تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليمنية في جبهتي العاصمة ومحافظة الجوف وشبوة، من تحقيق انتصارات كبيرة على أرض المعارك، وتقدمت صوب مناطق جديدة في ريف صنعاء، فيما شهدت جبهات المواجهة في محافظات تعز والبيضاء ومأرب والضالع ولحج، خروقات متواصلة من قبل الحوثيين. وفي مشاورات الكويت طالب وفد الحكومة اليمنية، بإبعاد كل من شملتهم العقوبات الدولية عن المشهد السياسي بشكل كامل، قبل أي اتفاق سياسي بين الجانبين. وتفصيلاً، أكد الناطق الرسمي للمجلس الأعلى لمقاومة صنعاء الشيخ عبدالله الشندقي، لـ«الإمارات اليوم»، تمكن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهات نهم من التقدم والسيطرة على مواقع جديدة في المديرية، في إطار ردها على خروقات الميليشيات وقوات المخلوع علي عبدالله صالح للهدنة ووقف إطلاق النار المستمرة. وقال الشندقي لـ«الإمارات اليوم»، إن الجيش الوطني والمقاومة نفذ صبرهما من استمرار الميليشيات وقوات المخلوع بالهجوم على مواقعهم وخروقاتهم المستمرة لأكثر من شهر، دون أي تقدم يذكر في إطار مشاورات الكويت، ما دفعهم إلى الرد على تلك الخروقات، والتقدم صوب المناطق التي تشهد الخروقات والعمليات العسكرية وتطهيرها والسيطرة عليها. وأضاف أنه «بعد استمرار الميليشيات وقوات صالح بخروقاتها المتعددة، والتي كان آخرها الهجوم الذي شنته الميليشيات فجر أمس على مواقع المقاومة والجيش الوطني بحريب نهم، والذي تصدى له أبطال المقاومة والجيش الوطني، وقاموا بمطاردة الميليشيات والسيطرة على مناطق واسعة من مديرية نهم هي قرى آل عامر والضبيعة والذراع ونمله، ومواقع أخرى استراتيجية هي الحمرة ونصيب مفتاح والشرية والقصباء والجامع والقرين والنجفة والزعزوع والمشبه. وأكد الشندقي لـ«الإمارات اليوم»، تمكن المقاومة والجيش الوطني من تطهير منطقة آل عامر، حيث عبثت فيها الميليشيات أخيراً، وفجرت المعهد التربوي الوحيد بالمديرية، إلى جانب منفذ الشويحط الاستراتيجي، الذي يطل على مناطق ووادي وسط، مشيراً إلى أن قوات الجيش الوطني والمقاومة بدأت فعلاً محاصرة الميليشيات في ودي وسط والتقدم نحو أطرافه. كما أكد الشندقي مقتل 22 من عناصر الحوثي وإصابة العشرات من الميليشيات وقوات المخلوع في العمليات الأخيرة، في حين استشهد جندي وأصيب اثنان آخران من المقاومة والجيش الوطني فيها. وأكد الشندقي في تصريحه لـ«الإمارات اليوم»، استمرارهم في التقدم والسيطرة على مواقع جديدة في شمال العاصمة حتى يتم تحريرها أو استسلام تلك الميليشيات عبر مشاورات الكويت، وخضوعها لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، مشيراً إلى أن الخيار العسكري بات الخيار الوحيد لتنفيذ القرار. وفي محافظة الجوف شرق العاصمة صنعاء، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة من صد هجمات واسعة لميليشيات الانقلاب وقوات المخلوع، في جبهات عدة، بعد وصول تعزيزات ضخمة إلى جبهاتهم قادمة من صعدة وصنعاء، وفقاً لما ذكره الناطق الرسمي باسم مقاومة الجوف عبدالله الأشرف. وأكد الأشرف لـ«الإمارات اليوم»، أنهم وفي إطار الرد على هجوم الميليشيات في مديرية الغيل تمكن من تطهير كامل المديرية منهم، وباتت الغيل محرّرة بالكاملة. وقال الأشرف في تصريح خاص لـ«الإمارات اليوم»، إن عمليات الجيش الوطني والمقاومة التي جاءت رداً على خروقات الميليشيات وبعد رصد كامل تحركاتهم وتعزيزاتهم التي وصلت خلال الساعات الماضية إلى مديريات المصلوب والغيل، مكنتهم من تحرير مديرية الغيل والسيطرة على 90% من أراضي مديرية المصلوب جنوب غرب المحافظة. وأكد الأشرف، أسر نحو 25 من عناصر الحوثي في العمليات. وتمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة من قطع خطوط الإمداد عن الحوثيين القادمة من صنعاء وصعدة بالكامل، وباتت الجوف مقطوعة عن الميليشيات إلا من جهة برط العنان. في الأثناء، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة في محافظة شبوة من تحرير مواقع جديدة في مديرية بيحان غرب المحافظة، وذكر مصدر في المقاومة أن كتيبتي الحزم والفتح، التابعتين للجيش الوطني والمقاومة من قبيلة آل عقيل تمكنتا من السيطرة على مناطق الساق والعكيد شمال بيحان، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات وقوات المخلوع. وفي محافظة مأرب، شهدت منطقة حريب القراميش مواجهات عنيفة بين المقاومة والجيش الوطني من جهة، وقوات المخلوع والميليشيات من جهة ثانية، وسط تدخل مقاتلات التحالف التي قصفت تعزيزات للحوثيين في المنطقة. وفي محافظة البيضاء، لقي ثلاثة من عناصر الميليشيات مصرعهم في نقطة اليسبل بمنطقة الوهبية، في عملية نوعية للمقاومة، فيما قصفت الميليشيات مواقع مختلفة للجيش والمقاومة في مديرية الزاهر. وفي تعز، استشهد خمسة مدنيين بينهم جندي وأصيب 10 آخرون في قصف ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع على مواقع الجيش والمقاومة في الضباب وجوار السجن المركزي واللواء 35 مدرع والدفاع الجوي شمال وغرب المحافظة، وأحياء سكنية بالمدينة. وشهدت منطقة عصيفرة شمال المدينة معارك عنيفة بين الجانبين، أثناء محاولة الميليشيات التقدم صوب وسط المدينة من جهة سوق القات، إلا أن المقاومة والجيش الوطني تصدوا لهم وأجبروهم على التراجع إلى مواقعهم. وفي الكويت، طالب وفد الحكومة اليمنية في مشاورات السلام التي تستضيفها الكويت، بإبعاد كل من شملتهم العقوبات الدولية عن المشهد السياسي بشكل كامل، وذلك في الجلسة المنفردة التي عقدت، أمس، مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، بعد أن شهدت الجلسة المشتركة أول من أمس، نقاشات حادة كانت من شأنها التأثير في سير الجلسات. وقال مصدر في وفد الحكومة اليمنية لـ«الإمارات اليوم» إن وفد الحكومة اليمنية ناقش، مع المبعوث الأممي في جلسة منفردة موضوعين أساسيين هما العقوبات الدولية في قرارات مجلس الأمن والمفروضة على القيادات التي تورطت بالانقلاب مثل المخلوع علي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي والقيادات المشمولة بالعقوبات في قرارات مجلس الأمن، مشيراً إلى أن وفد الحكومة طالب المبعوث الدولي بإبعاد هذه الأسماء عن المشهد كاملاً، قبل أي اتفاق سياسي بين الجانبين. وأضاف المصدر أن الموضوع الثاني هو آليات حل الميليشيات المسلحة والتحول نحو العمل السياسي، موضحاً أن هذه المطالب تم تقديمها بشكل رسمي إلى المبعوث الأممي، الذي سيعقد جلسة مماثلة مع وفد الحوثي وحزب المخلوع.
مشاركة :