قال مسئولون عسكريون يمنيون أمس السبت (22 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) إن معارك ضارية اندلعت الليلة الماضية بين المتمردين اليمنيين والقوات الموالية للحكومة على الحدود مع السعودية رغم هدنة مدتها ثلاثة أيام من المقرر أن تنتهي مساء السبت. وأضاف مصدر عسكري أن طائرات قوات التحالف قصفت ما يشتبه بأنه منصات لإطلاق الصواريخ تابعة للحوثيين شرق صنعاء في وقت متأخر الجمعة. وتأتي الغارات الجوية بعد اعتراض صواريخ باتريوت لصاروخين أطلقهما الحوثيون الخميس فوق مأرب، شرق العاصمة التي يسيطرون عليها. وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد قال الجمعة إن وقف إطلاق النار «هش لكن يتم الالتزام به إلى حد كبير»، داعياً جميع الأطراف «إلى ضبط النفس، وتجنب المزيد من التصعيد، والالتزام الصارم بوقف إطلاق النار مدة 72 ساعة». وبدأ سريان الهدنة قبل منتصف ليل الأربعاء للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية في اليمن حيث قتلت الحرب الآلاف وخلفت الملايين من المشردين والجوعى. وأضاف الشيخ أحمد في بيان إنه يجري اتصالات مع الطرفين في محاولة لتمديد وقف إطلاق النار من أجل «إيجاد بيئة مواتية لسلام دائم» في اليمن. والتقى مساء الجمعة نائب الرئيس علي محسن الأحمر في الرياض، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية. وقال الأحمر إن القوات الحكومية «تمارس ضبط النفس» وشدد على أن هناك أوامر بـ «الالتزام بالهدنة واحترام جهود الأمم المتحدة». لكنه اتهم الحوثيين بارتكاب 449 خرقاً في غضون 24 ساعة بعد سريان وقف إطلاق النار. إلا أن إعلام الحوثيين اتهم التحالف بشن غارات في جميع مناطق البلاد بما فيها محافظات صنعاء وصعدة والجوف شمالاً وشبوة جنوباً. غارة بطائرة بدون طيار وقتل المسئول البارز في التمرد حسن الشرفي في اشتباكات على الحدود ليل الجمعة في محافظة صعدة الشمالية، معقل الحوثيين، بحسب مسئولين عسكريين. وأكد مسئول عسكري أن الحوثيين انتزعوا اثنتين من التلال في منطقة علب الحدودية من القوات الحكومية التي كانت تقدمت في وقت سابق انطلاقاً من السعودية. وقتل تسعة حوثيين وأربعة من الجنود الموالين للحكومة في اشتباكات أمس (السبت) على المشارف الغربية لبلدة ميدي الشمالية الغربية القريبة من الحدود السعودية وساحل البحر الأحمر. واندلع القتال عندما تقدمت قوات باتجاه ميدي في محاولة لاستعادتها. والهدنة هي السادسة منذ تدخل قوات التحالف التي تقودها السعودية في مارس/ آذار العام الماضي لدعم حكومة هادي بعد سيطرة الحوثيين على أجزاء كبيرة من هذا البلد الفقير. من جانبه، أدان المجلس المحلي، بمحافظة تعز (جنوب صنعاء) مساء أمس (السبت) منع وفد منظمات الأمم المتحدة من دخول المدينة، على الرغم من سريان الهدنة الإنسانية. وقال بيان صادر عن المجلس، تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه: «ندين بشدة إقدام ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على منع وفد منظمات الأمم المتحدة من الدخول إلى مدينة تعز في عملية عكست مدى استهتار الميليشيات الانقلابية بالهدنة، وتحديها للمنظمات الإنسانية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي والعالم». وأشار البيان إلى أن «وفداً أممياً برئاسة المدير القطري لمنظمة اليونسيف، جوليان هارنيز ريك، كان في طريقه لزيارة مدينة تعز أمس بغرض الوقوف على الوضع الصحي والإنساني للمدينة والالتقاء بالجهات الحكومية وهيئة الإغاثة الإنسانية، قبل أن تعترضه الميليشيات الانقلابية في منطقة الأقروض التابعة لمديرية المسراخ وتجبره على العودة من حيث أتى». واستنكر البيان ذلك «خصوصاً وأن وفد المنظمات الأممية قطع مسافة كبيرة استمرت لساعات، متنقلاً بين الوديان والجبال الوعرة بسبب الحصار المفروض على المدينة وإغلاق كافة الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إليها». ودعا البيان، وفد منظمات الأمم المتحدة إلى اطلاع الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بطبيعة ما يدور في مدينة تعز المحاصرة، ونقل معاناة المدنيين المحاصرين من وحي ما تم مشاهدته « ليقف المجتمع والدولي والعالم على حقيقة ما يدور في هذه المحافظة التي تتعرض لعملية إبادة وحصار خانق منذ نحو عامين». من ناحية أخرى قتل خمسة يشتبه بأنهم من مسلحي «القاعدة» من بينهم زعيم محلي ليل الجمعة والسبت في غارة بطائرة بدون طيار في محافظة مأرب شرق صنعاء، بحسب مسئول أمني. وكان المسلحون في عربة استهدفت في منطقة وادي عبيدة. وواشنطن هي الوحيدة التي تشغل طائرات بدون طيار في أجواء اليمن، إلا أنها نادراً ما تصدر تصريحات بشأن الحملة الطويلة التي تشنها ضد تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» الذي تعتبره الأخطر.
مشاركة :