راغب غلوش.. أصغر قارئ بالإذاعة المصرية

  • 10/21/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أحمد مراد (القاهرة) في الخامس من يوليو عام 1938، ولد راغب مصطفى غلوش في قرية برما التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية - في دلتا مصر - وكان أبوه يحلم بأن يكون ابنه موظفاً كبيراً لذا قرر أن يلحقه بالتعليم العام، غير أن أحد أقاربه نصحه بأن يلحقه بُكّتاب القرية ليحفظ القرآن الكريم، ووافق والده على هذه الفكرة. وفي الُكّتاب ظهرت موهبة ونبوغ الشيخ راغب، ونال شهرة كبيرة بين الأهالي بمهارته في قراءة القرآن وعذوبة صوته ورقته، وانتقلت شهرته إلى القرى المجاورة، وعندما بلغ الرابعة عشرة وصلت شهرته إلى مدينة طنطا معقل العلماء والقراء في ذلك الوقت، وقد انهالت عليه الدعوات لإحياء ليالي شهر رمضان. حاول الشيخ راغب أن يصقل موهبته بالدراسة والعلم، فالتحق بمعهد القراءات بالمسجد الأحمدي بطنطا لدراسة علوم القرآن والتجويد والقراءات على يد الشيخ إبراهيم الطبليهي الذي علمه التجويد والأحكام، وقرأ عليه قراءة ليكون قارئاً للقرآن كل يوم بالمسجد الأحمدي، وخاصة بين أذان العصر والإقامة، فالتف الكثيرون من حوله حتى ذاع صيته في المحافظات المجاورة. ونجح الشيخ راغب في أن يحفر اسمه في قلوب وعقول آلاف المصريين وذلك قبل أن يبلغ الثامنة عشرة من عمره، حتى طلب للتجنيد وأداء الخدمة العسكرية، والتحق سنة 1958 بقوات الأمن المركزي، وكان يتردد على مسجد الإمام الحسين، وكان يحرص على تقديم نفسه للمسؤولين عن المسجد حتى تتاح له الفرصة ليقرأ القرآن أو يرفع الأذان في هذا المسجد الكبير، فتعرف على إمام المسجد الشيخ حلمي عرفة وقرأ أمامه ما تيسر من القرآن، فأعجب به، وطلب منه أن يسمح له بالأذان وقراءة عشر آيات قبل إقامة الصلاة، فقال له الشيخ حلمي: إذا تأخر الشيخ طه الفشني، فسيكون لك نصيب وتؤذن العصر وتقرأ العشر، وبالفعل تأخر الشيخ الفشني، ورفع الأذان وهو يرتدي الزي العسكري الذي لفت أنظار الناس إليه، وقرأ، واعجب به الحاضرون الذين طلبوا منه إعادة القراءة لأكثر من آية، ووصل وقت التلاوة إلى أكثر من نصف ساعة. وكان من بين رواد المسجد الحسيني محمد أمين حماد مدير الإذاعة المصرية آنذاك الذي ساعده على الانضمام للإذاعة المصرية، وذلك قبل خروجه من الخدمة العسكرية بشهر، وهو الأمر الذي جعل البعض يطلقون عليه لقب «الشاويش القارئ»، وكان عمره، لا يتعدى 22 عاماً، وكان أصغر قارئ يتم اعتماده بالإذاعة المصرية في عصرها الذهبي وذلك عام 1962. وعبر أثير الإذاعة، انتقلت شهرة الشيخ راغب إلى جميع المحافظات المصرية، ومنها إلى دول العالم العربي والإسلامي، وقد سافر إلى معظم دول العالم في شهر رمضان لأكثر من 30 عاماً متتالياً قارئاً لكتاب الله عز وجل.ظل الشيخ راغب يتلو قرآن الفجر مرة كل شهر بأشهر مساجد مصر على الهواء مباشرة، بالإضافة إلى تلاوته يوم الجمعة والمناسبات الدينية عبر موجات الإذاعة وشاشات التلفزيون، حتى توفي في الرابع من فبراير 2016 عن عمر يناهز 77 سنة.

مشاركة :