أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لـ«الشرق الأوسط» أن قافلة مساعدات محملة بالمساعدات الإنسانية كانت متوجهة إلى تعز السبت الماضي لم تتمكن من الدخول بسبب تأخيرات على الحواجز العسكرية. ويؤكد تصريح المنظمة، بيان محافظة تعز الذي صدر أول من أمس، ويفيد باعتراض ميليشيات الانقلاب فريق «اليونيسيف» من دخول تعز بعدما قطعوا مسافة شاسعة. وقالت جولييت توما، مديرة الإعلام بمكتب المنظمة الإقليمي، إن «اليونيسيف» تتابع عملها مع كل أطراف النزاع، من أجل تأمين الوصول إلى تعز وغيرها من المناطق في اليمن لتقديم المساعدات الإنسانية للأطفال المحتاجين والعوائل. وأضافت أن المنظمة «تناشد كل أطراف النزاع بتأمين وصول المساعدات الإنسانية لكل الأطفال المحتاجين بجميع أنحاء اليمن، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للأطفال بطريقة مشروعة». من ناحيته، شدد محافظ تعز اليمنية علي المعمري، على أن وقوف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في وجه المنظمات الأممية وعرقلة إيصال المساعدات أثناء هدنة ترعاها الأمم المتحدة، يمثل تحديًا حقيقيًا لحالة الحصار، مشيرًا إلى أن الهدنة الأخيرة لا وجود لها على الأرض، إذ لم تكن أكثر من تقارير على ورق. وأوضح محافظ تعز في اتصال مع «الشرق الوسط»، أن ميليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية لا تلتزم بالهدنة، وما حدث من منع للمنظمات الدولية من الوصول إلى المدينة تعبير صارخ عن الحالة المخيبة التي وصلت إليها الأوضاع في محافظة تعز. وقال المعمري: «إذا كانت المنظمة التي تتبع الأمم المتحدة وأثناء هدنة ترعاها الأمم المتحدة تحاول الدخول إلى المدينة عبر طريق طويل يستغرق 4 ساعات، بدلاً عن 20 دقيقة، ثم تفشل في الدخول، فنحن نعتبر أن هذا يمثل تحديًا حقيقيًا وتعبيرًا صارخًا عن حالة الحصار وعن حالة الهدنة المزعومة، وهذه الحالة تؤكد فقط أن الهدنة لم تكن أكثر من تقارير حبر على ورق، ولا وجود لها حقيقة على الأرض». وطالب محافظ تعز، بتفعيل الدور الدولي والمنظمات الدولية في تقديم أكثر مما يتم على أرض الواقع. وتابع: «نعتقد أن المنظمات الدولية بإمكانها أن تقدم المزيد، وأن تكون أكثر فاعلية في تعز، ولكنها لا تفعل ذلك». ولفت إلى أن الكثير من المنظمات الدولية تخلط بين ما هو إنساني وما هو سياسي، وهذا الخلط هو الذي يجعل بعض الأمور تتضخم، فيما بعض الأشياء الكبيرة تختفي دون انتباه. وأكد المعمري أهمية أن تمارس المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني نشاطها باستقلالية ودون الانحياز السياسي، مشيرًا إلى أن مشكلة الدول الكبرى أنها تبحث عن عناوين دون الخوض في التفاصيل الضامنة للنجاح، وقال: «الجميع يبحث عن هدنة ولا أحد يفكر كيف يمكن لهذه الهدنة أن تنجح وتستمر، وهو ما جعل من الهدنة مدعاة للسخرية والتندر لدى الشعب اليمني، هذا مجرد مثال». وطالب المجتمع الدولي بالنظر للحالة الإنسانية البائسة التي سببتها الميليشيات الحوثية، وأن ينظر للأسباب الحقيقية التي أنتجت كل هذا الخراب، ودون النظر إلى الأسباب والجذور ستكون كل الجهود هباء في مهب الريح. ونوه بأن تعز هي واحدة من أكثر المدن اليمنية تضررا، واليمن اليوم كله يعاني، والوضع الإنساني والاقتصادي فيه أصبح لا يطاق، فكيف بمدينة تعاني الحصار والحرب من أكثر من عام ونصف العام. وقال: «تعز هي الأكثر تضررًا، والمأساة فيها أكثر ظهورا ووضوحا، وأن هذا لا يعني أن المواطن استسلم، بل المواطن والمقاوم أكثر إيمانًا من ذي قبل بضرورة تحرير المدينة، والتخلص من وباء الانقلابيين، واستعادة مؤسسات الدولة». وأشار المعمري، إلى أن تعز شهدت معارك طاحنة تبدت فيها شجاعة الأبطال من أبناء المدينة وفتح المنفذ الموصل إلى عدن، وستحرر بقية المنافذ خلال المرحلة المقبلة بسواعد الجيش ورجال المقاومة، وبمساعدة إخواننا في التحالف العربي الذين كانوا معنا خلال المراحل السابقة في السراء والضراء. وتساءل عن الذين يحاولون منع الأمم المتحدة عبر منظماتها من توصيل المساعدات إلى المدينة، وما هو يمكن أن يفعلوه مع المواطن العادي؟، وقال: «وجهنا نداءنا إلى كل العالم في محاولة للفت انتباه المتعاملين عن الأوضاع الميدانية والمأساوية التي يسببها الحصار، ونحاول أن نقول للعالم إن الحصار والاعتداء من قبل الميليشيات على الأطفال والمدنيين في مدينة تعز، هو أمر يومي ويحدث بصورة مفزعة، وأن أبناء تعز يعتبرون التحالف العربي منقذًا أمام الاعتداءات المتكررة من قبل الميليشيا على المواطنين والمدنيين في محافظة تعز». وكانت السلطة المحلية بمحافظة تعز أدانت إقدام ميليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية على منع وفد منظمات الأمم المتحدة من الدخول إلى المحافظة أول من أمس، مبينة أنه يعكس مدى استهتار الميليشيات الانقلابية بالهدنة، وتحديها للمنظمات الإنسانية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي والعالم. وأكدت سلطة المحافظة أن وفدًا أمميًا برئاسة جوليان هارنيز ريك، المدير القطري لمنظمة اليونيسيف، كان في طريقه لزيارة مدينة تعز بغرض الوقوف على الوضع الصحي والإنساني للمدينة، والالتقاء بالجهات الحكومية وهيئة الإغاثة الإنسانية، قبل أن تعترضه الميليشيات الانقلابية في منطقة الأقروض التابعة لمديرية المسراخ، وتجبره على العودة من حيث أتى.
مشاركة :