تغيـير العربة لا يوقف الحصان

  • 3/11/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يهول كثيرون من تأثير وسائل نشر المعرفة الكترونيا على النسخ الورقية للصحف والمجلات والكتب، صحيح أن هناك تنافسا بينهما وربما ينتهي لصالح النسخ الالكترونية لسبب جد اقتصادي يتمثل في عامل الزمن الذي أصبح لا يقدر بثمن عالميا، فهي تقدم المعلومة بجهد وتكلفة أقل، بل تمكنك من حفظ آلاف الكتب والمستندات للرجوع إليها وقت الحاجة، كل محتويات مكتبة الكونجرس الضخمة يمكن حفظها في قرص سي دي واحد أو حتى في شريحة ذاكرة بحجم أصغر من اصبع اليد، ولكل منا ذكريات أثيرة مع كتبه الورقية، لكن عند الشباب تلك قصة أخرى. هي ظاهرة ملاحظة عالميا، أكشاك بيع الصحف، مثلا، التي كانت تملأ زوايا شوارع المدن العالمية قل تواجدها، حتى تلك المقاهي التي كانت تتيح الكتاب على أرففها مع فناجيل القهوة والشاي للقراءة أو مجرد الاطلاع، بارت كتبها، اكتفى الرواد بجوالاتهم التي تجلب لهم كل ما يرغبون من معرفة، نعم فقد الكتاب الورقي بعض بريقه، ونعم أخرى كسب الكتاب الالكتروني سوقا، لكنهما مجرد إناء يحوي مضمونا، والمضمون باق على أهميته. هذا مجرد تغير أسلوب ونمط الإنتاج، تماما كما فعلت الثورة الصناعية وانهت عصر الاقطاع، تفعل الآن الثورة المعلوماتية، تغير نمط الاستثمار وتحرك رؤوس الأموال وتنقلنا لعصر ما بعد الرأسمالية واحتكار الاقطاب إلى تعدد الاقطاب، كل هذه أمور وقضايا اقتصادوية، القضية الأساس أن هناك من يكتب ومن يقرأ سواء ورقيا أم الكترونيا، القضية جودة ما يكتب وعناية من يقرأ، فالمعرفة كالحكمة تماما تأخذها من أي وعاء خرجت. دخول النت وانتشار المواقع الالكترونية غير ولا شك كثيرا من نظام حياتنا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، أحيانا برغبتنا وأحيانا بدون، لكن هذا لا يعني سرعة اختفاء الكتاب الورقي، مازال له محبوه وعلاقاتهم الخاصة معه، سواء لرائحة حبره وورقه أم لحميمية مسكه باليد وربما النوم معه. لكن قد يسأل سائل أين القراءة منا، حينها سيفيض كثيرون في أسباب العزوف عن القراءة في مجتمعاتنا، قليل فقط من سيسأل وماذا عن الكتابة الجيدة في حياتنا، هما وجهان لعملة واحدة تدعى المعرفة، اعطني كاتبا جيدا وستجد قارئا مستقبلا.

مشاركة :