعقيد الضربات الجوية والتقدم البري للقوات المهاجمة.
مشاركة :