كشف رئيس الحكومة المغربي المكلف عبد الإله بنكيران عن حصيلة مشاوراته الأولية مع الأحزاب المشاركة في الانتخابات التشريعية حول تشكيل حكومة ائتلافية جديدة. وقال بنكيران بعد نحو أسبوع من بدء المشاورات الحزبية إن هناك أحزابا أبدت استعدادها للمشاركة في حكومته المقبلة؛ فيما أبدت أحزاب أخرى استعدادها للتشاور بهذا الشأن الأسبوع المقبل. تحالف ناقص ويواصل رئيس حزب"العدالة والتنمية"،الفائز بالانتخابات عبد الإله بنكيران،مشاوراته مع الأحزاب السياسية الفائزة بمقاعد برلمانية خلال الانتخابات التشريعية،التيأجريتفي السابع من أكتوبر/تشرين الأولالجاري،من أجل الحصول علىغالبية برلمانية تسمح بتشكيل ائتلاف حكومي. ويواجه رئيس الحكومة المكلف تحديا صعبا في ظل رفض ثاني الأحزاب السياسية،من حيث عدد المقاعد البرلمانية،الدخول مع حزبه في تحالف حكومي؛وهو ما يفرض على بنكيران إقناع أكثر من حزبينلكي يتمكن من الحصول على النصاب المطلوب لتشكيل الحكومة. وصرح عبد الإله بنكيران في اجتماع استثنائي للمجلس الوطني لحزب"العدالة والتنمية"،السبت(22/10/2016)،بأن حزبي"الاستقلال"(محافظ) و"التقدم والاشتراكية"(شيوعي) أكدا استعدادهما للدخول مع حزبه في الحكومة المقبلة. لكن عدد مقاعد الأحزاب الثلاثة لن يكون كافيا لتشكيل حكومة جديدة؛ حيث يبلغ مجموع مقاعدهم 183،في حين أن النصاب اللازم هو 198 مقعدا. وأوضح بنكيران أنه سيلتقيرؤساء أحزاب أخرى خلال الأسبوع المقبل بهدف حسم توجه تلك الأحزاب؛ مشيرا إلى أنه لن يكون بحاجةإلىحزب"التجمع الوطني للأحرار"الذي شارك في الحكومة السابقة. ولم يحدد بنكيران الأحزابالتي يعول عليها لاستكمال النصاب. بيدأن مراقبين يرجحون أن يلجأإلىحزبي"الاتحاد الاشتراكي"و"الحركة الشعبية"،وخاصةأن بنكيران التقىزعيميهما خلال الأسبوع المنصرم. ويعتقد مراقبون أن التحالف الحكومي المقبلقد يتسمبقدر كبير من الهشاشة.وفي حال انسحاب أي من أحزابه كما حدث في السابق؛ سيقع حزب"العدالة والتنمية"في حرج كبير. معايير الاختيار وتطرق رئيس الحكومة المكلف عبد الإله بنكيران إلى معايير اختيار وزراء حزبه والصعوبات التي تواجه الحكومة المقبلة. ودعا بنكيران إلى احترام أصوات المواطنين عبر تشكيل حكومة "يجد المواطن في أعضائها الأشياء النقية،وهذا هو المعيار الأساس". أما عن معايير اختيار وزراء من حزب"العدالة والتنمية"،فقد صرح بنكيران بأن الأمر يتم بطريقة ديمقراطية تعتمد على الترشيحات التي يقدمها المجلس الوطني للحزب،ويتم التداول حول الأسماء المقدمة. هذا،وتوجه بعض الأوساط السياسية والنقابية انتقادات لاذعةإلىحزب"العدالةوالتنمية"وحكومته التي قادت البلاد خلال السنوات الخمس الماضية. حيث يعتقد بعض المغاربة أنها لم تقدم ما من شأنه تحسين أوضاعهم المعيشية. وفي هذا السياق،اعترف بنكيران بأن حكومته نجحت في بعض الملفات،لكن هنالك ملفات أخرى يجب العمل عليها بعد تشكيل الحكومة وعلى رأسها التعليم والصحة والعدالة والشغل؛ مؤكدا أن "الطريق أصبحت سالكة لإصلاح الإدارة وستكون هذه القطاعات على رأس أولوياته". وعلق بنكيران على اتهامات بعض الخصوم السياسيين لحزبه باستغلال الدين لكسب أصوات الناخبين المغاربة،بالقول:"كنا أكثر تديناعندما حصلنا على 9 مقاعد فقط عام 1997.نحن لسنا طائفة دينية بل حزب سياسي مبني على الأخلاق والمبادئ في السياسة". وقد خرجتتظاهرات في المغرب تحذر من أن الحزب الحاكم يعمل على أسلمة المجتمع، لكن بنكيران دعا إلى "التشبث بالمرجعية الإسلامية باعتبارها الضامن الوحيد للمستقبل"؛ مؤكدا أنذلك "ليس تدخلا في حياة الناس وإنما المهمهو أن نفخربمرجعيتنا التي لن أتخلى عنها ما دمت بينكم". واحتدم الجدل في المغرب مؤخرا بعد أن تبادل حزبا "العدالة والتنمية" و"الأصالة والمعاصرة" الاتهامات حول الخلفية الدينية لحزب"العدالة والتنمية"ومساعيهلـ"أخونة" المجتمع المغربي. سيد المختار
مشاركة :