جنيف - (رويترز): وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس الجمعة على فتح "تحقيق خاص مستقل" في الأحداث بمدينة حلب السورية، حيث قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن الضربات الجوية تشكل جرائم حرب. وتبنى المجلس المؤلف من 47 دولة عضواً ومقره جنيف القرار الذي تقدمت به بريطانيا مع حلفاء غربيين وعرب بتصويت 24 دولة بالموافقة وسبع دول بالرفض وامتناع 16 عن التصويت. وكانت روسيا والصين من بين الدول التي صوتت ضد القرار. وطلب المجلس من لجنة التحقيقات الحالية التابعة للأمم المتحدة "فتح تحقيق شامل وخاص في الأحداث في حلب" لتحديد أي شخص مسؤول عن انتهاكات وقعت هناك وضمان محاسبته. في حلب أدان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أمس "الجرائم ذات الأبعاد التاريخية" التي تحصل في سوريا، خصوصاً في حلب التي تحولت إلى "مسلخ"، على حد تعبيره. واتهم زيد رعد الحسين في افتتاح دورة خاصة لمجلس حقوق الإنسان مخصصة للوضع الإنساني في حلب في جنيف "كل أطراف" النزاع "بانتهاكات للقوانين الإنسانية الدولية" التي تشكل برأيه "جرائم حرب". وأكّد أن "حصار حلب وقصف شرق حلب ليسا مجرد مأساة بل يشكلان جرائم ذات أبعاد تاريخية". وأضاف "إذا ارتكبا مع سبق المعرفة في إطار هجوم واسع أو منهجي موجه ضد المدنيين، فإنهما يشكلان جرائم ضد الإنسانية". وطلبت 16 دولة بينها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا عقد هذه الدورة الخاصة. وقد سعت روسيا التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد إلى منع أي إدانة لدمشق. وذكر المفوض السامي بأن أكثر من 300 ألف سوري قتلوا منذ بدء النزاع في 2011. وأضاف إن "مدينة حلب القديمة أصبحت اليوم مسلخاً"، مشيراً إلى "الهجمات المتعمدة والمتكررة" ضد مستشفيات ومدارس وأسواق ومخابز ومحطات لتنقية المياه. وحذر من أن "الفشل الجماعي للأسرة الدولية في حماية المدنيين ووقف حمام الدم هذا سيلاحق كل واحد منا"، قبل أن يدعو مجلس الأمن الدولي إلى "وضع مناحراته جانباً والتحرك بصوت واحد". من جانبه، أدان رئيس لجنة التحقيق الدولية حول سوريا باولو سيرجيو بينييرو المكلف من مجلس حقوق الإنسان عمليات القصف التي يقوم بها الطيران السوري بدعم من الطيران الروسي، ضد المناطق الشرقية من حلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، وكذلك قذائف الهاون التي يطلقها مسلحو المعارضة على السكان في غرب حلب. وقال "لا أحد في منأى عن هجوم من الأطراف المشاركة في النزاع"، مذكراً أن "أكثر من ربع مليون شخص عالقين في شرق حلب بدون غذاء كافٍ وبدون كميات كافية من المياه في معظم الأحيان". وطالب بينييرو بنقل النزاع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
مشاركة :