أكد شهود عيان أن جيش النظام السوري ارتكب مجزرة جديدة بحق المدنيين في بلدة الزارة بريف حمص بعد اقتحامها يوم السبت الماضي، مشيرين إلى أن جنود النظام جمعوا العشرات من السكان في مبنى متهالك، ومن ثم قاموا بإلقاء قنابل يدوية عليهم، مما أدى إلى مقتلهم جميعاً. وكانت الجبهة الإسلامية قد أعلنت على حسابها الرسمي بموقع تويتر، أنها استعادت أجزاءً من البلدة، وأن مقاتليها تمكنوا من قتل 40 من عناصر قوات النظام خلال المواجهات التي اندلعت في محيط القرية، أثناء محاولتها استعادة السيطرة عليها. أما على صعيد حلب، فقد أكد ناشطون أن 10 مدنيين قتلوا على الأقل وأصيب آخرون في قصف جوي لطائرات النظام على حي الحيدرية، بينهم صحفي كندي يدعى علي مصطفى. وأظهرت صور بثت على الإنترنت، الدمار والحرائق التي أحدثها إلقاء البراميل المتفجرة على الحي، حيث سقط أحدها على الأهالي بعد تجمعهم لإنقاذ جرحى القصف. كما شمل القصف بالبراميل أيضاً حي مساكن هنانو في حلب. من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدداً كبيراً من المواطنين أصيبوا بجراح إثر استهدافهم بواسطة قناص تابع لقوات النظام عند معبر كراج الحجز بحي بستان القصر، فيما تدور اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة، ومقاتلي لواء جبهة الأكراد ومقاتلي الكتائب الإسلامية على أطراف مدينة منبج وفي محيط قرى الحية والخرفان وصرين وعند جسر قوزاق بريف حلب الشرقي، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما فتحت القوات النظامية فجر اليوم نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بلدة كفر حمرة، مما أدى إلى مصرع 3 مقاتلين من الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة. وفي ريف دمشق، قتلت كتائب المعارضة المسلحة 7 من قوات النظام وعناصر حزب الله اللبناني خلال اشتباكات في منطقتي ريما ودنحا أثناء محاولة تقدم هذه القوات إلى منطقة يبرود، في حين قصف الطيران الحربي منطقة قرينة في القلمون. كما لقي 8 من جنود النظام مصرعهم وجرح آخرون في داريا، بعد تصدي الجيش الحر لمحاولة اقتحام المدينة من الجهة الشرقية. في غضون ذلك، اتهمت منظمة العفو الدولية أمس قوات الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب جرائم حرب بحصارها حي اليرموك بجنوب دمشق الذي تسبب في مقتل نحو 200 شخص، معظمهم ماتوا من الجوع. والمخيم الذي كان يعيش فيه يوما مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين السوريين هو واحد من عدة أحياء على المشارف الجنوبية للعاصمة السورية حاصرها الجيش السوري لخنق قوات المعارضة. وقالت منظمة العفو ومقرها لندن في بيان صدر أمس "ارتكبت الحكومة السورية جرائم حرب كثيرة في إطار حصارها اليرموك. حيث مئات آلاف السكان المدنيين قتلوا أو أصيبوا أو هلكوا نتيجة للتجويع المتعمد وتدمير وسائل دعمهم، أو نتيجة الهجمات المباشرة على المدنيين والهجمات العشوائية". وأحصت منظمة العفو 194 شخصاً قالت إنهم مدنيون قتلوا في اليرموك منذ ذلك الحين. وذكرت أن ثلثي هذا العدد مات من الجوع. وقال المدير الإقليمي لمنظمة العفو فيليب لوثر "حصار اليرموك يصل إلى حد العقاب الجماعي للسكان المدنيين. ويجب أن تنهي الحكومة السورية حصارها فوراً، وأن تسمح لوكالات المساعدات الإنسانية بالدخول، دون أي قيود لمساعدة المدنيين المعذبين". بدوره، قال المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" كريس جونيس، إن الاشتباكات والقصف استمرا في اليرموك خلال مطلع الأسبوع، وإن الوكالة لم تتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية طوال الأيام التسعة الماضية.
مشاركة :