اختيار صحافية مصرية سمراء ضمن أطلس جميلات العالم رفضت فضائيات القاهرة ظهورها أمام الكاميرات، لأنها سمراء، فإذا بهذا السمار، وملامحها الفرعونية الأصيلة، تقودها ليتم اختيارها، كواحدة من أجمل الجميلات، وأحلى الوجوه، ويتحدث عنها العالم. العربنجوى درديري [نُشرفي2016/10/24، العدد: 10434، ص(24)] جمال فرعوني أهمل في مصر ولاقى إعجابا في ألمانيا القاهرة- لم يخطر على بال الصحافية المصرية وفاء البدري (30 عاما) يوما، أن يتم اختيارها ضمن سيدات وشابات كثيرات حول العالم، كأجمل الوجوه الطبيعية، لتوضع صورهن في كتاب للمصورة الرومانية ميكايلا نوروك، تحت عنوان “أطلس جميلات العالم”. الصدفة وحدها قادت البدري، إلى مقابلة المصورة الرومانية، بأحد شوارع برلين بألمانيا، حيث أبدت الأخيرة إعجابها بملامح البدري المصرية الخالصة، وطلبت منها أن تصورها، لتكون ضمن مشروعها، الذي تتلخص فكرته في تصوير النساء والفتيات من أنحاء مختلفة من العالم، بشرط أن يكون جمالهن طبيعيا، ومن دون رتوش اصطناعية، وأن تعبر ملامحهن عن المناطق التي جئن منها، لجمعها في كتابها الجديد. وفاء، التي استطاعت ببشرتها السمراء وملامحها الجذابة أن تثير إعجاب المصورة الرومانية، الباحثة عن الجمال الطبيعي، قالت لـ”العرب” انها بينما كانت تسير في أحد شوارع برلين، اقتربت منها سيدة أجنبية تسألها عن وجهة ما، فلما أخبرتها، إذا بها تلتفت إليها، وتخبرها بأنها تريد أن تصور وجهها، ليكون ضمن مشروعها “أطلس جميلات العالم”، فأعجبت وفاء بالفكرة بشدة، ووافقت على الفور. وأضافت “كنت وقتها في طريقي لشراء حذاء جديد، فاصطحبتها معي، وتحدثنا، فعرفت حكايتي، ومن أين أتيت”. ورغم حداثة عمر وفاء، إلا أنها استطاعت أن تحقق الكثير، فبعد أن تخرجت من كلية الآداب بجامعة عين شمس بالقاهرة، في العام 2003، ودرست الإعلام، تزوجت وأصبحت أما لطفلة (عمرها الآن 8 سنوات)، وعملت صحافية ومراسلة تليفزيونية في أكثر من مكان. وتحدثت وفاء عن عملها قائلة “الحياة أثقلتني بالكثير من التجارب المهنية، والتي انتهت بأن أعمل في شبكة ‘دويتشه فيلله’ التليفزيونية الألمانية، وأحصل على منحة الصحافيين الأوروبيين من جامعة برلين الحرة، لأكون أول صحافية على مستوى الشرق الأوسط، وغير أوروبية، تحصل على هذه المنحة”. وتعود جذور وفاء البدري إلى محافظة الأقصر (في جنوب مصر)، وأقامت قبل سفرها إلى برلين، بين مدينتي الإسكندرية على البحر المتوسط والقاهرة. وحكت لـ “العرب”، مؤكدة أن هناك مفارقة غريبة ومثيرة في الأمر، “فقد اختارت المصورة الرومانية صورا لوجهي في حين أنني تعرضت، بسبب لون بشرتي، للاضطهاد من رؤسائي في مصر، حيث رفضوا ظهوري أمام الكاميرا، كمراسلة تليفزيونية في أكثر من قناة فضائية خاصة”، لافتة إلى أنهم “كانوا يقتطعون الجملة الأخيرة، التي أختتم بها التقرير، والذي تظهر فيه صورتي، ويكتفون فقط بصوتي كخلفية”. وأوضحت “لا يعنيني أمر من ساهم في إيذائي، أو عدم مساندتي في البداية، فأنا الآن أفضل حالا بكثير”. وتنشر المصورة الرومانية، ميكايلا نورون، عبر صفحتها الشخصية على الفيسبوك، العديد من الصور، لسيدات مسنات وشابات وفتيات صغيرات، من جميع أنحاء العالم، وأعلنت منذ فترة عن رغبتها في جمع 45 ألف يورو، تستكمل بها رحلاتها عبر العالم، لإنهاء مهمتها في جمع تلك الملامح المختلفة من كافة بقاع الدنيا، بشرط عدم التدخل بالماكياج أو الرتوش الإضافية للصورة، أو أن تكون صاحبة الصورة خاضعة لعمليات تجميل، وقد لاقت حملتها نجاحا كبيرا. وترى البدري، أنها بتلك الصور، التي أمدت بها المصورة الرومانية، قدمت دعما للنساء اللاتي يعانين من العديد من الصعوبات في حياتهن أو مع مجتمعاتهن، خصوصا المجتمعات الشرقية التي وصفتها بأنها تتسم بالذكورية، من خلال الرسائل التي ستبثها من وقت إلى آخر، بسبب هذا الاختيار. وأكدت أنها حصلت، بسبب هذا الاختيار، على دعم معنوي وشهرة كبيرة في مصر والعالم العربي، ويتداول رواد التواصل الاجتماعي صورها ويتحدثون عنها بفخر، قائلة “خرجت من مصر وفي جعبتي الكثير من المشاكل في عملي. واليوم، وبسبب أطلس جميلات العالم، أصبح الجميع يحبونني، ويتمنون لي التوفيق”. وأكدت المصرية السمراء أن المرأة تستطيع أن تنجح في كافة المجالات، إذا أتيحت لها الفرصة، وهي مازالت مكبلة بقيود مجتمعية كثيرة، وتتمنى أن تحقق الكثير من أحلامها، وأولها دعم النساء بشكل حقيقي. واختارت شركة “فيليبس” العالمية، وفاء البدري، ضمن خمس جميلات من العالم كله لتصوير فيديو ترويجي، واختارت البدري، كشعار لصورتها، مقولتها “مادمت أشعر بالقوة فأنا جميلة”. ومن المقرر طباعة كتاب “أطلس جميلات العالم”، الذي تعده المصورة الرومانية، ميكايلا نورون، في العام القادم، بلغات مختلفة، وسوف يتم توزيعه في دول كثيرة. :: اقرأ أيضاً مهمة رئيس الجمهورية الجديد تحسم اختيار ملكة جمال لبنان 90 بالمئة من ملحقات آيفون مقلدة
مشاركة :