منصة إلكترونية مصرية لاستبدال القمامة بالزيت والسكر شابان مصريان يحييان مهنة روبابيكيا من خلال منصة إلكترونية تحمل اسما مصغّرا، الهدف منها تشجيع الناس على حسن التعامل مع النفايات من خلال استبدال أشيائهم القديمة بمواد غذائية.العرب نجوى درديري [نُشر في 2017/10/18، العدد: 10785، ص(24)]تبادل بناء القاهرة - أقدم شابان مصريان على إنشاء أوّل منصة إلكترونية عربية على الإنترنت، للتشجيع على تدوير المخلفات واستغلال القمامة باستبدالها بمنتجات غذائية كالزيت والتونة والأرز والمعكرونة والسكر. ويقوم المشروع بالإعلان من خلال المنصة عن أماكن تواجد عربات القمامة في الأحياء السكنية ليأتي من لديه مخلفات ويقوم باستبدالها بمنتجات غذائية. وتعتبر “بيكيا” كلمة مصرية شائعة منبثقة من كلمة “روبابيكيا” وتعني الخردة والأشياء التي يرغب الشخص في التخلص منها. وجاءت الكلمة من نداء يطلقه أصحاب المهنة في الشوارع والأحياء السكنية بطريقة منغمة قائلين “بيكيا للبيع” ليجمع الأشياء القديمة كأوراق الصحف، وأواني الطهي القديمة وغيرها، وبعد أن يتم وزن السلعة القديمة، يقع تسليم ما يقابلها سلعة جديدة. وتهاوت المهنة بمرور الزمن، واقتربت من التلاشي، لكن مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، طوّر الشابان المصريان الفكرة بشكل آخر ومن خلال موقع إلكتروني أطلقوا عليه اسم “بيكيا”. وقال علاء عفيفي أحد مؤسسي بيكيا إنه في البداية قام بتدشين فكرته على الفيسبوك دون استبدال القمامة بمقابل مادي، ولم يلتفت لها أحد، مما دعاه هو وصديقه محمد أحمد، لإنشاء منصة في شهر يونيو الماضي لإخراج الموقع الإلكتروني. وأضاف عفيفي (24 عاما) لـ”العرب” أن طرح الفكرة أعجب الناس بشدة، خاصة وأنهم سيتقاضون مقابل تلك المخلفات سلعا غذائية، ما ساعد على نجاح الفكرة، خاصة بعد زيادة أسعار السلع الغذائية في مصر. واجتذب الموقع خلال شهر واحد، 80 ألف زائر وزائرة يشيدون بالفكرة ويتابعون طريقة تنفيذها، كما تلقّى نحو 300 طلب على مستوى المناطق والأحياء بالقاهرة العاصمة. وأوضح عفيفي “لم نكن نتوقع رواج الفكرة حتى أننا لم نجازف بشراء سيارة لنقل القمامة وقمنا باستئجار سيارة كبداية حتى تكون لنا في ما بعد سيارتنا الخاصة”. ووضع الشابان جدولا وترقيما على الموقع الإلكتروني يتضمن كيفية استبدال مخلفات القمامة غير العضوية بنقاط إلكترونية، فإذا أراد زبون الحصول على كيلوغرام من الأرز عليه أن يجمع 119 نقطة، أما المعكرونة فمقابلها 59.5 نقطة، والملح 8.5 نقطة، وكل كيلو من المخلفات يعادل 6.8 نقطة، وكل زجاجة فارغة تعادل 34 نقطة. ويعلن الشابان على أماكن تواجدهم على مدار الأسبوع بالأحياء السكنية للقيام بعملية التبادل. وأضاف عفيفي “كنا في البداية نتواجد مرة واحدة في الأسبوع في منطقة سكنية واحدة، أما الآن أصبحنا نتواجد أربع مرات على الأقل أسبوعيا في أماكن مختلفة”. ولفت إلى أنهم يبيعون تلك المخلفات، إما إلى تجار متخصصين في أنواع معينة، وإما أنهم يتعاملون بشكل مباشر مع المصانع العاملة في تدوير مخلفات القمامة. وأكدت مشيرة مصطفى، إحدى مستخدمات موقع بيكيا، لـ”العرب” أن الفكرة جديدة وأعجبتها للغاية، خاصة وأنها تمتلك الكثير من الورق والكتب المدرسية القديمة في منزلها، والبلاستيك، وكانت تهوى تجميع تلك الأشياء، لكنها مع الوقت انتبهت إلى أنها تساهم في ازدحام بيتها. وصرّحت عفاف العشري مستخدمة لموقع بيكيا أيضا لـ”العرب”، أنها كانت تتخلص من الأوراق والكتب القديمة مقابل مبلغ مالي، وبائع الروبابيكيا ينادي في الشارع الذي تقطن فيه، وكانت تتقاضى بدلا منها عن كل كيلوغرام ورق نصف جنيه مصري. ووجدت أن فكرة بيكيا أكثر جدوى، من بائع الروبابيكيا.
مشاركة :