سياسة الآذان المفتوحة والأبواب المفتوحة والمجالس المفتوحة والقلوب العامرة بحب هذا الوطن الغالي والشعب الوفي ، هذه السياسة التي يكرسها كثوابت راسخة اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ، حيث تناقلها ارثا أصيلا سبعة ملوك منذ تأسيس هذا الكيان الشامخ على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود ومن بعده ابنائه البررة الذين تواصوا على تنفيذ توصياته وعضوا عليها بالنواجذ مرورا بالملوك سعود ثم فيصل ثم خالد ثم فهد ثم عبدالله، رحمهم الله جميعا رحمة الابرار واسكنهم فسيح الجنان وجزاهم عن أمة الإسلام خير الجزاء، حتى عهد سلمان الحزم ،حفظه الله وايده بتوفيقه ونصره ، ولعلني ومن في سني شهود حال على تلك المسيرة لذلك وسط مسيرة قرن حافل بالمنجزات الكبيرة أرى أن الذاكرة احيانا تستجر حقبة ومواقف تؤكد أن بلادنا ولله الحمد تنعم دوما بقيادات موفقة تحسن اختيار الادارات الداعمة ، سيما في المناصب الحساسة التي تكون في الغالب همزة وصل ، بين الراعي واحوال الرعية بكل صدق وامانة ، وذلك في كافة مرافق الدولة خصوصا في الادارات السيادية ، ولعلني اليوم اجدني أمام شخصية قيادية مثلت منصبها بكل امانة واقتدار ، إنه معالي الأستاذ محمد بن عبدالله النويصر والفقيد، رحمه الله ، حقا من رجالات الدولة الذين خدموا دينهم ومليكهم وبلادهم لأكثر من ستين عاماً بكل تفان وإخلاص وتقلد عدة مناصب كان آخرها رئيساً للديوان الملكي وكان، رحمه الله، مثاليا في تعامله الذي اسر به محبة الناس على مختلف أجناسهم ،تغمده الله الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته . وكانت الموافقة السامية الكريمة قد صدرت قبل ثلاث سنوات تقريبا من وفاته بالموافقة على طلب معاليه بالتقاعد وتأتي تلك الموافقة الكريمة يومها تثمينا وتقديرا من ولاة الأمر ،حفظهم الله، لكل مخلص متفان ومعالي النويصر، رحمه الله ، كان الرجل الذي جُبل على حب هذا الكيان والتفاني في خدمته قيادةً ووطناً وشعباً فرض احترامه على الآخرين من خلال احترامه هو لنفسه ولعمله ووفاءاً لمن وثق به. ومعالي الشيخ محمد النويصر ،رحمه الله، كان من الناس الذين كما اشرت جُبلوا على الحركة في كل اتجاه يخدم الصالح العام ، خصوصا في مرفق مهم وحساس يشكل مصدر تلاقٍ ومحبة واطمئنان وتلاحم القاعدة بالقيادة يجد فيه المواطن مظلة رعاية وإهتمام وكان بكل حق وحقيقة الرجل المناسب في المكان المناسب كسب حب الجميع ورضاهم لأنه كان صادقاً مع الله ومع من وثق به ومع كل من ارتبط به عملاً بلور إهتمام ورعاية ولاة الأمر بالصورة التي كانت محط الإعجاب والتقدير كان هادئاً متواضعاً حتى يشعر المراجع بأن بينه وبين معاليه سابق معرفة يحب الاختصار وينجز ويرضي كل الأطراف بما يستشعر أنه يقرب ولا يبعد ويجمع ولا ينفر ولا يكون على حساب طرف على آخر تهاتفه بالهاتف قبل أن تعرف من هو وتشعر أنك أمام شخصية ناضجة متوازنة تجمع كما أسلفت بين الثقة والتواضع معاً تشعر معها أن ولاة الأمر ،حفظهم الله، يجتهدون كل الاجتهاد في اختيار الرجل المناسب دوماً في المكان المناسب ليكونوا قادرين على تحقيق النجاح في أي ميدان يختارونه وقادرين على كسب ثقة الآخرين والتفكير المستمر في البحث عن الأفضل وسرعة المبادرة وعيونهم على خدمة البعيد قبل القريب واضعين الصالح العام هدفا مهما ومشروعا إستراتيجيا. لقد كان معاليه، رحمه الله، يمتلك ثروة لا تنضب من الخًلق الرفيع والخبرات المصقولة والتجارب الناجحة وكثيراً هي المواقف التي يطول سردها ويحتاج إلى مساحة من الوقت لكي أوفيها حقها لكنني رأيت من واجبي هنا ونحن نتذكر شخصية بحجم معاليه، رحمه الله، ومن باب ذكر محاسن موتانا نسأل الله أن يمنّ عليهم برحمته ويشملهم بغفرانه ومثله وأمثاله ممن كانوا غرة وفاء ونبل وعطاء في جبين هذا الكيان كانوا الأوفياء بحجم الثقة وكانوا مثالاً يحتذى رسموا للأجيال طرقاً فسيحة نحو مستقبل مشرق بتوفيق من الله ولا أبالغ إذا قلت أنه ،ولا نزكي على الله احداً، من العصاميين الذين لا يحققون الانجازات والمعجزات إلا بعيداً عن الأضواء حتى تكون ماثلة للعيان عملاً لا قولاً ، لقد ارتبط اسمه بكثير من المواقف النبيلة التي تأتي امتداداً طبيعياً لتوجيهات وطموحات ولاة الأمر فيكون الحب الحقيقي للعمل دافعاً للوفاء والعطاء فبالعطاء يبلغ الإنسان النجاح في شتى مجالات الحياة والصدق مع النفس ومع الآخرين ونكران الذات يقوي عرى التلاقي ويبني ركائز جيدة تتولد من حصاد تجارب طويلة مثمرة بالنجاح وخدمة خمسين عاماً في الديوان الملكي ومنذ عهد المغفور له الملك الموحد دون كلل أو ملل لا شك أنها حافلة بكل مقومات العمل الناجح وما كثرة محبي معاليه رحمة الله عليه إلا دليلاً واضحاً فمكتبه كان مفتوحاً للصغير قبل الكبير وللعاجز قبل القوي وللأرملة والمحتاجين بصورة جمعت حوله هذا الكم ممن يقدرون فيه حسن خلقه وتعامله حتى اصبح فعلا خير من يبلور سياسة ولاة الأمر في تعاملات الأبواب المفتوحة واصبح عرابها الحقيقي .. وهذه شهادتنا ونحن شهداء الله في أرضه فرحم الله النويصر رحمة الأبرار وأسكنه فسيح الجنان وحفظ الله لبلادنا قيادتها الحكيمة والتي تعودنا منها دوماً ودائماً العمل بكل جدٍ وتفانٍ وتكريم الأوفياء وذلك لما يخدم كل من على هذا الثرى المبارك،هذا وبالله التوفيق. جدة ص ب ــ 8894 تويتر: saleh1958
مشاركة :