فرانكفورت: أحمد البيرق زار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس، الخميس، وبحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير شروق، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات للنشر، جناح إمارة الشارقة المشارك بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب، ممثلة بهيئة الشارقة للكتاب في دورته ال68، والتي تتواصل فعالياتها حتى 23 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وكان في استقبال سموه فور وصوله لموقع إقامة المعرض في المدينة الألمانية فرانكفورت كل من علي عبد الله الأحمد، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وعبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام، وأحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وعبد العزيز تريم، مستشار الرئيس التنفيذي مدير عام اتصالات في المنطقة الشمالية، والدكتور عمرو عبد الحميد، مدير أكاديمية الشارقة للبحوث، والدكتور علي بن تميم، مدير المشاريع في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وراشد الكوس، مدير عام مشروع ثقافة بلا حدود، ومحمد حسن خلف، مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة، ومروة العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وسالم عمر سالم، مدير إدارة التسويق والمبيعات بهيئة الشارقة للكتاب، وعدد من مديري معارض الكتب العربية والأجنبية ورؤساء تحرير وممثلي مختلف الصحف الإماراتية وجمع من المهتمين بالثقافة ونشر الكتب من مختلف دول العالم الذين توافدوا على منصة الشارقة للسلام على سموه. واطلع صاحب السمو حاكم الشارقة خلال تواجده في جناح الشارقة على مختلف الإصدارات التي يشارك بها عدد من مؤسسات وهيئات الإمارة المعنية بالثقافة والنشر، حيث تعرف سموه من أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، إلى المشاركات المعروضة في الجناح التي ضمت أحدث إصدارات منشورات القاسمي والمتخصصة بمؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة. كما ضم الجناح مجموعة كبيرة من إصدارات دائرة الثقافة والإعلام في شتى حقول المعرفة والأدب، مثل المسرح، والرواية، والقصة، والفنون، والتراث، وأدب الطفل، والنقد الأدبي، والشعر، فضلاً عن العناوين الفائزة بجائزة الشارقة للإبداع العربي. ويشارك ضمن جناح هيئة الشارقة للكتاب عدد من المؤسسات ودور النشر الإماراتية، ومن بينها جمعية الناشرين الإماراتيين، ومجموعة كلمات، ومشروع ثقافة بلا حدود، ومشروع 1001 عنوان، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين. وتعتبر هذه المشاركة الثامنة عشرة للشارقة في معرض فرانكفورت للكتاب الذي يعد واحداً من أقدم وأعرق معارض الكتب في العالم، ويحظى جناح الإمارة باهتمام كبير من قبل الدول العربية والإسلامية المشاركة في المعرض، إلى جانب الدول الصديقة، التي تجد في هذه المشاركة فرصة للاستفادة من المشروع الثقافي للشارقة، والتعرف على أحدث مبادراتها ومشاريعها المرتبطة بالكتاب والنشر. والتقى سموه خلال تواجده في جناح الشارقة مجموعة من رؤساء تحرير وممثلي الصحف الإماراتية المطبوعة والإلكترونية وتبادل معهم الأحاديث حول جملة من المواضيع والقضايا التي تشغل محيطنا المحلي في دولة الإمارات العربية المتحدة ووطننا العربي وعلى رأسها الشأن الثقافي الذي أصبح ركيزة أساسية لأي مشروع تنموي. وأوضح سموه بأنه ورغم حداثة عمر دولة الإمارات إذا ما قورنت بأعمار الشعوب إلا أن حساب عمرها لم يعد بحساب السنوات بل بحساب الأيام، وذلك لما تشهده من إنجازات فريدة من نوعها وفي مختلف المجالات، نظراً لانعدام المركزية المعقدة في إدارة شؤونها، مما جعلها تتفوق على كثير من الدول صاحبة التاريخ العريق. وحول واقع الثقافة في دولة الإمارات أكد بأن الفعل الثقافي لا ينشأ منعزلاً، بل هو مرتبط بجذور، وجذور الثقافة الإماراتية هي الثقافة العربية، وهذا ما تعمل عليه الشارقة من خلال ارتباطها بفعلها الثقافي ومشاريعها الثقافية مع مختلف الأقطار العربية ومشاركتهم تلك المشاريع، في ظل منهجية معتدلة. وبين سموه الدور الجلي لكل من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، في انشغالها الدائم بربط الناشر العربي بالناشرين العالميين وحرصها على أن يكون لهم موطئ قدم في جميع المحافل الدولية المتعلقة بالكتاب والنشر، فضلاً عن دور الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون في البحث عن جذور الفن في العالم العربي ونشره للعالم من خلال معارض دولية تقوم بها. واستعرض سموه عدداً من المشاريع التنموية التي تقوم بها الشارقة، بدءاً من حضانة المواليد مروراً بالطفل والناشئة والشباب والمرأة باعتبارهم عماد كل تنمية، مشيراً سموه إلى ضرورة إيجاد تربية جديدة في عالمنا العربي تربية متسلحة بالعلم ولخدمة العقل، إلى جانب المشاريع الأدبية المتعلقة بمؤلفات سموه. وأعلن صاحب السمو حاكم الشارقة عن العمل في الوقت الراهن على تجهيز مبانٍ خاصة في إمارة الشارقة لإقامة مختلف المعارض الثقافية والفنية والمجتمعية ومن بينها معرض الشارقة الدولي للكتاب على مساحة 60 ألف متر مربع. وحرص سموه خلال لقاء هذه النخبة من الصحفيين على طرح عدد من المقترحات الكفيلة بتطوير العمل الصحفي والنهوض به حتى يكون قريباً في أداء عمله من روح المجتمع واحتياجات أفراده. بعدها تجول سموه، بين أروقة الأجنحة الإماراتية والعربية المشاركة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، حيث اطلع على ما تقدمه هذه الدول من فعاليات وإصدارات، ويحرص سموه وعلى الدوام بزيارة تلك الأجنحة ليعزز لديهم أهمية التواجد العربي في الفعاليات الثقافية العالمية، وخصوصاً معارض الكتب للتعريف بالمنتج الثقافي العربي، وتعزيز التبادل الثقافي مع الدول الصديقة. وزار سموه منصة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وجناح مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وأكاديمية شرطة دبي، وتناول سموه مع القائمين على الأجنحة الإماراتية الجهود التي تقوم بها الدولة للرقي بمستوى النشر المحلي، والسعي للوصول للعالمية من خلال المشاركة في المحافل الدولية. وتفقد سموه الأجنحة الخليجية المشاركة في المعرض، مركز بحوث ودراسات دولة الكويت وجناح سلطنة عمان، وتبادل مع القائمين على الجناح الأحاديث حول ضرورة زيادة الاهتمام العربي في نشر الموضوعات المتعلقة بالتاريخ، والتراث العريق للخليج العربي. كما زار سموه مجموعة من الأجنحة العربية المشاركة، منها جناح مؤسسة الأهرام للنشر من جمهورية مصر العربية وجناح وزارة الثقافة بالجمهورية اللبنانية إلى جانب عدد من دور النشر العربية التي تتخذ من الدول الأوروبية مقراً لعملها. وتوقف سموه عند جناح اتحاد الناشرين العرب والملتقى العربي لناشري كتب الأطفال الذي يتخذ من إمارة الشارقة مقراً له، ويحتوي على مجموعة من العناوين العربية والأجنبية، ويشارك في المعرض برعاية من هيئة الشارقة للكتاب. وتلقى سموه مجموعة كبيرة من الهدايا، التي تنوعت بين إصدارات ثقافية وفكرية وأدبية، ودروعاً تذكارية تثميناً من أصحاب دور النشر والأجنحة العربية المشاركة في المعرض، لدور سموه في دعم الناشرين والمفكرين وتفضله بزيارتهم، والاطلاع على محتويات أجنحتهم، هذا الدور الذي اعتبروه الدعم الحقيقي لمواصلة مشاركاتهم في مثل هذه المحافل. وانتقل بعد ذلك سموه، لتفقد القسم الخاص بدور النشر الألمانية، حيث زار جناح دار أولمز للنشر العريقة، التي قامت بترجمة ونشر كتاب صاحب السمو حاكم الشارقة سيرة مدينة للغة الألمانية، وهو بذلك يعتبر المؤلف السادس لسموه، والتي تقوم دار أولمز بترجمته إلى الألمانية، وبحضور رفيع المستوى ووسط إقبال جماهيري كبير من قبل رواد معرض فرانكفورت للكتاب، من المثقفين والقراء الألمان، كما قام صاحب السمو حاكم الشارقة بالتوقيع لمجموعة كبيرة من زوار الجناح، الذين تهافتوا على اقتناء النسخ الأولى منه، وذلك بحضور الدكتور جورج أولمز، مؤسس دار أولمز للنشر، وديتريش أولمز، الرئيس التنفيذي لدار أولمز للنشر، والدكتور غونتر موير، رئيس الجمعية الأوروبية لأبحاث العالم العربي، حيث قام الأخير بتقديم نبذة مختصرة عن صاحب السمو حاكم الشارقة، وعن الكتاب المترجم الجديد وما يحويه من فصول وأحداث، والذي يتناول فيه صاحب السمو حاكم الشارقة سيرة مدينة الشارقة، والتشكل السياسي والاقتصادي لها منذ أن وحد الشيخ سلطان بن صقر بن راشد، زعيم القواسم، مدينة الشارقة ورأس الخيمة تحت حكمه، ويعرض سموه في الكتاب لمظاهر التطور الاقتصادي وما أنعشه ذلك في الشارقة من نهضة طالت مختلف المجالات. عقب ذلك توجه صاحب السمو حاكم الشارقة مختتماً زيارته للمعرض لتفقد محتويات جناح متحف غوتنبرغ للطباعة أحد أهم وأقدم المطابع في العالم، والذي قام بطباعة عدد كبير من الكتب بمختلف اللغات، وقد شكلت حينها مطبعته ثورة علمية متقدمة في مجال الطباعة والنشر. وتعرف صاحب السمو في جناح المتحف على مختلف الآلات القديمة المستخدمة في تلك الحقبة الزمنية المتقدمة، والتي ساهمت وبشكل كبير في انتشار الكتب حول العالم.
مشاركة :