الماضي والحاضر يشهدان بأن (الشيعة والسّـنّـة) في الدول السّـنّـيَــة (تحديداً) عاشوا لسنوات طويلة إخواناً يجمعهم الـدّين، والمواطنة الصادقة. لكن (الثورة الإيرانية) التي جاءت بحكم وولاية الفقيه، مارست الاضطهاد والقتل والإقصاء لأكثر من 30 مليونَ سُـنَــي إيراني، ثم في طريق وصولها لذاك الحلم الصّـفَـوِي والفارسي القديم الجَـديد، في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط حَـمَـلـت مِـعْـول الهَـدم وحاولت تفتيت المجتمعات العربية وشَـقّ صـفوفها، وتمزيق وحدتها؛ لِـتَـأتي (الطَـائِـفَيـة) فيها بديلاً عن (المواطَـنَـة)! ذلك الإعصار الشيعي الصَّـفَـوي ضَـرَب في (لبنان)، وغرس فيها ذراعه المطيع (حِـزْب الله)، الذي كان ولايزال قائد التوتر والانقسامات على الساحة هناك، ثمّ بمساعدة (أمريكا) أحكم قبضته على (العراق) بحكومة رغم تعاقب قيادتها إلا أنها تأخذ قراراتها من طهران، وهي اليوم وتحت غطاء محاربتها لـ (داعِــش) سمحت لـ (مليشياتها) المدعومة علانية من (إيران) بممارسة القتل والانتهاكات والتهجير في المناطق السنّـيَـة، لمحاولة تغيير خارطتها السكانية (الـديموغرافية)؛ والبحث فيها عن فَـنـاء ورَحِـيل (الـسّـنّــي الأخِـيْــر)، حدث ذلك في (دِيَـالِـي، والـفَـلّــوجَــة، والمقدادية وغيرها من المناطق)، وهو ما قد يقع هذه الأيام في (المُـوْصِــل) كما حَـذّر (وزير الخارجية السعودي عادل الجبير) الثلاثاء الماضي. (ذلك الـمَـدّ الصَـفوي) استغل أوضاع المنطقة العربية وتقلبات مناخها وأحداثها السياسية؛ لِـيَستخدم كل الأدوات والوسائل الممكنة للوصول لغاياته؛ حيث فَـتَّـت (سوريا)، وساهم مع نظام بشار الأسد وحلفائه في إبادة شعبها، وتهجيره، وفي (اليمن) امتطى تـابِـعَـه الحـوثِــي، بمشاركة المخلوع صالح، محاولاً السيطرة عليها لولا نجدة (المملكة) لأشقائها اليمنيين وحكومتهم الشرعيّـة بقيادتها للتحالف العربي في عاصفتي الحزم والأمل! ولا شك أن تأثيرات ما يحدث في (العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن) قد وصلت ارتداداته إلى دول ومناطق أخرى، فارتفعت نبرة المُـحَـاصَـصَـة الطائفية وهذا ما تبحث عنه دائماً (إيران)! وهنا بعيداً عن ضجيج المؤتمرات ونَـزيف التصريحات يجب على جميع الدول العربية والإسلامية أن تتخذ كافة السبل؛ لكيما تتحِـد في مواجهة أطماع (إيران) التي تعمل على تقديم نفسها بديلاً إسلامياً ترى فيه الدّول الكبرى حليفاً قادراً على محاربة الأصولية الـسّـنّـية المزعومة! أخيراً الواقع يؤكد بأنّ (السّـنّـة) ليسوا طائفيين، وأن الأصل في شيعة وطننا ومنطقتنا أنهم أشقاء وطنيّـون، وأنّ التّـعايش والترابط يحكم الحياة بين الفئتين؛ تلك ثَـوابت مجتمعيّـة لابد من الرجوع إليها، والحرص على تعزيزها في ظل محيط ملتهب بالـفِـتَـن والصراعات الفكرية، قبل أن تكون سياسية وعسكرية. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :