صور| «حلب» بين مطرقة التصعيد وسندان الهدنة

  • 10/22/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، موافقته على فتح تحقيق خاص مستقل في الأحداث بمدينة حلب السورية، حيث قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إن الضربات الجوية تشكل جرائم حرب. يأتي ذلك بعد قرابة الأسبوع من الشد والجذب بين طرفي الصراع اللذين يقودهما كل من روسيا والولايات المتحدة. وإعلان موسكو تمديد هدنة إنسانية في حلب، بعد مطالبات المجتمع الدولي بضرورة وقف غاراتها هناك. كانت التصعيد واضحا على مدى أسبوع مضى، حين ندد الاتحاد الأوروبي، يوم الإثنين الماضي، بالضربات الجوية السورية والروسية على أجزاء تسيطر عليها المعارضة في حلب، وخص موسكو بالانتقاد لاستهدافها المتعمد للمستشفيات والأطقم الطبية. واتفق وزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورج على أن الاستهداف المتعمد للمستشفيات والأطقم الطبية والمدارس والبنية الأساسية الحيوية وكذلك استخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والأسلحة الكيماوية، ربما تصل إلى حد جرائم الحرب. ليصبح تعبير «جرائم الحرب» عنوانا يتصدر المشهد كل حين. هدنة إنسانية وفي اليوم التالي أعلنت وزارة الدفاع الروسية، وقفًا لإطلاق النار لـ8 ساعات يوميًا، وهو ما قوبل بانتقاد وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون التي أعلنتها اعتبرت أن تلك الخطة محدودة ومتأخرة للغاية. في اليوم نفسه، قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، إن القوات الجوية الروسية والسورية أوقفت كل الضربات الجوية على مدينة حلب السورية، قبل يومين من موعد متفق عليه، لوقف القتال للسماح للمعارضة والمدنيين بمغادرة المدينة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الأجواء في حلب اتجهت نحو الهدوء بعد أن نفذت الطائرات الروسية ضربات جوية مكثفة على حلب في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء. وقال شويجو، إن روسيا تتوقع الآن أن يغادر المقاتلون حلب ومعهم أسلحتهم من خلال ممرين مخصصين لهم أحدهما عبر طريق الكاستيلو. وتعهد بأن تتراجع القوات السورية للسماح بخروج المسلحين دون أي عوائق، في الوقت الذي قالت الأمم المتحدة، إنه لا يمكن الاستفادة من الهدنة في حلب دون ضمانات أمنية. وقال، إن خبراء عسكريين سيجتمعون في جنيف غدا الأربعاء لبدء العمل على التفرقة بين الإرهابيين ومقاتلي المعارضة السورية، مضيفا أن خبراء من روسيا وصلوا إلى جنيف بالفعل.   الأسد وفي اليوم التالي لتصريحات المسؤول الروسي، قال الرئيس السوري بشار الأسد، إنه يجب على حكومته العمل على تطهير حلب من الإرهابيين لحماية سكانها المدنيين. وأضاف الأسد، الأربعاء، في تصريحات بثها التلفزيون السويسري، إن على القوات الحكومية أن تخلص مدينة حلب من الإرهابيين بموجب تفويضها الدستوري لحماية المدنيين. تزامنت تصريحات الأسد، مع انتشار بحري روسي كبير لتكثيف هجوم حلب، وقال دبلوماسي كبير في حلف شمال الأطلسي، الأربعاء نقلا عن معلومات لأجهزة مخابرات غربية، إن السفن الحربية الروسية قبالة ساحل النرويج تحمل قاذفات مقاتلة، من المرجح استخدامها لتعزيز هجوم نهائي على شرق حلب المحاصر في سوريا خلال أسبوعين. وقال الدبلوماسي، إنهم ينشرون كل أسطول الشمال وجزءا كبيرا من أسطول البلطيق، في أكبر انتشار بحري منذ نهاية الحرب الباردة. وأضاف، هذه ليست زيارة ودية. فخلال أسبوعين سنرى تصعيدا في الهجمات الجوية على حلب في إطار استراتيجية روسيا لإعلان النصر هناك. ضغوط ألمانية وفرنسية في يوم أمس الخميس، ازداد الضغوط ناحية روسيا، إذ بدأت ألمانيا وفرنسا ممارسة ضغوط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتمديد وقف الضربات الجوية في سوريا، خلال محادثات جرت حتى وقت متأخر من الليل يوم الأربعاء في برلين، وصفتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها كانت صعبة. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، في مؤتمر صحفي مشترك مع ميركل بعد المحادثات، إن وقف (الضربات الجوية) لساعات قليلة غير منطقي، النقطة الأساسية هي أنه لا يمكن لسكان حلب، الاستمرار في العيش في ظروف لا تحتمل. وقالت ميركل وأولاند، إنهما واجها روسيا بشأن دورها في قصف المدنيين في حلب. وقالت ميركل نحن نتحدث هنا عن أنشطة إجرامية عن جرائم ضد المدنيين، رغم أنها لم تردد استخدام أولاند لعبارة جرائم حرب. تراجع روسي؟ وفي ما يبدو أنه تراجع روسي، قالت الأمم المتحدة، الخميس،  إن روسيا أبلغتها بأنها ستتوقف عن قصف شرق حلب 11 ساعة يوميا لأربعة أيام، لكنها أضافت أن هذا لا يكفي للتوصل لاتفاق أوسع لخروج مقاتلي المعارضة من المنطقة السورية المحاصرة. وأبدى ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة بشأن روسيا، ترحيبه بتوقف القتال حتى يتسنى إجلاء الجرحى والمرضى، لكنه قال إن اتفاق وقف إطلاق النار يتطلب أيضا أن يوافق مقاتلو جبهة فتح الشام على مغادرة المدينة، وأن تضمن الحكومة السورية بقاء الإدارة المحلية. من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن الرئيس فلاديمير بوتين، أمر بتمديد الهدنة الإنسانية في مدينة حلب السورية التي تنقضي بعد ظهر الخميس لمدة 24 ساعة إضافية. وقالت الوزارة، في بيان منسوب لوزير الدفاع سيرجي شويجو، إن الحكومة السورية أيدت هذا القرار. الصورة تتكشف وفيما عبرت روسيا، عن اعتقادها أن الغرب يريد استخدام مقاتلي النصرة في الإطاحة بحليفها بشار الأسد، أعلن مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فتح تحقيق خاص في جرائم حلب. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الجمعة، إنه يعتقد أن الغرب يريد حماية مقاتلي جبهة فتح الشام، التي كانت تعرف من قبل باسم جبهة النصرة، لاستخدامهم في محاولة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. جرائم حرب وفي تصعيد جديد، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم الجمعة، إنه على الاتحاد الأوروبي أن يدرس كل الخيارات للضغط على روسيا والرئيس السوري بشار الأسد، لوقف الهجمات على مدينة حلب السورية. وخلال مؤتمر صحفي بعد أول قمة لها في الاتحاد الأوروبي منذ توليها منصبها، قالت ماي إنها دعت لإرسال رسالة قوية وموحدة بشأن سوريا. وقالت، كنا واضحين للغاية بشأن دور روسيا وواضحين للغاية بشأن ضرورة أن يدلي الاتحاد الأوروبي بالتصريح الواضح الذي أدلى به، وإذا استمرت الفظائع أن يدرس كل الخيارات وهذا بالضبط ما سنقوم به. كما طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الجمعة، بوضع نهاية للهجمات التي تشنها قوات الحكومة السورية وروسيا على مدينة حلب، وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سيتخذ إجراءات ضدهما إذا ما استمرت الحملة الوحشية. وأدان زعماء الاتحاد الأوروبي روسيا لقصفها مدنيين في مدينة حلب المحاصرة، لكنهم يواجهون ممانعة من إيطاليا في فرض عقوبات جديدة على موسكو بسبب الأعمال الوحشية. وفي الإطار ذاته، وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الجمعة على فتح تحقيق خاص مستقل في الأحداث بمدينة حلب السورية، حيث قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن الضربات الجوية تشكل جرائم حرب.

مشاركة :