تصاعدت معركة السيطرة على حلب اليوم (الأحد) بضربات جوية وهجوم بري وقصف مدفعي، في اليوم التالي لتجدد القتال الذي أنهى وقفاً لإطلاق النار أعلنته روسيا التي تعتزم «تحرير» سورية من المتطرفين. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وجماعات سورية معارضة إن المعركة للسيطرة على حلب تصاعدت ودار قتال عنيف بين المعارضين وقوات الحكومة السورية وحلفائها على امتداد الجبهة الاستراتيجية في جنوب غربي حلب. وأوضح المرصد أن «المعارضين قصفوا بكثافة حي الحمدانية الذي تسيطر عليه الحكومة والواقع على هذه الجبهة»، وتابع أن «ضربات جوية سورية أو روسية أصابت عدداً من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة إلى الغرب مباشرة من مدينة حلب فجر اليوم»، كما أصابت الغارات الجوية شمال حلب وعمق ريف حلب الغربي. وحذر تحالف «جيش سورية الحر» الذي قال إنه مستعد لهجوم كبير لكسر الحصار على شرق حلب، السكان داخل المدينة وحولها في بيان أمس، وطلب منهم الابتعاد عن المباني العسكرية التابعة للحكومة حفاظاً على سلامتهم. وقال «جيش سورية الحر» في بيانات إنه تصدى لهجمات عدة شنتها قوات الحكومة وحلفاؤها على امتداد الجبهة التي تفصل بين الجزء الواقع تحت سيطرة المعارضين من حلب والجزء الواقع تحت سيطرة الحكومة في وقت متأخر أمس. وكان مسؤول في الكرملين أعلن أمس أن التدخل العسكري في سورية يهدف إلى «تحريرها» من المتطرفين وبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مقابلة مع تلفزيون «روسيا-1» إن هناك نتيجتان فقط للنزاع في سورية وهما «إما أن يكون الأسد في دمشق وإما أن تكون النصرة»، في إشارة إلى تنظيم «جبهة النصرة» المرتبط بـ «القاعدة» والذي غير اسمه إلى «جبهة فتح الشام». وأضاف «لا يوجد خيار ثالث (...) علينا أن نفعل كل شيء بوسعنا لمنع تقسيم البلاد»، لأن ذلك يمكن أن يقود إلى «أكثر النتائج كارثية للمنطقة بأكملها»، وتابع أنه من أجل التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات «يجب أن يبقى الأسد في دمشق». وحذر بيسكوف من أن هزيمة نظام الأسد لن تقود سوى إلى «موجة جديدة من اللاجئين» والمزيد من هجمات المتطرفين في أوروبا. وقتل أكثر من 300 ألف شخص منذ بدء الاحتجاجات التي تحولت إلى أعمال عنف في آذار (مارس) 2011.
مشاركة :