الكويت - كونا: وصفت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" مدينة "الزبارة" الأثرية القديمة بأنها شاهدة على حضارة قطر وتاريخها. وأكدت في تقرير حمل عنوان "الزبارة.. شاهد على حضارة قطر وتاريخها" أن تلك المدينة الخالية من السكان حالياً كانت من أكبر مدن الخليج العربي التقليدية للتجارة والغوص لاستخراج اللؤلؤ خلال القرنين الـ 18 والـ 19. وقالت: ما زالت هناك آثار لعدد من البيوت والمساجد والمباني المحصّنة والسوق والمكتشفات الأثرية التي تدل على أهمية تلك المدينة ودورها الحضاري". وأضافت: تعد تلك المدينة أهم المناطق السكّانية في قطر وتقع على بعد حوالي 100 كيلومتر عن العاصمة الدوحة وعلى الساحل الشمالي الغربي للبلاد. وأشارت إلى "وضع مدينة الزبارة الأثرية القديمة التي أصبحت أول موقع أثري قطري في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لمواقع التراث العالمية نظراً لمكانتها الأثرية وقيمتها التاريخية". وأضافت: "يرى الزائر للمدينة التي انتهى دورها التجاري عام 1811 نتائج الجهود الكبيرة التي بذلتها قطر لترميم معالمها والحفاظ على آثارها لا سيما بقايا السرو الذي كان يحيط بالمدينة والبيوت المتفرّقة التي انتشرت على مساحات متفرّقة". وكانت الزبارة ذات يوم ميناءً مزدهراً يعج بالصيّادين والتجّار، وقد سُجّلت المنطقة عام 2009 كمنطقة محمية، ومنذ ذلك الحين ترأست متاحف قطر زمرا من العلماء وعلماء الآثار لإجراء تحريّات أثرية بالموقع. إنهم يقومون - من خلال أبحاثهم وإشراك المجتمعات المحلية - بتوثيق فترات ازدهار هذه المنطقة الفريدة من نوعها وانهيارها ثم بتسليط الضوء عليها. وسجّلت لجنة التراث العالمي في عام 2013 موقع الزبارة الأثري على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو. ويتألف الموقع المُدْرَج من ثلاثة أجزاء رئيسية أكبرها البقايا الأثرية للمدينة التي يعود تاريخها إلى 1760. أما قلعة "مرير" فهي مستوطنة مترابطة بمدينة الزبارة الأولى، حُصِّنَت من أجل حماية الآبار الداخلية للمدينة. بينما تُعَدّ قلعة الزبارة التي شُيِّدت عام 1938 أحدث تلك العناصر وأبرزها في الموقع. وتكشف الزبارة ومحيطها الثقافي عن التحوّل الاجتماعي والاقتصادي للأرض، وعن تاريخ تقاليد التجارة الحضرية وصيد اللؤلؤ اللذين شكّلا مصدر عيش المدن الساحلية الكبرى من الفترة الإسلامية المبكّرة إلى القرن العشرين، فالزبارة مثال قيِّم على قدرات التخطيط العمراني في تلك الفترة.
مشاركة :