دبي: محمد إبراهيم تصل مبادرة تحدي القراءة العربي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كأكبر مشروع لتشجيع القراءة عربياً، للارتقاء بمستوى تصنيف المنطقة العربية على قائمة مستويات القراءة والإطلاع عالمياً، إلى أولى محطاتها الأخيرة اليوم. ويشارك في المراحل الأخيرة لتحدي 240 فارساً عربياً، إذ يتنافس 18 طالباً وطالبة، في المرحلة قبل النهائية من المسابقة، التي ستنعقد في دبي على مدى يومين لاختيار 3 متسابقين، ينتقلون إلى مرحلة التصفيات النهائية، المقامة يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول في أوبرا دبي. كشفت إحصائيات سباق التحدي التي حصلت الخليج على نسخة منها، عن مشاركة، 15 دولة ضمن التحدي، وبلغ إجمالي المتنافسين في مراحل التحدي المختلفة، على مستوى الوطن العربي، 3 ملايين و583 ألفاً و817، وإجمالي الكتب التي تمت قراءتها 175 مليون كتاب من مختلف المعارف. وجاء نصيب الإمارات في المشاركة 157 ألفا و156 طالباً وطالبة من مختلف إمارات الدولة، ومصر مليون و600 ألف، والأردن 186 ألفاً و871، وفلسطين 100 ألف طالب وطالبة، ولبنان 21 ألفاً و882، وعمان 29 ألفاً و497، وقطر 20 ألفاً و246، والبحرين 17 ألفاً و816، والكويت 15 ألفاً و434، والسعودية 393 ألفاً و523، وتونس 66 ألفاً و706، والجزائر 610 آلاف و223، والمغرب 85 ألفاً و625، وموريتانيا 247 ألفاً و599، والسودان 31 ألفاً و239. انفردت الخليج بلقاء عدد من فرسان القراءة حصرياً، فور وصولهم الإمارات، إذ أكدوا أن مبادرة صاحب السمو نائب رئيس الدولة، أذابت أمامهم الصعوبات والتحديات والمعوقات كافة، ونسوا معها ويلات الحروب وأوجاع المرض والجهل والأمية. وقالوا إن سباق تحدي القراءة أنار ربوع الوطن العربي بمصابيح العلم والمعرفة، وباتت المبادرة مساراً ممنهجاً، لمجابهة أزمة المطالعة بين الطلبة العرب، وعبرت بأجيال المستقبل من النفق المظلم، بما يحتويه من الجهل والأمية، إلى ميادين العلم والمعرفة، وشكلت حراكاً عربياً معرفياً متميزاً، فالإحصائيات دقت أبواب التفاؤل، والأرقام سجلت حقائق تؤكد ما حققته المبادرة من إنجازات في عامها الأول. تعزيز المنجزات البداية كانت مع منى الكندي، مديرة الفعاليات في مشروع تحدي القراءة العربي، إذ قالت:: تسير الاستعدادات للدورة الثانية من تحدي القراءة العربي على قدم وساق وفقاً للمخطط التنفيذي المعد من قبل اللجنة العليا المنظمة، ونهدف في الدورة الثانية إلى تعزيز المنجزات التي تحققت في الدورة الأولى ورفع كفاءة التحدي بهدف زيادة معدل التفاعل الشعبي والرسمي العربي وحتى الدولي معه بصفته محوراً لتغذية عقول الشباب وتعزيز قيم التسامح والابتعاد عن التطرف وتشجيعهم على تكريس القراءة كجزء من حياتهم اليومية والارتقاء به ليكون مورداً واسعاً للثقافة والآداب والعلوم المختلفة. وأضافت الكندي: بعد قراءة الطلبة العرب لأكثر من 150 مليون كتاب على مستوى الدول المشاركة، نطمح إلى رفع هذا العدد من خلال مضاعفة عدد الطلبة المشاركين في الدورة الثانية، فضلاً عن تشجيع كافة مدارس العالم العربي التي لم تشارك في الدورة الأولى لتكون جزءاً من نجاح التحدي في دورته الثانية، وفي هذا الإطار فقد انتهينا من طباعة 10 ملايين جواز كدفعة أولى تم توزيعها على الأقطار العربية خلال الشهر الجاري، وسيتم طباعة المزيد منهم قريباً بهدف تغطية متطلبات التحدي من قبل الأعداد الكبيرة من الطلبة المتوقع مشاركتهم في الدورة الثانية. صقل الشخصية وكشف القدرات وفي لقاء فرسان التحدي والمشرفين عليهم، قالت الطالبة المواطنة فاطمة النعيمي:تربيت في كنف عائلة تقدر العلم وتدرك دور القراءة في بناء الإنسان، وبدأت بكتب الأطفال حتى وصلت لكتب الأدب والشعر والتاريخ والسياسة وعلم النفس، وخلال دراستي في أكاديمية رأس الخيمة الأمريكية للبنات، التي تخرجت فيها مؤخراً، شاركت في مسابقات عدة في مجال القراءة والكتابة والخطابة، وبتوفيق من الله سبحانه، أحرزت مراكز متقدمة في عدد منها، وتوجت جهودي بالفوز بالمركز الأول في تحدي القراءة العربي على مستوى دولة الإمارات، وتشرفت بتمثيل وطني المعطاء، وما زادني شرفاً، هو تكريمي من قبل والدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الأمر الذي شجعني على الاستمرار في النهل من منابع الثقافة بأنواعها. وقرأت خلال التحدي مجموعة مختارة من الكتب القيمة دون النظر لعدد صفحاتها وقوة اللغة المستخدمة فيها، على الرغم أنني كنت على موعد مع امتحانات الثانوية العامة، ومشاركتي في التحدي كان له بالغ الأثر في تنمية فكري وصقل شخصيتي والكشف عن قدراتي على تحدي الظروف والزمن والإصرار على تحقيق الهدف. من جانبها أكدت رشا عبد الحميد عبدالعزيز السيد، مشرفة تحدي القراءة بأكاديمية رأس الخيمة الأمريكية للبنات بأنها تدعم فاطمة في المرحلة الأخيرة من التحدي نتيجة لتميزها وحبها للقراءة وحرصها على المطالعة لكل جديد في مختلف مجالات الإنتاج الفكري وملء أوقات فراغها بقراءة الكتب المتنوعة. منوهة بأن فاطمة تعتبر طالبة ذات قدرات وطاقات كبيرة متوقعة لها مستقبلاً زاهراً. من جانبه قال المتسابق الطفل محمد عبد الله، من الجزائر: لم تكن القراءة ولا فهم النصوص والمواضيع صعبة، بل كنت أستمتع باستخراج الأفكار العامة والتفصيلية والفوائد بكل يسر، وإنما كانت الصعوبة أحياناً في صياغتها وهنا كان دور الإشراف وأهلي في المناقشة والحوار للوصول إلى صيغة نهائية. وفي وقفه معه أفاد عبد القادر فرح جلود، والد الطفل والمشرف عليه، بأن محمد لم يلتحق بروضة أو قسم تحضيري قبل المدرسة، وإنما لقن المبادئ الأولية للغة العربية من قبل والدته، ولم يمض وقت قصير على دخوله إلى الصف الأول ابتدائي إلا وقد استرسل في القراءة والكتابة. وجدت ضالتي وحول مشاركتها في المنافسات النهائية، قالت عهد الأمين 12 عاما، من السودان: وجدت البيئة التي تشبع رغباتي وميولي في القراءة والاطلاع لكل الكتب؛ وسمعت بما يزيد في تحفيزي ودافعيتي ووجدت فيه ضالتي وهو (تحدي القراءة العربي)؛ الذي زاد شغفي للقراءة. وأضافت: جعلني (تحدي القراءة) أقرأ مجموعة من الكتب مثل الكتب الدينية: أصحاب السفينة، وحسن الظن، وكفى بالله شهيداً، والمتصدق والرجل المحسن والأبرص، والأقرع والأعمى، وثلاثة في الغار، وصوت في سحابة، وجرة الذهب، وأيضاً بعض الكتب العلمية مثل: الصخور والتعدين، ومن القمح إلى الخبز. وبينت عهد أن مجموعة الكتب التي قرأتها أضافت لها الكثير إلى ذخيرتها اللغوية والمعلوماتية وأثرت فيها كثيراً وكانت كلما قرأت كتاباً ازداد شغفها بالقراءة أكثر فأكثر. من جانبها أكدت نريمان عبد المطلب فضل محمد، مشرفة تحدي القراءة التي زكت الطالبة: تمتلك عهد الكثير من المهارات؛ منها القرائية، تلك المهارة الفريدة الثرية؛ وذلك حسب ما حققته من إنجاز في برنامج التحدي؛ فقد أحرزت المركز الأول على مستوى السودان وهذا اعتماداً على النتيجة النهائية للمنافسة التي أهَّلتها لتحتل الصدارة بين المتنافسين على مستوى الجمهورية. مكتبة خاصة في سن الـ8 وحول مشاركته في المنافسات النهائية، قال عبد الله الكعبي من قطر: إن حب القراءة كان ولا يزال شيئاً فطرت عليه منذ صغري، يدفعني الفضول وحب الاستطلاع لمعرفة كل شيء حولي، فكوّنت مكتبتي الخاصة وأنا في الثامنة من عمري، مؤكداً أن تجربة التحدي لا تنسى، فقد جمعت الجهد والمتعة والإصرار، وبين بأنه ومن خلال المسابقة قرأ العديد من الكتب منها: كتاب الشيخ فهد الكندري (تجربتي)، وكتاب (القواعد الذهبية لحفظ القرآن الكريم)، وكتاب (طريقي إلى الله) لمحمد سعيد، وكتاب (هكذا عاشوا مع القرآن) للدكتورة أسماء الرويشد. طموح غير محدود من جانبه قال المشرف، عامر إسماعيل بني سليمان، إن إشرافي على الطالب عبد الله خالد الكعبي خلال مشاركته في المسابقة عرفني على تميزه وطموحه غير المحدود، فعرفته خطيباً مفوهاً يخاطب العقول بالمنطق والحجة، وعلى الرغم من حداثة سنه، إلا أنه يملك من رجاحة العقل والفكر المستنير ما يزيد عن عمره بمراحل. حوار مع ملحد من جانبها قالت الطالبة مريم ثلجي من فلسطين، إنها على يقين بأن لكل بنيان أساس فأردت أن أثبت صرحي العلمي بإيماني المطلق والبعد عن الشك فقرأت لمصطفى محمود كتب حوار مع صديقي الملحد، ورحلتي من الشك إلى الإيمان وعصر القرود ومحمد صلى الله عليه وسلم، وكتب د.خالد أبو شادي من الطارق؟ أنا رمضان وكتاب لأول مرة أصلي وكان للصلاة طعم آخر. وأوضحت أنها لم تغفل العروبة في قراءتها من خلال سيرة الأديب طه حسين. من جانبها أكدت المشرفة آمال الدودة، أن الطالبة تمتاز بالذكاء وبسرعة البديهة والاطلاع الواسع، وتعد عنواناً للمثابرة والاجتهاد ولمعت في حصص اللغة العربية خصوصاً. ونوهت المشرفة بأن مشروع التحدي يشغل بال الطالبة طوال العام حيث تعد رسالة لخدمة للأمة العربية والإسلامية بكاملها وإنقاذاً للعقول العربية من غفلتها. أما الطالبة جودي عبد الله من لبنان، ترى أنها مدينة لكل كتاب قرأته، إذ إن لكل كاتب سكب من ينابيع معرفته وتجاربه ليروي تعطشنا اللامتناهي للعلم والثقافة. من جانبه قال الدكتور محمد كمال الدين، مشرف الطالبة، إنها مميزة بحسن خُلقها، وباجتهادها في طلب العلم. في لقاء عدد من أعضاء لجان التحكيم في التحدي فضلوا عدم ذكر أسمائهم، أكدوا أن التحدي تجربة فريدة، إذ حرص المتسابقون على قراءة كتب متنوعة تفوق أعمارهم. 1500 محكم قال عدد من المحكمين لالخليج، إن مرحلة التصفيات خضعت لآليات تحكيم شفافة، ترتكز على إجراءات ممنهجة وسلامة النتائج، إذ تم تطوير دليل المحكمين ليكون مرجعاً أساسياً خلال مراحل التصفيات، ولضمان التنفيذ السليم وتطبيق آليات التحكيم بصورة دقيقة، نفذ وفد متخصص من الأمانة العامة لمشروع تحدي القراءة العربي حصصاً تدريبية للمحكمين على مستوى الدول العربية، حيث يقوم على تنفيذ آليات التحكيم نحو 1500 محكم في مختلف الدول العربية المشاركة. 60 ألف مشرف بلغ عدد المشرفين القائمين على تنفيذ برنامج التحدي، نحو 60 ألف مشرف، من المدرسين والتربويين المتخصصين، في كل المدارس المشاركة على مستوى 15 دولة عربية، منها الإمارات، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر، وسلطنة عمان، ودولة الكويت، ومملكة البحرين، والأردن، ومصر، ولبنان، والسودان، وتونس والجزائر والمغرب، وموريتانيا. جواز عبور طُبع في دولة الإمارات 14 مليون دفتر متابعة، وإرسالها إلى الدول المشاركة، وتعتبر هذه الدفاتر هي جوازات عبور الطالب عبر مختلف المراحل وصولاً إلى مرحلة التصفيات على مستوى العالم العربي، وتشير هذه الجوازات بألوانها المختلفة إلى كل مرحلة يصل لها الطالب، بدءاً بالجواز الأحمر، ثم الأخضر، فالأزرق، والفضي، وصولاً إلى الجواز الذهبي، الذي يعني أن الطالب قد أتم قراءة 50 كتاباً، وأصبح مؤهلاً لدخول مرحلة التصفيات. 11 مليوناً جوائز بلغ إجمالي قيمة جوائز تحدي القراءة العربي 11 مليون درهم إماراتي، حيث ينقسم الفائزون إلى أربعة فئات، يحصل الفائز بالمركز الأول على مستوى المناطق التعليمية بالإمارات، على 10 آلاف دولار أمريكي، فيما يحصل الفائز بالمركز الأول على مستوى كل دولة عربية مشاركة على 10 آلاف دولار، وتحصل المدرسة التي تسجل أعلى نسبة مشاركة على مليون دولار مقسمة على المشرف ويحصل على 100 ألف دولار، و100 ألف دولار لمدير المدرسة، و800 ألف دولار أمريكي للمدرسة. أما الفائز الأول على مستوى العالم العربي فيحصل على 150 ألف دولار، منها 100 ألف دولار لتغطية تكاليف دراسته الجامعية، و50 ألف دولار مكافأة لأسرة الفائز. بالإضافة إلى العديد من الجوائز التكريمية والتشجيعية للطلاب والمشرفين المشاركين تصل قيمتها إلى مليون دولار. 30 ألف مدرسة شارك أكثر من 30 ألف مدرسة على مستوى الدول العربية في النسخة الأولى من تحدي القراءة العربي، وتم تسجيل أكثر من 3.5 مليون طالب من مختلف مراحل التعليم الأساسي، خلال فترة الاستعداد لدخول مراحل التصفيات، ويشكلون نحو 10% من إجمالي عدد طلبة المدارس العرب، البالغ عددهم نحو 48 مليوناً، وتستهدف المسابقة الوصول إلى نسبة 50% من طلبة المدارس العرب خلال السنوات الأربع المقبلة، وقرأ الطلبة المشاركون في المشروع أكثر من 170 مليون كتاب في مختلف فروع المعرفة.
مشاركة :