ردت قوات الشرعية على التصعيد العسكري من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، وارتكابها أكثر من 1000 خرق للهدنة، بشن هجوم مضاد في جبهة البقع بمحافظة صعدة، تمكنت من تحرير مواقع عدة، في شرق مديرية كتاف الواقعة على الشريط الحدودي مع السعودية. في وقت يسعى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى تمديد الهدنة الإنسانية في اليمن 72 ساعة أخرى، رغم عدم التزام ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية بها. وقالت مصادر ميدانية تابعة للمقاومة إن المعارك والتصعيد العسكري للميليشيات تواصلت في أكثر من جبهة، مسجلة خروقات تجاوزت 1000 خرق حتى ظهر أمس، وفقاً لإحصاءات اللجان الميدانية التابعة للمقاومة الشعبية والجيش الوطني. وأضافت أن قوات الشرعية، ورداً على استمرار الخروقات، التي تمارسها الميليشيات بقصفها مواقع الجيش والمقاومة، شنت هجوماً مضاداً في جبهة البقع بمحافظة صعدة، وتمكنت من تحرير مواقع عدة شرق مديرية كتاف الواقعة على الشريط الحدودي مع السعودية، ما يمكنها من فتح جبهات جديدة في إطار المديرية. وأكدت المصادر تأمين جميع المناطق في جمرك البقع، والمباني والبلدات الصغيرة المحيطة به، وسط انهيارات متسارعة في صفوف الميليشيات، ومقتل عدد كبير منهم، بينهم القيادي وعضو لجنة المشاورات في الكويت عن الحوثيين حسن هاشم الشرفي، وعدد من ضباط الحرس الجمهوري الموالين للمخلوع صالح، فضلاً عن إصابة العشرات منهم. وكانت صعدة شهدت تحركات عسكرية كبيرة للميليشيات باتجاه جبهات الحدود، التي تتقدم فيها قوات الشرعية بمساندة قوات التحالف، ما استدعى تدخل مقاتلات التحالف لوقف تلك التحركات، والتي تأتي ضمن شروط الهدنة، واستهدفت تعزيزات للميليشيات في مديرية منبة، وعلى امتداد الشريط الحدودي مع السعودية في المنطقة، كما استهدفت تحركات للميليشيات في مديرية «شدأ». وفي الجوف، أكد الناطق باسم المقاومة الشعبية في المحافظة، عبدالله الأشرف، لـ«الإمارات اليوم»، استمرار الميليشيات بقصف مواقع الجيش والمقاومة في جبهات المتون والمصلوب وخب والشعف دون توقف، ولم تلتزم لحظة بالهدنة في جبهات المحافظة، الأمر الذي استدعى الرد على مصادر النيران من قبل الجيش والمقاومة، وشنهم هجوماً كاسحاً على مواقع الميليشيات في الساقية بالمصلوب، وتمكنهم من تحرير أجزاء كبيرة من المنطقة، وفرض حصار مطبق على معسكر الساقية التابع للميليشيات. وأكد مقتل القيادي الميداني للميليشيات في المتون فايز القطواني، وعدد من مرافقيه في غارة لمقاتلات التحالف على منطقة بن شهاب الواقعة بين مديريتي المتون والزاهر في المحافظة، مشيراً إلى وجود جثث عدة لقتلى الميليشيات في منطقة الساقية، التي شهدت مواجهات عنيفة بين الجانبين خلال اليومين الماضيين، بينهم قيادات ميدانية، منهم عائض السفياني المكنى «أبوعلي»، وبن شلي السفياني، وحميد محمد المراني المكنى «أبوحيدر». وفي مأرب، ذكرت مصادر في المقاومة، لـ«الإمارات اليوم»، أنهم تمكنوا من صد هجوم للميليشيات في مناطق عدة في صرواح غرب المحافظة، وشنوا هجوماً معاكساً عليها، وتمكنوا من التقدم في منطقتي «الحشيرج ووادي الربيعة» في صرواح، وكبدوا الميليشيات ثلاثة قتلى وعدداً من الجرحى، فضلاً عن تدمير طقمين عسكريين. وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات قصفت حي المطار غرب صرواح بصواريخ الكاتيوشا، ما دفع مقاتلات التحالف إلى شن غارتين على المنطقة، التي أطلقت منها النيران. وكانت مقاتلات التحالف دمرت منصة إطلاق صواريخ بين محافظتي صنعاء ومأرب تابعة للميليشيات، كانت تطلق منها الصواريخ باتجاه مدينة مأرب، كما تم تدمير طقمين عسكريين في المنطقة. وفي جبهة نهم شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، واصلت الميليشيات قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع الجيش والمقاومة في منطقتي «ملح والتباب السود»، ما دفع قوات الشرعية إلى الرد على مصادر النيران، وقصفت بالمدفعية الثقيلة مواقع الميليشيات في «المجاوحة وبني بارق»، فيما تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير رتل عسكري للميليشيات في نقيل ابن غيلان، كان متجهاً إلى جبهات التماس في نهم. وفي البيضاء وسط اليمن، قصفت الميليشيات بالمدفعية الثقيلة مواقع للجيش والمقاومة وقرى ومنازل للمواطنين في مديريتي «الصومعة القريشية»، وأخرى في مديرية «لودر» شمال محافظة أبين، كما قصفت بالمدفعية مواقع للجيش والمقاومة بمناطق «الزوب» بقيفة رداع، في إطار خروقاتها للهدنة، والتي سجلت لجان المراقبة أكثر من 1000 خرق حتى ظهر أمس، في جميع الجبهات. وفي الضالع، قصفت الميليشيات المتمركزة في نقيل «الخشبة»، وبشكل مكثف قرى ومواقع الجيش والمقاومة في مناطق «يبار والعبلين وحمك» غرب المحافظة، وواصلت إرسال تعزيزات عسكرية من ذمار وإب إلى المنطقة. وفي تعز، واصلت الميليشيات قصفها على مواقع الجيش والمقاومة، في جبهات المدينة الشرقية والشمالية والغربية، كما قصفت مناطق عدة، في مديرية الوازعية جنوب المحافظة. وشهدت مناطق «المزارع والروض والخلوة والصياحي» في الجبهة الغربية تبادلاً للقصف بين الجانبين عقب خرق الميليشيات المتواصل للهدنة، فيما شهدت منطقة بير باشا سقوط ثلاث قذائف مدفعية، أطلقتها الميليشيات على المنطقة السكنية. سياسياً، أكد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن الهدنة «هشة»، لكنها «حسّنت الوضع الأمني في صنعاء»، في أول تعليق له حول الهدنة باليمن، والتي يسعى إلى تمديدها 72 ساعة أخرى. وقال في بيان إن «اتفاق وقف الأعمال العدائية هش، لكنه لايزال مطبقاً»، كاشفاً عن مساعٍ له لتمديد الهدنة، من أجل خلق بيئة مواتية للسلام الدائم في اليمن، حاثاً جميع الأطراف على «العمل على ضمان الاحترام الكامل لبنود الاتفاق». وجدد مطالبته لجميع الأطراف بالالتزام بضبط النفس. وذكّر ولد الشيخ كل الأطراف بأن بنود وشروط وقف الأعمال العدائية، تتضمن التزامات بالسماح بالوصول من دون إعاقات للإمدادات والعاملين في مجال الإغاثة، لجميع أنحاء اليمن. وكان نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن الأحمر، التقى في العاصمة السعودية الرياض ولد الشيخ، الذي أكد رغبة الأمم المتحدة، بتمديد الهدنة 72 ساعة. من جهته، أكد الفريق الأحمر جدية الحكومة الشرعية على إحلال السلام، واستئناف العملية السياسية، وقناعتها التامة بضرورة وقف الحرب، وإيجاد مخرج حقيقي يخدم أبناء الشعب اليمني، حسب ما ورد في مرجعيات المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216، وضرورة تراتبيته في التنفيذ.
مشاركة :