يظل «البر» هو بهجة القلب، فيه تُسر العين، وتنفرجُ الأسارير، فالبر قصة تاريخ تليد لحضارة البدوي ورحلته مع الحياة، كثير من الأسر تجد راحتها في البر، تُعلمُ فيه الأبناء قيم وتقاليد حياة البداوة، وتُعرفهم إلى عناصر البيئة الصحراوية، وكيفية المحافظة عليها. أسر كثيرة تعرفُ قيمة البر، وأنشأت «عزباً» وسط الصحراء لهذا الغرض، لا تنقطع عنها صيفاً أو شتاء، في حين أن بعض الأسر تقصد البر فقط خلال تحسن الأجواء، بدءاً من تلك الفترة وحتى حلول فصل الصيف، يقيمون مخيماتهم في البر، ويقضون الليل سمراً وبهجة، وبعضهم يصطحب عائلته كاملة، خاصة خلال أيام نهاية الأسبوع. لم يشتكِ «البر» يوماً من عشاقه الذين يعرفون قيمته، ويحافظون على مفردات الحياة فيه، ولكن شكواه و«أنينه» من الذين لم يقدروا «كنوز الصحراء» ويعيثون فيها إهمالاً، وتدميراً للبيئة، هنا فقط يصبح هؤلاء ضيوفاً «غير مُرحب» بهم في ربوع الصحراء الشاسعة، يخلفون وراءهم جبالاً من القمامة، ويأتون على الأخضر واليابس من الأشجار والأحراش التي تنمو في البر، يحرقونها للتدفئة وللشواء، وفى آخر الليل يتركونها تشوه المنظر وتؤذي كائنات أخرى لا تجد سوى «البر» متنفساً لها. استطلاع: (هالة الخياط، آمنة الكتبي، عائشة الكعبي) «الاتحاد» تجدد من خلال هذا الاستطلاع التأكيد على ضرورة التوعية بشأن هذه القضية، وترصد آراء وملاحظات عينة من الجمهور بشأن آلية المحافظة على البيئة والنظافة خلال «التخييم» في البر، حيث أكد مواطنون ومقيمون أهمية التوعية لمرتادي البر في مختلف الأمور، منها السلامة، وعدم إزعاج الآخرين، ومخلفات الشواء والنفايات التي تُفقد المناطق البرية جمالها، فيما طالب آخرون بضرورة تكثيف الدوريات الشرطية في المناطق البرية لحفظ الأمن والسلامة فيها، ولتشكيل نوع من الردع للمتهورين من مرتادي المناطق البرية. ويقول المواطن عبد العزيز البلوشي: «الكثير من الأشخاص ينتظر موسم التخييم بصبر وطول انتظار، ولكن نصدم بالمخالفات والممارسات الخاطئة،في تلك المناطق رغم وجود التحذيرات والإرشادات من قبل الجهات المعنية، وأغلب المشكلات التي تواجه العائلات في المناطق البرية هي ترك المخلفات وبقايا الجمر دون إخمادها، ما يؤدي إلى حوادث خطيرة». ... المزيد
مشاركة :