احتجاز ولد الشيخ أحمد يثير مخاوف على مصير نظرائه في سوريا وليبيا

  • 10/25/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

رغم الدور الإنساني الذي يؤديه ممثلو الدبلوماسية والرعاية الأممية في مناطق النزاع بالشرق الأوسط لإجبار كافة الفرقاء على الجلوس إلى مائدة التفاوض وإنهاء الانقسام فإنهم أصبحوا في مرمي نيران الفرقاء، فقد تم  احتجاز المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في صنعاء، من جانب مسلحين يعتقد أنهم موالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح، غداة وصوله إلى اليمن في مسعى جديد للتوصل إلى هدنة جديدة. وتدخلت قوات مكافحة الإرهاب وقوات مكافحة الشغب، التي طوقت مقر إقامة ولد الشيخ وتمكنت من تحريره. وكان المبعوث الأممي إلى اليمن وصل البارحة الى صنعاء للتفاوض مع مندوبين عن المجلس السياسي الأعلى في اليمن تمهيدا لبدء مشاورات مقبلة لم يعلن عن موعدها. وقال في تصريح لدى وصوله مطار صنعاء إنه يحمل خطة وأفكارا وصفها بالملموسة سيعرضها على مكوني أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام. وأشار إلى ضرورة تفعيل وقف إطلاق النار من أجل تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية واصفا الهدنة السابقة بالهشة. يورط العمل لدى الأمم المتحدة المبعوثين في الانخراط في تفاصيل كثيرة بين أطراف النزاع، ولعل هذا ما استدعى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن يذهب إلى شرق حلب ومرافقة ما يصل إلى ألف مقاتل من الإسلاميين للخروج من المدينة من أجل وقف حملة القصف التي تنفذها القوات الروسية والسورية. وقال ستيفان دي ميستورا إن التاريخ سيحكم على سوريا وروسيا إذا استغلتا وجود نحو 900 مقاتل من جبهة النصرة التي غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام كذريعة سهلة لتدمير المنطقة المحاصرة وقتل آلاف من 275 ألف مواطن بينهم 100 ألف طفل. وأضاف دي ميستورا في مؤتمر صحفي بجنيف خلاصة القول أنه خلال شهرين أو شهرين ونصف الشهر كحد أقصى ربما تدمر مدينة شرق حلب بهذا المعدل تدميرا تاما. نتحدث عن المدينة القديمة على وجه الخصوص. في الوقت الذي واجه المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلرمظاهرات تطالب برحيله وإحالة الملف الليبي إلى الدول العربية، وصر على وجه التحديد، وذلك بعد تصريح كوبلر أن القوات التي دخلت سرت هي قوات نظامية تتبع المجلس الرئاسي بينما هذه القوات هي عبارة عن ميليشيات سفكت الدماء في طرابلس. دبلوماسية في مواجهة الحرب بين سوريا واليمن وليبيا ومع اشتداد عاصفة الحرب الممتدة في الشرق الأوسط، لم يعد هناك من بديل عن الدبلوماسية والرعاية الأممية لإجبار كافة الفرقاء على الجلوس إلى مائدة التفاوض لإنهاء النزاع. يقود الدبلوماسية الأممية في أكثر 3 أزمات في الشرق الأوسط، مبعوثون عن السكرتير العام إلى كل دولة على حدة، (ستيفان دي ميستورا في سوريا، والموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد في اليمن، والألماني مارتن كوبلرفي ليبيا)، وهم الذين يقومون بجهود كبيرة ومفوضون من المجتمع الدولي لرعاية مفاوضات والتوصل لحلول تنهي الصراعات، ورغم الانتقادات التي طالت مبعوثي الأمم المتحدة على مدار شغلهم لمناصبهم، فإن الجهود الدبلوماسية التي يقومون بها لا يمكن إنكارها.

مشاركة :