تم كشف هوية المنتخبات الثمانية التي ستتنافس على إحراز بطولة أفريقيا تحت 20 سنة، وكان الأمر اللافت غياب منتخبي غانا ونيجيريا عن النهائيات القارية المقررة في زامبيا في فبراير/شباط المقبل، حيث تتأهل المنتخبات الأربعة الأولى إلى نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة كوريا الجنوبية 2017 FIFA. وقد خرج المنتخب الغاني على يد نظيره السنغالي في مواجهة متكافئة، في حين ودّعت نيجيريا المنافسات بطريقة دراماتيكية أمام منتخب السودان الذي لم يسبق أن بلغ النهائيات العالمية وبدأ يأمل بتحقيق الحلم. وقد تخطى المنتخب السوداني الدورين الأولين من التصفيات القارية دون أي عناء بعد استبعاد كينيا وانسحاب مالاوي. وكانت مباراتان فقط تفصلان السودان عن بلوغ نهائيات زامبيا، لكن أشد المتفائلين من أنصار المنتخب السوداني لم يتوقع أن يزيح فريقهم نيجيريا خصوصاً بعد الخسارة ذهاباً 1-2 على أرضه في أم درمان. بيد أن دخول التاريخ شكل حافزاً للسودان في مباراة الإياب في لاجوس حيث نجح في قلب تخلفه مرتين ليتقدم 3-2 وكانت هذه النتيجة كافية لبلوغ النهائيات بفارق الأهداف. وكان ولاء الدين موسى الذي سجل هدف التقدم قد خرج بالبطاقة الحمراء ونجح المنتخب النيجيري في إدراك التعادل 3-3 بعد مرور ساعة ليصمد المنتخب السوداني أمام أصحاب الأرض وينجح بتسجيل هدف الفوز بواسطة خالد النعسان قبل نهاية المباراة بسبع دقائق ليخرج فريقه متعادلاً 5-5 في مجموع المباراتين ومنتزعاً بطاقة التأهل إلى بطولة أفريقيا تحت 20 سنة بطريقة مثيرة. وإذا كان المنتخب النيجيري هو الأكثر مشاركة على الصعيد الأفريقي في كأس العالم تحت 20 سنة FIFA برصيد 11 مشاركة، فإن غانا هي المنتخب الأفريقي الأكثر نجاحاً في هذه الفئة العمرية في العرس الكروي بعد أن توّجت باللقب العالمي عام 2009 واحتلت وصيفة عامي 1993 و2001. كما حلّ المنتخب الغاني ثالثاً (2013) ورابعاً (1997). لكن عندما تتأهب منتخبات النخبة للمشاركة في نسخة كوريا الجنوبية العام المقبل سيكون المنتخب الغاتي غائباً بعد خروجه أمام السنغال 2-3 في مجموع المباراتين علماً بأن الأخيرة احتلت المركز الرابع في آخر نسخة من نهائيات هذه الفئة العمرية. وعلى الرغم من أن السنغال حسمت مباراة الذهاب على ملعبها 3-1، حذّر مدرب الفريق جوزيف كوتو، اللاعب الدولي السابق والذي كان مدرباً للفريق الذي بلغ نهائي بطولة أفريقيا تحت 20 سنة 2015، لاعبيه عشية مباراة الإياب بأنهم لم يحققوا شيئاً بعد بقوله "يتعين علينا مقاربة المباراة وكأن النتيجة 0-0. ثم يتعين علينا أن نحقق النتيجة المطلوبة لضمان بطاقة التأهل." وعلى الرغم من أن فريقه لم يحقق تطلعاته بالخسارة بهدف وحيد سجله تشارلز بواتنيج لغانا بعد خطأ دفاعي قاتل، فإن السنغال نجحت في بلوغ نهائيات البطولة القارية. تأهل منتخبات أخرى بلغت غينيا أول نهائيات قارية لها منذ عام 1999 بفوزها على جامبيا 2-1 في كوناكري لتخرج فائزة بمجموع المباراتين بالنتيجة ذاتها. وأعرب مدرب الفريق ماندجو ديالو عن سعادته بعرض فريقه قائلاً "طلبت منهم أن يظهروا إرادة وتصميماً من أجل تحقيق الحلم وأنا سعيد جداً لأنهم حققوا ذلك. لقد دخلوا التاريخ الآن،" مضيفاً "سنحتفل بهذا الفوز، لكن يتعين علينا الآن الإستعداد للنهائيات المقررة في زامبيا." وإذا كانت الكاميرون لم تنتظر طويلاً مثل غينيا للعودة الى النهائيات بعد غيابها عن النسختين الأخيرتين، فإنها نجحت في التواجد في العرس القاري هذه المرة بفوزها على ليبيا 3-1 في مجموع المباراتين على الرغم من خسارتها أمام منافستها في مباراة الإياب 0-1 في تونس. وكان جيل المهاجم باتريك مبوما قد توّج بطلاً لأفريقيا عام 1995 ويعتقد المدرب الحالي سيبريان أشو بيسونج بأنه بنى فريقاً حول لاعبين من أمثال القائد صامويل أوم جويه ومارتن هونجلا ييما وإيريك مبو أيوك يستطيعون تكرار هذا الإنجاز. وتأهلت أيضاً مالي بفوزها على بوركينا فاسو 2-0 في باماكو وقد سجل لها سيكو كويتا وسياكا باكايوكو. وضمّ المنتخب القادم من غرب القارة الأفريقية والذي حلّ ثالثاً في النسخة الأخيرة من العرس العالمي العديد من اللاعبين الذين خسروا نهائي كأس العالم تحت 17 سنة 2015 FIFA ضد نيجيريا. واعتبر قائد المنتخب الحالي عبدول دانتي الذي حمل شارة القيادة أيضاً في تشيلي 2015 بأن مفتاح الفوز كان التضامن بين مختلف أفراد الفريق "نحن الآن نتطلع إلى بطولة أفريقيا وكأس العالم. أسلافنا كتبوا قصة جميلة قبل سنوات ونحن نريد أن نتخطى ذلك." أما أكبر نتيجة في مجموع المباراتين فكانت من نصيب جنوب أفريقيا ومصر اللذين تأهلا بنتيجة 5-0 في المباراتين. كانت جنوب أفريقيا قد أنجزت أكثر من نصف المهمة عندما عادت بالفوز من ليسوتو 2-0، قبل أن تجدد فوزها على منافستها 3-0 إياباً. أما مصر فسحقت أنجولا 4-0 في لواندا بعد أن فازت عليها ذهاباً 1-0.