معارضة سياسية مطلوبة ... ولكن - مقالات

  • 10/22/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من دون شك، مجلس 2013 أخطاؤه كثيرة والناس تتمنى عدم عودته وإلى الأبد. وهذا ما جعل العديد من نوابه يتحرّقون شوقاً للعودة إلى مناصبهم، حتى قبل أن تنقضي المدة الدستورية، مما دفعهم للاستعجال بحل أنفسهم أملاً في كسب بعض التعاطف الشعبي للعودة من جديد، بحسب رأي عبدالله النيباري. «حمائمية» المجلس السابق تقريباً، أمر مُتفق عليه بين أغلب الناس، والمطلوب الآن العودة لاختيار أعضاء يمثلون كل الطوائف ويقدمون أداءً أفضل. هذا الكلام الإنشائي سيظل كذلك ما لم يستشعر أهل البلد بأهمية ورقة التصويت وأهمية المشاركة في يوم الانتخاب. فالورقة التي تُرمى ستظل حملاً وثقلاً على ظهر الشعب للجولة البرلمانية المقبلة... فانظروا لمن تكون الغلبة! الشق الآخر من الحديث، يجب أن يتوجه إلى المعارضة. المعارضة تتحمل مسؤولية كُبرى، سواء لما حصل في مجلس 2013 أو المجلس المقبل. في المجلس الماضي، يتحملون المسؤولية لأنهم تَرَكُوا الساحة في حالة يُرثى لها. تَرَكُوا الساحة تغلي بالشحن الطائفي وعدم الاستقرار السياسي، وهو السبب الذي جعل الناس تبتعد عنهم ولسان حالهم يقول «نار التجار ولا جنة المعارضة». المشكلة التي تورطت بها المعارضة، أنها قطعت على نفسها عهوداً ووعوداً أكبر من حجمها، وهو ما جعلها تتورط بهذا الشكل. فالمعارضة لم تقاطع على أمل إيصال رسالة «رمزية» لمن يعنيهم الأمر، كما يريد أن يقنعنا محمد هايف في مقابلته التلفزيونية مع قناة «العربية» أول من أمس. المعارضة عاهدت نفسها بأنها لن تشارك طالما ظل «الصوت الواحد» قائماً، وأظنكم جميعاً شاهدتم جمعان الحربش، وهو يقول باستحالة العودة عن قرار المقاطعة ما بقي نظام الصوت الواحد ويتوعد بإعادة العمل بنظام الأصوات الخمسة. إذا المسألة عندهم كانت مبدأ يستحيل التنازل عنه ولم تكن مجرد استعراض للقوة ورسالة رمزية. أما المسألة الأخرى والأكبر، أن المقاطعة حملت رسالة ثانية، محتواها النظر بعين التخوين والشك والريبة للمجتمع والمجلس، بحجة أنهم يشاركون جميعاً في المشروع الإيراني. لهذا نجد أن مطالبات الكثيرين لهم لتقديم الاعتذار للشعب الكويتي، له ما يبرره لأنهم بالحقيقة جرحوا الناس ويحق للناس المطالبة برد الاعتبار والتوقف عن سياسة التجريح وتعريض المجتمع للعنف والفوضى وعدم الاستقرار والتخوين وبث الرعب والخوف في ما بين أبناء الوطن. المعارضة السياسية عليها أن تعيد حساباتها من جديد، وتفهم أن الساحة السياسية ستطردها من جديد إن تلاعبت بمفهوم الاستقرار السياسي لتمرير أجنداتها البعيدة كليا عن روح وطبيعة الشعب الكويتي التسامحية. فالفساد الذي استشرى تتحمله المعارضة أيضا لمقاطعتها الانتخابات، فهم شاركوا الفاسدين في فسادهم بأن تَرَكُوا الساحة لفريق «...». hasabba@

مشاركة :