توافد المحتفلين إلى مسجد "السيد البدوي" لينضموا إلى بقية الصوفيين المقيمين بداخله، في حلقات ذكر وإنشاد. ويمثل انتشار "الحلوى والحمص والبسبوسة والكنافة وبلح الشام والأسماك المملحة"، بشكل لافت، في الشوارع المحيطة بمسجد السيد البدوي، والتي يقبل عليها المواطنون على اختلاف ألوانهم، مظهرًا معبرًا عن تلك الاحتفالات السنوية. وللأطفال نصيب، في مولد السيد البدوي؛ حيث تنتشر وسائل اللهو والألعاب والهدايا، التي يقبلون عليها بشكل ملحوظ. وفي مثل هذا التوقيت من كل عام، يشهد محيط مسجد ومقام (ضريح) السيد البدوي، زيارة نحو 6 مليون شخص ما بين محبين وبائعين، وفق تقديرات رسمية، وسط أجواء احتفالية، تتخللها التواشيح الدينية والأناشيد الصوفية، وتقديم النذور وذبح الأضاحي والاحتفال داخل خيم الصوفية. الشيخ عبدالخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية، قال لـ"الأناضول"، إن "احتفال الصوفيين في مصر بمولد السيد البدوي، يعد قيمة وقامة هامة لكل المصريين". ووفق "الشبراوي" يُنسب إلى البدوي العديد من الكرامات، أشهرها ما يتداوله العامة أنه "كان ينقذ الأسرى المصريين من أوروبا الذين تم أسرهم في الحروب الصليبية (1154–1169 م)". ولذلك انتشرت مقولة في التراث الشعبي المصري هي "الله الله يا بدوي جاب اليسرى"، أي أن البدوي قد جاء بالأسرى. وأوضح "الشبراوي"، سبب الاحتفال بمولد "البدوي"، لمدة أسبوع، قائلاً: "كان الاحتفال في السابق يمتد لمدة أسبوعين، تخفيفًا لضغط الازدحام على المسجد والمقام بسبب كثرة الحضور، وحاليًا تراجع عدد الأيام إلى أسبوع واحد بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة". ويعتبر مولد السيد البدوي، أحد الروافد الأساسية للسياحة الدينية بمحافظة الغربية، والتي يعول عليها أبناء المحافظة في كسب العيش في تلك الأيام، خاصة الليلة الختامية. ويعد العارف بالله السيد البدوي، والذي يُنسب للإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، أحد أقطاب الصوفية الأربعة، مع الرفاعي وعبد القادر الجيلاني، وإبراهيم الدسوقي. ويبلغ عدد الطرق الصوفية المسجلة في المشيخة العامة للطرق الصوفية بمصر 76 طريقة، فضلاً عن أكثر من 20 طريقة أخرى غير مسجلة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.