روسيا تمدّد هدنة حلب إلى مساء اليوم ولا تسجيل لإجلاء أي مسلّح أو مدني - خارجيات

  • 10/22/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - أعلن الجيش الروسي ان الهدنة الانسانية التي ينفّذها الجيشان السوري والروسي منذ صباح الخميس في حلب، ستمدد مجددا أربعاً وعشرين ساعة، حتى مساء اليوم، لإفساح المجال أمام المقاتلين والمدنيين، بالخروج من الاحياء الشرقية المحاصرة. وقال المسؤول في هيئة اركان الجيش الروسي، الجنرال سيرغي رودسكوي: «بطلب من مندوب الامم المتحدة ومنظمات دولية اخرى، اتخذ الرئيس الروسي قرار تمديد الهدنة الانسانية في منطقة حلب 24 ساعة من الساعة الثامنة حتى 19.00 بالتوقيت المحلي يوم 22 أكتوبر» أي من الساعة 5.00 حتى 16.00 بتوقيت غرينيتش. ولم يسجّل، أمس، في اليوم الثاني من الهدنة الروسية، عبور مدنيين أو مقاتلين معارضين أو جرحى، من الأحياء الشرقية المحاصرة، الى خارجها، عبر الممرات الثمانية التي حددتها موسكو، فيما عبّرت الامم المتحدة عن أملها في اجلاء الجرحى، اعتبارا من اليوم.ومنذ صباح الخميس، تسري الهدنة، من دون ان تحقق حتى الآن هدفها بإجلاء مقاتلين ومدنيين راغبين بمغادرة الاحياء الشرقية. وأوقفت الطائرات الروسية والسورية قصف الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة منذ صباح الثلاثاء. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن: «لا حركة على المعابر من الاحياء الشرقية ولم يسجل خروج اي من السكان او المقاتلين حتى الآن». من جهتها، أعلنت الامم المتحدة ان عمليات الإخلاء الطبي التي كان من المقرر القيام بها في شرق حلب، تأخرت لعدم تقديم الاطراف المتحاربة الضمانات الامنية اللازمة. في سياق متصل، انتقد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» مبادرة الامم المتحدة التي «لم تتضمن دخول أي مساعدات إنسانية، وتقتصر على إخراج حالات حرجة مع مرافقين، وسط ضغوط أمنية وعسكرية وإعلامية» من روسيا والنظام السوري. في غضون ذلك، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، المعارضة السورية بمنع خروج المدنيين من شرق حلب، وعرقلة إيصال المساعدات، معتبراً أن واشنطن تقوم بإعداد «خطة متعمَّدة» للمحافظة على جبهة «فتح الشام» (النصرة سابقاً) بهدف إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بالقوة وخلال مؤتمر صحافي في موسكو، أمس، قال لافـروف إن «رفض النصرة ومن هم في صفها الخروج من حلب يجهض جهود الأمم المتحدة، وجهود المعارضة السورية التي تريد النأي بنفسها عنها». كما رد بغضب على تأكيد الخارجية الأميركية أن واشنطن لا تعتبر «فتح الشام» هدفاً رئيساً للعمليات العسكرية في سورية، متهماً واشنطن بأنها تحاول المحافظة على «فتح الشام» كقوة هي الأكثر استعداداً للقتال، لاستخدامها لاحقاً لإسقاط الأسد. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، قال إن «الهدف الرئيس للضربات الأميركية في أراضي سورية هو تنظيم داعش»، مشيراً إلى أن «واشنطن تعتبر فتح الشام تنظيماً يبقى خارج وقف النار ومدرجاً على قائمة المنظمات الإرهابية في سورية». كذلك، أوضح لافروف أن «موسكو قلقة للغاية من تقارير قصف تركيا لشمال سورية»، معتبراً أن «نظام الأسد يتمتع بسيادة كاملة على أجوائه. وعلى الجيش التركي، كعضو في التحالف الدولي، أن يتمسّك بمكافحة الإرهاب، وعدم استهداف الأكراد». وشنت طائرات حربية تركية، غارات جوية على مواقع «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، ذات الغالبية الكردية، والذراع الأقوى لتنظيم «وحدات حماية الشعب» الكردية، في قرى وبلدات حساجك والوردية وحسية وغول سروج وسد الشهباء وإحرص وأم حوش، في ريف حلب الشمالي، أسفرت عن مقتل ما بين 160 و200 عنصر، إضافة إلى تدمير 18 هدفاً، في حين هدد نظام الأسد بإسقاط الطائرات الحربية التركية، في حال «اخترقت الأجواء السورية» مجدداً. في المقابل، وخلال أعمال القمة الأوروبية في بروكسيل، أمس، أكد رئيس مجلس الاتحاد دونالد توسك، أن «زعماء الاتحاد دانوا الهجوم الذي تقوم به قوات النظام السوري وحلفاؤها، وبصفة خاصة روسيا، على حلب. الاتحاد الأوروبي يدعو إلى وقف العمليات القتالية فورا، ووضع حد للقسوة، وفي حال تواصلت القسوة فسيكون باستطاعتنا النظر في كل الخيارات المتاحة». كذلك، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، رؤساء دول وحكومات الاتحاد إلى اتخاذ موقف مشدد وواضح تجاه تصرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سورية، مردفة: «آمل أن نكون كمجلس أوروبي قادرين على أن نبين بوضوح أن ما يحدث في حلب، بدعم روسيا، غير إنساني تماما». وكانت رئيس الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، دعت الاتحاد، إلى رد «قوي وموحد» على «الفظائع» التي ترتكبها روسيا في سورية، قائلة: «يجب أن نظهر رداً أوروبياً قوياً وموحداً لوقف جرائم روسيا الوحشية وفظائعها المروعة في سورية». كذلك، دعت الدول الغربية والعربية في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أمس، إلى إجراء تحقيق في شأن ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في حلب، خصوصاً بواسطة قوات الحكومة السورية وحليفتها روسيا. إلى ذلك، شن «الجيش السوري الحر» ضمن عملية «درع الفرات» المدعومة تركياً، أمس، هجوماً على مواقع «قسد» جنوب غربي مدينة مارع في ريف حلب الشمالي، وسيطر على مزارع ومناطق محيطة بقريتي أم حوش وحربل، وسط ترجيحات بأن يتجه لتحرير مدينة تل رفعت، التي سيطرت عليها «وحدات الحماية» مطلع العام الحالي. وفي جوبر قرب دمشق، فشلت المعارضة في هجوم على محور منطقة المناشر والتقدم على جبهة الزبلطاني من خلال أحد الأنفاق التي تم حفرها خلال الأشهر الماضية، حيث تمكّنت قوات النظام من نصب كمين وقتل 8 من مقاتلي المعارضة، ما دفع ببقية العناصر إلى التراجع إلى مواقعهم، مع استمرار المعارك حتى اللحظة على عدة جبهات، واستهداف تجمعات قوات النظام في محيط الحي بالمدفعية.

مشاركة :