إعداد الجيل القادم لمواجهة عمالقة التكنولوجيا يبدأ من المدارس

  • 10/23/2016
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد الجيل القادم لمواجهة عمالقة التكنولوجيا يبدأ من المدارس انتشار الروبوتات وسيطرتها على الكثير من الوظائف يدق ناقوس الخطر من سيطرتها على البشر في المستقبل القريب، لذلك تسعى بعض الدول إلى إيجاد حلول تحول دون حصول ذلك. وترى العديد من الدراسات والمحللين أن الحل يكمن في إعداد الطلبة إعدادا يتصدى للذكاء الاصطناعي ويتفوّق عليه، وتسعى أحدث الدراسات لإيجاد معادلة بين التعليم التقليدي والإلكتروني. العرب [نُشرفي2016/10/23، العدد: 10433، ص(18)] الذكاء الاصطناعي يبسط سيطرته لندن – يرى البعض من السياسيين والمحللين أن انتشار الذكاء الاصطناعي يستوجب إعداد الجيل القادم بحيث يكون قادرا على مواجهة عمالقة التكنولوجيا والتصدي لمحاولاتهم في السيطرة على العالم من حولهم. وأمام اختراع المزيد من الروبوتات الصالحة لمختلف الوظائف، توصلت أبحاث حديثة إلى إمكانية سيطرة الذكاء الاصطناعي على البشر، لا سيما وأن عمالقة التكنولوجيا يتنافسون على استحدث ابتكاراتهم، فعلى سبيل المثال طرحت منذ فترة شركة تويوتا لصناعة السيارات روبوتا يوفر للنساء العاجزات عن الإنجاب الشعور بالأمومة وهناك أيضا بوادر لظهور روبوت بيد بشرية. ويبدو أن الحل يكمن في إعداد الناشئة لتكون قادرة على التغلب على الذكاء الاصطناعي، من خلال تجديد البرامج البيداغوجية، لكنّ هذا التحول في البرامج هل سيعتمد على التعليم الإلكتروني أم التقليدي؟ وأفاد تقرير صادر عن لجنة العلوم والتكنولوجيا في البرلمان البريطاني، أن الروبوتات كما جرى تصويرها وتخيلها في أفلام مثل حرب النجوم، ما تزال بعيدة عن التحول إلى حقيقة، لذلك على الحكومات الشروع في التحضير لتغيير كبير في المستقبل القريب. وقالت تانيا ماتياس، القائمة بأعمال رئيسة اللجنة والنائب المحافظ عن منطقة تويكنهام، إن "الخيال العلمي يتحول ببطء إلى حقيقة من خلال العلم، ويبدو بوضوح أن الروبوتات والذكاء الاصطناعي يتّجهان للعب دور متزايد في حياتنا خلال العقود المقبلة”. وتابعت ماتياس أن المناهج الدراسية، وبخاصة في المدارس الثانوية، لا تزال بعيدة عن مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي. التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي سيتسبب في تعميق ظاهرة البطالة في العالم، والحل في إكساب الجيل القادم المهارات المناسبة للاستفادة من سوق العمل المتغيرة وشدد التقرير على أن التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي سيتسبب في تعميق ظاهرة البطالة في العالم، موضحا أن الحل يكمن في أن تحاول الحكومة إكساب الجيل القادم المهارات المناسبة للاستفادة من سوق العمل المتغيرة. وأكدت ماتياس "يجب أن نعلّم الناس كيف يفكرون أبعد مما تقوم به أجهزة الكمبيوتر، وإلا كنا نحن البشر زائدين عن الحاجة، والمنهج الدراسي لا يتحرك بالسرعة الكافية لتعليمنا هذا". وقالت البروفيسورة روز لوكين، وهي خبير في الذكاء الاصطناعي والتعليم في جامعة لندن، والتي أعطت أدلة إلى اللجنة، إن "المناهج الدراسية لا بد من تحديثها لتعكس كوننا نعيش الآن في عالم، حيث حل المشكلات والإبداع أصبحت أصولا أساسية أكثر أهمية. فملء رأس الطلاب بالمعرفة ومساعدتهم على إفرازها واستدعائها بشكل دائم شيء يمكنك إتمامه بسهولة، لكن هذا الشحن المعرفي لا يجهّز الأطفال لسوق القوى العاملة الحديثة". وتابعت لوكين أنه من الضروري أن يدرس الطلبة المزيد عن أساسيات عمل الذكاء الاصطناعي، مضيفة "لديّ شعور فظيع أن كل الأمور ستحدث لنا فجأة، لنكتشف أنه كان ينبغي لنا أن نفعل الأشياء بشكل مختلف"، في إشارة للتعليم والمناهج الدراسية. وترى ماتياس أنه على الآباء أيضا النظر في الكيفية التي سيتغير بها نظام العمل، والوظائف في المستقبل، موضحة "أعتقد أن الآباء، في الجزء الخلفي من عقولهم، يجب أن يفكروا كالتالي: أنا أعرف أن وظيفة المحاسبة أو الجراحة التي أقوم بها اليوم، سوف يختفي جزء كبير منها في المستقبل”. وحذرت اللجنة من أن المشاكل الاجتماعية والأخلاقية التي سيتسبب فيها انتشار الذكاء الاصطناعي في حياتنا، يجب أن يتم التخطيط لها منذ الآن، والاستعداد للتعامل معها. الذكاء الاصطناعي قد اجتاح المدارس، وهناك توقعات بأن يرتفع حجم سوق التعليم الإلكتروني عالميا خلال السنوات القادمة إلى ما يزيد عن 240 مليون دولار وأشارت اللجنة في تقريرها إلى أن بعض التطبيقات الموجودة الآن يمكن أن تعلّم الناشئة العنصرية وتعمقها بداخلهم. وقد ضربت مثلا من خلال تطبيق غوغل الخاص بالصور، الذي يقوم بتعليم الصور تلقائيا، وكشفت تقارير أنه يقوم بتصنيف صور الأشخاص ذوي البشرة السمراء بأنهم مثل الغوريلا. ودعت اللجنة إلى اتخاذ الإجراءات الواجب اتخاذها لوقف التمييز، الذي يمكن أن يظهر عبر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي دون قصد. كما حثت اللجنة الحكومة على تشكيل لجنة للذكاء الاصطناعي للنظر في المشاكل المحتملة التي يمكن أن يخلقها العلم. وأشار يوفال نوح هراري، وهو محاضر في الجامعة العبرية في القدس، إلى أن "معظم ما يتعلمه الناس في المدرسة أو في الجامعة ربما يكون غير ذي صلة، عندما يصل هؤلاء إلى سن الأربعين والخمسين". وأضاف هراري "إذا كان هؤلاء يريدون الاستمرار في الحصول على وظيفة، وفهم العالم، فيجب على الناس إعادة استثمار أنفسهم في مجالات أخرى بشكل أسرع وأكثر مرونة". ويتوقع المحللون أن 30 بالمئة تقريبا من الوظائف التي يقوم بها البشر، سوف يسيطر عليها الإنسان الآلي بحلول عام 2025، حيث بدأ الإنسان الآلي في القيام بدور السائق بشكل جزئي. ويرجّح أن يشهد قطاع السيارات تحولا في المستقبل القريب يعتمد على القيادة الذاتية، مما يمكن أن يضر بمهنة سائقي الأجرة على سبيل المثال، وقد انطلقت بعض سيارات الأجرة في تطبيق ذلك منذ فترة. وبالحديث عن الأرقام والحسابات والتعامل معها، فلن نجد أفضل من العقل الإلكتروني، ليقوم بكل ما نحتاج إليه من تحليلات وعمليات حسابية معقدة، إلى جانب قدرة الإنسان الآلي على تخزين كميات غير محدودة من البيانات. الإنسان الآلي يهدد بزيادة معدلات البطالة في العالم وهناك مخاوف من أن تحل الروبوتات محل الصحافي في كتابة وتنسيق التقارير. كما أن هناك شركة متخصصة في إنتاج القصص من خلال الإنسان الآلي. وتحاول العديد من الدراسات والأبحاث التوصل إلى نتائج حول أيهما أنجع للناشئة التعليم التقليدي أم الإلكتروني للسيطرة على الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب بدل سيطرتها هي على البشر؟ يبدو أن الذكاء الاصطناعي قد اجتاح المدارس، وهناك توقعات بأن يرتفع حجم سوق التعليم الإلكتروني عالميا خلال السنوات القادمة إلى ما يزيد عن 240 مليون دولار، وأن يبلغ حجم السوق للفصول الذكية وحدها إلى حوالي 94 مليار دولار بحلول عام 2020. ويرجع ذلك إلى أن التعليم الإلكتروني صار جاذبا لكل أصحاب الأفكار والتكنولوجيات الجديدة، وصارت الحكومات والمؤسسات التعليمية شديدة التنافس على تبني التقنيات الجديدة والتفاخر بإدماجها في فصولها ونظمها. وفي المقابل، أظهرت بعض الدراسات العلمية أن تحويل الدراسة إلى نشاط إلكتروني بحت، والإسراف في استخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء التعليم، يحدث أضرارا بالمستخدمين وخاصة للمراهقين والأطفال. ولهذا صار لزاما أن نعرف ما هو الحد الفاصل بين حسن استخدام التكنولوجيا في التعليم وبين إفساد التعليم بدعوى التطور التقني. وقد خلق التعليم الإلكتروني ميزة التعلم، بحيث يكون الشرح للمادة في البيت من خلال مشاهدة الطلبة لفيديوهات ومواد تعليمية، ثم يأتون إلى الفصل للمناقشة وتبادل الآراء والأسئلة بحضور وإدارة مدرس المادة. وهذا ما يساهم أكثر في سيطرة الذكاء الاصطناعي على الناشئة، لا سيما وأن التطور التقني الكبير لشبكة الإنترنت صاحبه ظهور مفهوم جديد في التعليم وهو الكورسات التعليمية الموجهة ذاتيا. وأثبتت الكثير من الأبحاث أن الشاشات تؤثر على التركيز والانتباه والمزاج العام، بالإضافة إلى أن هناك علاقة بين انتشار الأجهزة الإلكترونية وبين أمراض فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال. توقعات بأن يرتفع حجم سوق التعليم الإلكتروني عالميا خلال السنوات القادمة إلى ما يزيد عن 240 مليون دولار وبيّنت أبحاث من جامعة درهام البريطانية أن هناك مبالغة كبيرة في القيمة المفترضة لتحسن عملية التعلم حين يتم تطبيق التعليم الإلكتروني، فقد قام البحث بتحليل موسّع لتطبيق التعليم الإلكتروني واستخدام التكنولوجيا في تطوير التعليم، وقارن نتائج تلك التطبيقات بالمحاولات الأخرى في تحسين العملية التعليمية. وخلص البحث إلى أن هناك بالفعل أدلة على تحسن التعليم حين يتم إدماج التكنولوجيا في المنظومة التعليمية، إلا أن هذا التحسّن يبقى في المتوسط أقلّ من التحسينات التي يتم تحقيقها عند تطبيق تعديلات أخرى أكثر اجتماعية في المدارس. ولفتت هذه الأبحاث إلى أن الإفراط في التعلم من خلال الوسائط الإلكترونية قد يؤدي إلى تحلّي الطالب بشعور كاذب بالتفوق وتحصيل المعلومة نظرا لسهولة الرجوع إليها، مما يجعله يشعر بأنه أكثر ذكاء مما هو عليه في الحقيقة، وهذا من الثغرات التي يمكن أن يسيطر من خلالها الذكاء الاصطناعي على الجيل القادم. وفي دراسة أجريت على طلبة، تمت مقارنة العديد من الطرق في أخذ الملاحظات أثناء المحاضرات: الكتابة المفصلة باليد، والكتابة المختصرة، والكتابة الإلكترونية. وقد تبيّن أن الكتابة المفصّلة هي أفضل الطرق في حفظ المعلومات وتركيزها في الذهن، وخاصة عند الاختبار. :: اقرأ أيضاً نيللي كريم تصعد لأعلى سعر في رمضان فلسطينية تطوع الحديد بأنامل ناعمة أسعار المأكولات منقوشة على شاهد قبر بتركيا برنس يعود بعد وفاته بألبومين جديدين

مشاركة :