تقريباً يتفق الجميع على أهمية مشاركة المعارضة، باستثناء القلة. إلا أن تصرفات المعارضة تجعل النظر إليها نظرة ارتياب وترقب وعدم ارتياح. ولو أن المجلس لم يلتئم إلى الآن، إلا أن الجلسات غير الرسمية في الدواوين والتصريحات تُنذر بأن المجلس سيعيد نفسه بالتأزيم والتصادم. دعوة محمد المطير إلى «بعض» النواب للاجتماع والتشاور في ديوانه للاتفاق على مُرشحهم لمنصب الرئاسة، يعكس العقلية الاقصائية التي كانت موجودة أصلا قبل المجلسين المُبطلين. طبعا ليس المطلوب، أن يتخلى كل نائب عن قناعاته، لكن المطلوب على الأقل لغة سياسية «رشيدة» يمكنها أن تقف حائلا بين المجلس وحالة التأزيم التي تعطل البلد بأكمله وتلقيه على ناحية التراجع الاقتصادي والاجتماعي. فالمشكلة مع مجموعة الـ 26 أنها أعادت لنا ذكريات الخطاب المتطرف والعنصري والإقصائي. كلمة حق يجب أن تُقال، وهي أن الكثير من المطالبات التي قالتها المعارضة أثناء المقاطعة وأيام حملاتها الانتخابية وحالياً، هي بالنهاية مطالبات وطنية وصحيحة ولا يُشك بأهميتها. مطالبات تقريباً يتفق عليها أغلب الناس لأنها تطالب بالعدالة والإنصاف وإعادة الطمأنينة وروح الدستور إلى الشعب بالمزيد من الحريات وعدم التهديد بسحب الجناسي والحبس الاحتياطي والإعلام الإلكتروني، فهذه كلها وغيرها مطالبات وطنية وصحيحة. إلا أن الخوف من المعارضة ليس في المطالبات والعناوين العامة بل في مواطن التطبيق والتفاصيل. على سبيل المثال، النائب الحميدي السبيعي في إحدى ندواته الانتخابية (نوفمبر)، انتقد تعرض الحكومة للجناسي، لكنه ألمح إلى تقصّد السلطة لسحبها عن فريق دون آخر، فلا أدري ما هو رأيه لو عمليات السحب كانت من نصيب الفريق الآخر؟ أو إصرار مرشح على إيصال أبناء القبائل إلى كرسي الرئاسة وهو ما نجده يحصل اليوم بالنسبة لمجموعة الـ 26 والتي تدفع بالمويزي بدلاً عن الرومي. هذا الشكل من المعارضة يجعلها في الخانة نفسها التي يضع الشعب الكويتي بها الحكومة، خانة الخوف والترقب. بل وكما وجدنا أن أغلبية الناس تميل مع الحكومة إن وجدت أن لا بديل لها إلى هذا الفكر العنصري. ولأن الحكومة تعلم ذلك جيداً، دائما ما تأتينا بالسيئين لإدارة البلد لكي تُبقي حالة النزاع وعدم الثقة بين الاعضاء والناس ولتُبقي نفسها بمعزل عنهم بحيث تثير هذا على ذاك وذاك على هذا. وأغلب الظن أن الحكومة تُحضر لحل المجلس إن اقتضت الحاجة حينما نتابع سلوكها سواء في ما يخص الطعون أو المبررات القانونية التي ساقتها... ننتظر ونرى! hasabba@
مشاركة :