ذكرت صحيفة إيزفيستيا أن العقوبات الجديدة، التي اقترحت برلين فرضها، تمس المجمَّع الصناعي-الحربي الأوروبي في أوروبا نفسها، وتقوِّض صناعة الطائرات فيها. العقوبات الأوروبية، التي اقترحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فرضها على روسيا، ستنال من المجمع الصناعي-العسكري وصناعة الطائرات، وبالدرجة الأولى في أوروبا، لأنه من دون مكونات التيتانيوم الروسية لن يستطيع الأوروبيون إنتاج الطائرات الحديثة. وقال مصدر في المؤسسة العسكرية الروسية، إن العقوبات الجديدة ضد روسيا ستناقَش في أثناء قمة الاتحاد الأوروبي، التي تعقد في بروكسل يومي 20 و21 من الشهر الجاري، وفي حال موافقة الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد، فإن هذا لن يثير مشكلات للمجمع الصناعي–العسكري الروسي ولصناعة الطائرات، بقدر المشكلات، التي سيثيرها لصناعة الطائرات في أوروبا. وأضاف أن شركة واحدة في العالم –وهي شركة روسية- تصنع حاليا مكونات التيتانيوم من أجزاء صفائح الألياف الكربونية، والتي لا يمكن من دونها صناعة الطائرات، لأن مكونات التيتانيوم أخف من الألمنيوم وأكثر متانة، وهي تستخدم في أجسام الطائرات الحديثة، مثل: بوينج–787 ودريم لاينر وبوينج– 747–8 وكذلك إيرباص أ–350 وأ–380، وعنصر التيتانيوم يستخدم في أجسام جميع هذه الطائرات المدنية. فمثلا، يدخل التيتانيوم في بنية خمسة عناصر أساسية في جناح إيرباص–350. من جانبه، أشار نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) أليكسي تشيبا، في حديث لـ إيزفيستيا إلى أن روسيا لا تدرس حاليا فرض عقوبات مضادة، لأنها تعتقد بعدم فعالية العقوبات الاقتصادية. وأضاف أن العقوبات كافة، التي تُفرض على دول أخرى غير مثمرة، لذلك لا أعتقد أن العقوبات الجديدة ستؤثر في عمل المجمع الصناعي–العسكري أو صناعة الطائرات، وأعتقد أن الشركات التي تتعامل معنا على مدى سنوات طويلة ستستمر في تعاملها، لأن العقوبات ستؤثر ليس فقط في الاقتصاد الروسي، بل وفي اقتصاد الاتحاد الأوروبي والشركات الغربية. وبحسب صحيفة فرانكفورتر ألغماينه زونتاغ تسايتونغ، تنوي المستشارة الألمانية دعوة بلدان الاتحاد إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب الأزمة السورية، وإضافة إلى العقوبات التي تمس صناعة الطائرات والمجمع الصناعي–العسكري، قد تناقَش مسألة وقف العمل بـ مشروع السيل الشمالي–2 للغاز. ولإقرار هذه العقوبات يجب أن تنال موافقة أعضاء الاتحاد كافة، فيما لم تعلن غير فرنسا وبريطانيا والسويد دعمها لهذه المقترحات. في حين أن وزير خارجية الولايات المتحدة لم يستبعد تشديد العقوبات الأمريكية ضد روسيا، وأعلن أن الرئيس أوباما يدرس الموضوع وسوف يتخذ قراره خلال الأيام المقبلة. والمثير للاهتمام أن كثيرين في ألمانيا يعارضون هذه العقوبات. فمثلا يعارضها وزير خارجية ألمانيا فرانك-فالتر شتاينماير، ويتفق معه وزير خارجية إيطاليا باولو جينتيلوني، الذي أشار إلى أن فرض عقوبات جديدة ضد روسيا سيعمق الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي. ويتفق رئيس رابطة الصناعيين الإيطاليين في روسيا أرنستو فيرلينغي مع هذا الرأي، وقال إن موقف الصناعيين الإيطاليين مبني على معرفتهم الجيدة بالسوق الروسية والإمكانيات التي يمتلكها، وخاصة في مجال الاستثمارات، ما يخلق قاعدة ثابتة للصناعات المحلية الإيطالية في روسيا. وأعرب عن ثقته بضرورة الحفاظ على هذا الاتجاه القائم منذ نصف قرن في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، أي تطوير التعاون الاستراتيجي بعيد الأمد والاستمرار في الحوار، الذي سيؤدي بغير شك إلى تسوية مسألة العقوبات قريبا.
مشاركة :