الشاعر والناقد عبد العزيز فدغوش: القنوات الفضائية مشاريع تجارية (1- 2)

  • 10/23/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الشاعر والناقد السعودي الكويتي عبد العزيز فدغوش قامة شعرية لها باع طويل في مجالات الشعر الشعبي التقيناه لنضيء على بعض من جوانب تجربته الثرية.. ،، ما آخر ما كتبت وما أول ما كتب؟ - بداية نقدر لك هذه الاستضافة التي أعادتني إلى معشوقتي مجلة (اليمامة) التي أبعدتني عنها مشاغل الحياة وإن كانت تستوطن الكيان وتمتلك الوجدان، أما آخر ما كتبت فهذين البيتين: ‏كم صديعٍ نال بالدنيا مراتب ‏رغم كونه لا جدير ولا مرتب ‏ما يساوي بالوزارة ربع راتب ‏والخسارة في وجوده والمرتب وبالنسبة لأول ما كتبت فهي أبيات عبارة (دويتو) غنائي جمع الفنان عمر الراجحي والفنان شاكر الغالب وأذكر منها: ‏يا نون ماني دالهٍ عنك مشغول حتى ولو ردي على الخط طوّل من يوم جاني بالتفاصيل مرسول وأنا مثل ما قيل الأوّل تحوّل غديت كأني يا شفاء الحال معلول ما غير في خط الشمال أتجوّل هكذا كان التفاوت والتباين بين البدايات وبعد رحلة لا بأس بها مع الشعر مما يكسب الشاعر تجارب ويستفيد من الوجود بين الشعراء. بين البداية وآخر العمر مشوار وتجاربٍ ما بين نقدٍ وتطوير ،، كتبت الشعر من أجل أن يقال عنك شاعر أم أن لك أسباباً أخرى؟ - في الزمن الذي كتبت فيه الشعر ليس من السهولة أن يطلق على كل من كتب عدة نصوص شاعراً عكس الحاصل اليوم حتى الأدعياء والمستشعرين أصبحوا بفضل المراكز والمادة وأمور أخرى من كبار الشعراء أما أنا فقد عصف بي الوجد مبكراً وترجمت ذلك شعراً وعندما يتغنى بها فنان شعبي كنت أحس بارتياح فكل نص كتبته بفترة الشباب كان عبارة عن ثورة وجد وعاصفة جوى. كل القصايد في شبابي والأشعار ثورات وجدٍ بين حيرة وتكدير ،، ماذا تخلد في داخلك القصيدة التي تكتبها.. التي تقرأها.. التي تسمعها؟ - القصيدة التي تخلد بالذاكرة وتستوطن الوجدان هي القصيدة المعبرة المؤثرة بغض النظر عن وسيلة تلقيها وإن كانت القصيدة بصوت شاعرها أجمل وأعذب بلاشك. تباينت وسايل الطرح وإكثار والشعر مع راعيه له نغمةٍ غير ،، شاعر سعودي كويتي ما أكسبك ذلك من ثراء معرفي لبيئتين خليجيتين مختلفتين؟ - السعودية والكويت امتداد لبعضهما تاريخياً وحغرافياً واجتماعياً وتجمع بينهما روابط الأخوة الحقة والدم والنسب، ومن حسن الطالع أنني نهلت من مناهل الإبداع ومنابع الثراء المعرفي في كل من الدولتين وعايشت نهضة الساحة الشعبية بالكويت التي تعد الأهم على مستوى المنطقة ولا سيما في بداية انطلاقتها وإيجاد صفحات متخصصة بالأدب الشعبي، وكنت من أوائل المعدين بالكويت وكذلك استفدت من الاختلاط والوجود بين كثير من شعراء الخليج ممن لهم أفضلية السبق بالوجود في ساحة الأدب الشعبي. سعودي كويتي وأفتخر سرّ وإجهار وكسبت من كل المحيطين تعبير ،، الشعر كتاب مفتوح أم أن هناك غموضاً لا بد أن تكتشف قبل الخوض في شعاب ذلك العالم؟ - لا شك أن الشعر خضم واسع شاسع ولا حدود للإبداع به ولا بد من التوازن فيه بين شدة الغموض التي تقتل الإبداع وبين السطحية التي تلغي روح الشعر ومن الأبجديات التي يجب أن تعرف قبل الولوج في عالم الشعر: (معرفة الأوزان والقوافي والمعاني) ولن يتحقق ذلك إلا بمزيد من القراءة وسعة الاطلاع. الشعر له مقياس وأوزان وعيار وأحلى الصور والقافية والتعابير ،، المفردة الشعرية كناقد كيف على الشاعر أن يشتغل على ذاته الشعرية ليتمكن من صلب ما يقدم من شعر ومفردة شعرية قوية بكل أبعادها؟ - الناس لن تمنحك مفردات قوية جاهزة وتطلب منك سبكها في قوالب شعرية مؤثرة ومعبرة فالشاعر الباحث عن قوة المفردة يجب أن يكثر من القراءة ويستمع لآراء أصحاب الاختصاص ويستفيد من تجارب الآخرين ويطوع مفردته وفق العصر الذي يعيش فيه ولا يتوقف عند محاكاة مفردات من سبقوه فقط. عايش زمانك بالمعاني والأفكار حتى تعانق بالشموخ المشاهير ،، صف لنا عالم الشعر الشعبي من وجهة نظرك؟ - الشعر الشعبي كان مرآة تعكس آمال وآلام الشعوب ويحرك الأفراد والمجتمعات ويعد سجلاً حافلاً بالأحداث وأمجاد الأجداد، أما اليوم فهو يكتب إما من باب الوجاهة وحب الشهرة أو لأجل التكسب والتزلف على الأبواب، وقليل من يكتب الشعر بدافع الموهبة ونزف الشاعرية وتجسيد الواقع. ما عاد للأشعار بالدار مقدار ما دام به تصوير لعوير وصوير ،، ماذا عن بدايتك كيف كانت وكيف أصبحت الآن؟ - بدأت كتابة الشعر في سن مبكرة جداً ونشر أول نص لي - إن جاز تسميته بذلك - وأنا بالصف الأول ثانوي، وكنت كغيري من المبتدئين أستعجل النشر وأكتب بشكل مبالغ فيه وأحرص على الكم من القصائد قبل الكيف ومع التقدم بالتجربة والعمر خف الاندفاع وحلت مرحلة التمييز والتدقيق والحرص على جماليات النص وتفعيل دور نقد الذات. مع التجارب يختلف طرح الأفكار ويصير فيها نوع خبرة وتغيير ،، التحول والتغير سمة يتسم بها الشاعر ما التغيير الذي تتمنى أن يطول الشعر الشعبي؟ - التغير في كل مجالات الحياة سنة كونية، وواقع الشعر لا يخرج عن هذا الإطار؛ فهو في تغيير مستمر، منه ما هو إلى الأحسن مثل قوة التعبير وروعة التصوير، ومنه ما هو إلى الأسوأ كالتزلف والابتذال في الطرح أما التغيير الذي أتمناه هو اختفاء ظاهرة (الهياط) التي تسود الوسط الشعبي حاليا وأسهم فيها بعض المتنفذين والشعراء والمنشدين كل وفق مصالحه. ليت (الهياط) اللي بدوا فيه ما دار حيثه ضرر واسفاف بين الجماهير ،، كيف ترى القنوات الفضائية المهتمة بالشعر الشعبي؟ وهل حقق برنامج (شاعر المليون) ما يطمح إليه الشعراء؟ - لا شك أن كثيراً من القنوات الفضائية المهتمة - حسب تصنيفها لذاتها - بالشعر الشعبي مشاريع تجارية تسعى للكسب المادي وآخر الاهتمامات لديها المحافظة على الموروث ورفعة شأن الشعر، فقد فتحت أبوابها للغث والسمين ومنحت الأضواء حتى لمن لا يستحق؛ وذلك بقصد إيجاد مواد للتداول من غير تكلفة مادية! أما شاعر المليون وإن تمتع بإمكانات ضخمة فمن مسماه تدينه؛ فقد جاء كغيره من مشاريع القنوات الفضائية للكسب المادي واستنزاف الجيوب وإثارة النعرات القبلية، وعلى ضوء الضرر جاءت فتوى كبار العلماء بتحريم المشاركة فيه من خلال التصويت، إضافة إلى سوء التحكيم فيه والشواهد على ذلك كثير.

مشاركة :