الإدارة إنتاج وليست حضورًا وانصرافًا

  • 10/21/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قبل عشرين عاما سمعت رجلا في منتصف العمر يروي قصة عمله في حراسة إحدى الشركات، وأنه  يبدأ من صلاة المغرب إلى الفجر ولديه جرس يقرعه كل ساعة ليثبت تواجده.. والحقيقة ما كنت أتصور أننا سنعود إلى ذلك المربع ونحن في لـ2016 من التطوير الإداري إلا بعد أن طالعتنا الصحف بقصة مدير وضع لافتة إعلانية داخل المبنى، يحدد عدد مرات تبصيم الموظفين ما بين الثامنة صباحا وحتى الثانية والنصف ظهرا، وإن لم أكن واهما فالعدد خمس مرات تقريبا.. يعني نفس (سالفة) المرحوم صاحب الجرس. القضية ليست في تطبيق قانون البصمة من وجهة نظري، فلربما أن البصمة عند بعض المديرين هي أفضل الحلول خاصة (الباشوات) الذين توقف خط الإنتاج لديهم. الإشكالية في خسارة الوزارات على قياداتها وهي تدربهم أن: الإنتاج مع عدم الرضا عيب في الإدارة،  وأن الرضا مع عدم الإنتاج عيب، وعدم الرضا مع عدم الإنتاج هو الآخر عيب، وأن النموذج المثالي هو الإنتاجية والرضا معا.. ثم نتفاجأ أن أقصى ما توصلوا إليه في تطوير بيئات العمل هو تبصيم الموظفين خمس مرات. الأمر ليس صناعة صواريخ، فلدينا مؤسسات منتجة ورائدة ومتميزة ولا يوجد عندهم بصمة ولا بيان،  وهذه المؤسسات داخل بلدنا والحمد لله، وشاهدنا  موظفيها أثناء الدوام كخلية النحل.. هنا الفرق، وهنا التحدي!! وبما أن شغلنا (سريع سريع) ولا يوجد عندنا وقت نذهب فيه إلى تلك المؤسسات لنستفيد من خبراتها وكيف لها أن صنعت مثل تلك البيئة؟ نود نعرف هل بالفعل تبصيم الموظفين خمس مرات في اليوم الواحد سيغطي فاقد الست ساعات التي اعترفت بها الجهة المعنية أنها تهدر يوميا دون إنتاجية؟ أم أن عوامل الإنتاجية مسألة مختلفة تماما..  رابط الخبر بصحيفة الوئام: الإدارة إنتاج وليست حضورًا وانصرافًا

مشاركة :