واجهت دفاعات تنظيم داعش في الساحل الأيسر للموصل انهياراً متسارعاً وسط أنباء عن عمليات إخلاء واسعة، بعد تقدم القوات العراقية على أكثر من محور وخسارة التنظيم المتطرف بلدتي قرة قوش والحمدانية، فيما أعلن قائد شرطة كركوك مصرع 48 من عناصر التنظيم بعد صد هجومهم المعاكس على المدينة. وقالت المصادر إن التنظيم بدأ عمليات إخلاء عاجلة لما تبقى من دورياته في الشوارع الرئيسية وعائلات قيادييه من الساحل الأيسر للموصل، إلى مواقع بالساحل الأيمن وسط فوضى وارتباك شديدين، فيما كشف النقاب عن إعدام التنظيم عدداً من قيادييه أجروا مفاوضات سرية لتسليم الموصل مقابل الخروج الآمن. من جهته رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أية مشاركة للقوات التركية في معركة تحرير الموصل، وقال في لقاء مع وزير الدفاع الأمريكي الزائر أشتون كارتر، إن معركة الموصل عراقية وينفذها ويقودها العراقيون ولا يسمحون لأي قوة أجنبية بالتدخل فيها. الأسلحة الكيميائية والطائرات من دون طيار والألغام والدروع البشرية تكتيكات داعش تتطور في الموصل وتبعث القلق حول مستقبل المعارك كتب: عمار عوض مع انطلاقة المعارك كانت هناك تخوفات من أن يجنح داعش إلى استخدام عناصر كيميائية في مواجهة القوات المتقدمة نحو مدينة الموصل، وهو ما كان، حيث قام التنظيم بتفجير مصنع كبريت المشراق، الواقع على بعد حوالى 50 كلم جنوبي مدينة الموصل، ما أدى إلى تصاعد الأبخرة والغازات إلى العديد من حالات التسمم وقاد إلى وفاة اثنين من المواطنين، بعد أن غطت سحابة من الدخان الأبيض سماء المنطقة الواقعة إلى الشمال، حيث يوجد المصنع وامتزجت بأدخنة سوداء منبعثة من آبار نفط أشعلها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية لتغطية تحركاتهم. وقال العميد قصي حميد كاظم ضابط استخبارات في فرقة الرد السريع لوكالة فرانس برس إن داعش فجر معمل الكبريت قبل يومين وأدى ذلك إلى وفاة اثنين من المدنيين في قرى قريبة. وأمس رصدت القنوات الفضائية الأمريكية، ارتداء الجنود العراقيين للأقنعة الواقية من الأسلحة الكميائية في قاعدة الجوية التي تضم 500 جندي أمريكي، وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه: تحركت الرياح بالفعل جنوباً وكإجراء احترازي وضعت القوات في غربي القيارة معداتها الوقائية الشخصية وتواصل عملياتها في هذا الوقت. وقال مسؤول أمريكي آخر إن عينات من الهواء في محيط قاعدة غربي القيارة أرسلت إلى وكالة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية لتحليلها لمعرفة إن كان هناك ما يقلق في النتائج. وكانت قوات التحالف وفرت 24 ألف قناع واقٍ من المواد الكيماوية لقوات الأمن العراقية وحلفائها من مقاتلي البيشمركة. وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء خلال لقائه مع وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر أكد أن الأجهزة المدنية... استطاعت أن تطفئ الحريق. لكن مصادر عسكرية أمريكية توقعت أن تكون القوات العراقية بحاجة إلى يومين أو ثلاثة لإخماد الحريق. في وقت يخضع فيه نحو ألف شخص للعلاج من مشكلات في التنفس بسبب استنشاق أدخنة ناجمة عن حريق مصنع الكبريت قرب الموصل، ما يفتح تساؤلات كبيرة حول إلى أي مدى سيمضي التنظيم في استخدام الأسلحة الكيمائية، خاصة أن المدينة تعج بالمواد الأولية لهذا النوع من الأسلحة، الموجودة في مصانع الأسمنت والأدوية داخل المدينة التي سيطر عليها التنظيم منذ عامين. داعش يستخدم طائرات درون التطور الأبرز في المعارك كان ما رصده مراسل CNN نيك باتون والش الذي يرافق قوات البيشمرمة في معركة الموصل عندما نقل في تقريره السماء فجأة، فتحت علينا وابلاً من الرصاص، ورصدوا طائرة من دون طيار استخدمها داعش لمعرفة أهداف جديدة للمدفعية، ولإسقاط قنابل صغيرة أيضاً.سقطت إحداها.. والتقطوا حطامها. ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية التي اهتمت بالظاهرة الجديدة أن اثنين من مقاتلي البيشمركة في العراق قتلوا جراء هجمات طائرة بدون طيار كما تسببت أخرى بجروح بالغة لجنديين فرنسيين. المفاجأة أن الطائرة أصابت هؤلاء الجنود بعد اعتراضها وهبوطها على الأرض في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2016، حسبما نقل تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية عن صحيفة لوموند الفرنسية. ووفقاً لتقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فإن أفراد البيشمركة اعتقدوا أن هذه الطائرة الصغيرة مثل عشرات الطائرات من دون طيار التي كان التنظيم يرسلها للاستطلاع في المنطقة، فقاموا بنقلها إلى المركز لفحصها بعد إسقاطها، ولكن حين حاولوا تفكيكها انفجرت. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن داعش استخدم هذا النوع الجديد لشن هجمات مرتين إلى الآن ويقول المستشارون الأمريكيون إن الطائرات بدون طيار قد تستخدم من قبل التنظيم ضد قوات التحالف في معركة الموصل، فيما رأى خبراء أن البنتاغون كان بطيئاً في إدراك هذا الخطر، ولفتت إلى أن البنتاغون طلب 20 مليون دولار إضافية من الكونغرس للتعامل مع المشكلة، وقد خصص إريك فانينج، الأمين العام للجيش الأمريكي، مكتباً خاصاً أنشأه لدراسة كيفية إيقاف الطائرات من دون طيار. وأشارت نيويورك تايمز إلى أن التنظيم يستخدم طائرات بسيطة التركيب وأتاح للجمهور الحصول على نوع DJI Phantom، من موقع امازون الشهير، ثم يقوم بتزويدها بقنابل وتوجيهها من على بعد، في تطور جديد لتكتيكات التنظيم العسكرية، بعد أن كان يستخدم هذا النوع من الطائرات لتصوير الهجمات الانتحارية التي يقوم بها مقاتلوه ومن ثم نشرها على الإنترنت، ثم طور هذا التكتيك منذ بداية العام الحالي كعامل مساعد في ساحات المعارك عندما أفاد تقرير شهر مارس/آذار 2016، بتقرير استخباراتي أمريكي بأن داعش نشر فيديو للمراقبة على الإنترنت، التقطته إحدى الطائرات بدون طيار. وأظهر الفيديو القواعد الجديدة التي تتمركز فيها القوات الأمريكية والعراقية في شمالي العراق، وبعدها بأيام قلائل قتل جندي من مشاة البحرية الأمريكية بعد سقوط صاروخ على مركز يوجد به أكثر من 100 جندي أمريكي، جراء سقوط صاروخ ضرب المعسكر بدقة متناهية وتحدث بعض القادة عن أن الهجوم جرى بطائرة من دون طيار وبحسب تقرير الأكاديمية العسكرية الأمريكية فإن هذا التكتيك الجديد سيشكل عقبات كبيرة في معركة الموصل الحالية. تكتيكات قديمة واصل التنظيم في تكتيكاته العسكرية المعهودة في المعارك، حيث نقلت مراسلة بي بي سي الإنجليزية أورلا غورين، في تقرير لها أن داعش يفرش الألغام الأرضية مثل السجاد أحمر لاستقبال المهاجمين بعدما رصدت قيام خبراء المفرقعات الذين أزالوا 300 لغم أرضي في سعيهم نحو الموصل من المحور الشمالي. بينما نقلت لورا سميث سبارك من قناة سي ان ان قيام التنظيم بإعدام 284 من الرجال والصبية، و وانه استخدم الجرافات لنقل جثث القتلى إلى قبر قرب كلية الموصل للزراعة، ونقلت القناة عن مصدر لم تسمه أن الرجال والفتيان جلبوا من القرى المحيطة بالموصل من يكونوا بمثابة دروع بشرية ضد القوات العراقية وقوات التحالف، ولم يعرف سبب قيام التنظيم بإعدامهم، وكانت تقديرات تشير إلى استخدام التنظيم مئات آلاف المواطنين من الذين بقوا في الموصل دروعاً بشرية لتجنب قصف طائرات التحالف. وقال زيد بن رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان يوم الجمعة: إن مكتبه يشعر ب قلق بالغ من التقارير التي تلقتها اللجنة أن داعش يستخدم المدنيين كدروع بشرية لكنه قال: هناك خطر كبير، لأن مقاتلي داعش قد اختاروا قتل الناس الذين استخدموهم كدروع عوضاً عن رؤيتهم محررين إذا هزموا في المعركة.
مشاركة :