المذيعة المحجبة في القناة الرابعة البريطانية، فاطمة مانجي، رفض هيئة الرقابة الإعلامية شكواها ضد محرر صحيفة "ذا صن"، كلفن ماكينزي، بأنه "مخيف". غير أن ماكينزي قال لبي بي سي إن ثمة "نقاش قانوني" يتعين إجراؤه بشأن ارتداء الصحفيين الرموز الدالة على معتقداتهم. وفي بيان إلى المنظمة، قال ماكينزي: "أوافق بنسبة مئة في المئة أنه ينبغي ألا يُمنع المسلمون من تغطية أي خبر." غير أنه أضاف: "لكن ثمة نقاش قانوني بشأن ما إذا كان من المناسب أن يرتدي الصحفيون رموزا بارزة تدل على معتقداتهم الدينية على الهواء، لا سيما أثناء تغطية أخبار لها زاوية دينية." وألمح ماكينزي إلى نقاش دار في بي بي سي بشأن هذه القضية منذ عدة سنوات، عندما بحث مسؤولو هيئة الإذاعة البريطانية شكل الملابس المناسبة التي ينبغي على الصحفيين ارتداؤها. وأضاف ماكينزي: "دعونا لا نغفل حقيقة أنه بالنسبة للكثيرين، من بينهم المسلمون، يعد الحجاب رمزا للاستعباد والظلم للمرأة. ففي بعض البلدان، تُهاجم النساء بدنيا وتعتقل ويزج بهنّ إلى السجن لعدم تغطيتهن رؤسهن." وفي تصريحات لبي بي سي، الخميس، قالت مانجي: "أعتقد حقا أن كلفن ماكينزي بوسعه كتابة مقال يلمح فيه إلى أنني بطريقة أو بأخرى متعاطفة مع مرتكب الهجوم الإرهابي، وأنني بطريقة أو بأخرى لست مثل البقية هنا، وأنني من الآخرين، وهو ما يعني أن الآخرين عرضة للهجوم.""حرج وخزي" وأضافت مانجي: "كان مزعجا بما فيه الكفاية أن أجد صورتي في أكثر الصحف قراءة في بريطانيا بجوار عبارة هجوم إرهابي إسلامي." ومضت قائلة: "كان مزعجا بما فيه الكفاية أن أكون آخر ضحية لخطاب كلفن ماكينزي. لكن، لنعلم الآن أنه تلقى الضوء الأخضر من هيئة الرقابة على الصحافة، وبالفعل أضحى هذا الوقت العصيب على الأقليات، لا سيما المسلمين، أمرا مخيفا." وأضافت أنها تلقت "اتصالات خاصة من أفراد يعملون في ذا صن وفي مؤسسات صحفية بريطانية قالوا إنهم شعروا بالإحراج والخزي بسماح ماكينزي بنشر مثل هذه الكراهية." Image copyright Getty Image caption كلفن ماكينزي كان مدير تحرير صحيفة "ذا صن" بيت عامي 1981 و1994 وفي مقاله الأول، تساءل ماكينزي: "هل من المناسب لـ(مانجي) الظهور أمام الكاميرا عندما كانت هناك للتو مذبحة أخرى ارتكبها شخص مسلم." ودافع ماكينزي عن وجهة نظره، وقال إن الحجاب "رسالة دينية"، وتساءل ما إذا كان بوسع المسيحي ارتداء الصليب بشكل بارز على شاشة التليفزيون. غير أن مانجي قالت لبي بي سي: "هذا النقاش حول الرموز الدينية مصطنع من قبل ذا صن وكلفن ماكينزي. إنه ليس فيلسوف شهير في عصرنا الحالي، إنه ليس طرفا في الاهتمام بالرموز الدينية." وأضافت: "كانت هناك ضحية ثالثة (في هجوم نيس) مسلمة، وهي جدة تبلغ من العمر 62 عامة قتلت في تلك الليلة، وكانت، مثلي، اسمها فاطمة، وكانت ترتدي كذلك غطاء للرأس." وفي القرار المنشور الأربعاء، قالت منظمة معايير الصحافة المستقلة (إبسو) إن من "حقه التعبير" عن رأيه. وأضافت أن "المقال لم يتضمن أي إشارة مهينة أو تحمل ازدراء إلى صاحبة الشكوى على أساس ديني." ومضت قائلة: "بينما كان رأي كاتب المقال مسيئا دون شك إلى مقدمة الشكوى، وإلى آخرين، غير أنها كانت وجهات نظر من حقه التعبير عنها." وردًّا على قرار المنظمة، قال مدير تحرير القناة الرابعة، بن دي بير: "بينما نتفق على أن حرية التعبير حق أصيل، لا نعتقد بأنه يجب استخدامها كإذن للتحريض والتمييز." وأضاف: "لا نرى مبررًّا لمنع مسلمة من تغطية أي قصة، وستستمر فاطمة في تغطية وتقديم الأخبار حول قضايا الساعة بحيادية وعمق."
مشاركة :