طه حسيب (أبوظبي) عقدت «الاتحاد» يوم أمس منتداها السنوي الحادي عشر، والذي جاء هذه المرة تحت عنوان «العرب بعد مائة عام على سايكس بيكو»، ويتزامن مع الذكرى السابعة والأربعين لصدور «الاتحاد». وسلّط المنتدى الضوء على الاتفاقية التي أبرمت في 9 مايو 1916، أي بعد تهاوي الدولة العثمانية، حيث اتفقت آنذاك فرنسا وبريطانيا على اقتسام منطقة الهلال الخصيب، ضمن ما يعرف بـ«سايكس بيكو». بدأت فعاليات المنتدى بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات، ثم عرض مقطع فيديو يتحدث عن انتشار الفوضى في المنطقة بعد مائة عام على هذه الاتفاقية، وظهور أطماع خارجية تستهدفها، وكثرة الكلام عن خرائط لتقسيمها وفق أجندات القوىِ الكبرى تستغل نعراتٍ عرقيةٍ وطائفيةٍ تُسعّر نار التقسيم. تضمنت الفعاليات 9 أوراق عمل وأربعة تعقيبات رئيسة ومجموعة من المداخلات. أجندة القوى الكبرى طرح المنتدى في مستهل فعالياته تساؤلاً حول ما إذا كانت المنطقة كعكة للقوى الكبرى والأطماع الإقليمية، يسعى لتقطيعها وتوزيعها كل من يرى فيها ساحة لنفوذه ومنبراً لبث أيديولوجيته وسوقاً لبضاعته؟. أجندة المنتدى أشارت إلى أن سايكس بيكو قسمت أجزاء من الشرق الأوسط وفق أجندة القوى الكبرى في العقد الثاني من القرن العشرين. والآن نجد أن تنظيم «داعش» الإرهابي استغل المناخ الأمني المهترئ في بلاد الرافدين ليدفع بمخطط إزالة الحدود بين سوريا والعراق، ساعياً إلى فرض حدود جديدة في المنطقة. توابع الفوضى الخلاقة افتتح محمد الحمادي رئيس تحرير «الاتحاد»، والمدير التنفيذي لدائرة التحرير والنشر في أبوظبي للإعلام، فعاليات المنتدى، وقال: سايكس بيكو قسمت أجزاء من الشرق الأوسط وفق أجندة القوى الكبرى في العقد الثاني من القرن العشرين، وبعد قرن من الزمان ها هي المنطقة تترنح تحت وطأة النزاعات الطائفية، فالعراق يعاني انقساماً طائفياً وتجاذبات عرقية، والآن يدور الحديث على مصير مدينة الموصل. وطرح الحمادي تساؤلاً مؤداه: هل نستطيع أن نستشرف ما سيحدث في المستقبل، هل نحن أمام خريطة جديدة للمنطقة.. وكلها أمور نحن بحاجة إلى أن نتكلم عنها، ونضعها تحت مجهر التحليل. وأشار أيضاً إلى أن وجود «داعش» وغيره من المنظمات الإرهابية يمكن اعتباره أداة واضحة في الفوضى الخلاقة وتهديداً مباشراً للدولة الوطنية. ... المزيد
مشاركة :