العدد المتزايد للمجندين في قوات الفصائل المسلحة وتشكيل فصائل جديدة أمر ينذر بالخطر لأنه يفتح الباب أمام إمكانية نشوب اشتباكات بين الفصائل. قال عبد الرحمن الوكاع عضو المجلس المحلي لمحافظة نينوى التي تمثل الموصل عاصمتها "جماعات الحشد تلك محسوبة على من يقودونها لا على الدولة". وأضاف "ولذلك إذا أراد أحد قادة الحشد أن يفرض نفسه في منطقة معينة ولم يعجب ذلك شيخا آخر أو عشيرة أخرى فربما يشن هجوما. أعتقد أن هذه الجماعات بعد داعش لن تُكبح . فأجندتها حزبية وسياسية ودينية ولن تخدم نينوى أو العراق". وقال رمزي مارديني الباحث بمركز اتلانتيك كاونسيل البحثي إن اللجوء للقوات المسلحة وخاصة الفصائل محتوم في جو تخشى فيه المجتمعات المحلية على أمنها وسلامتها. وأضاف "الحرب لم تضف الطابع العسكري على المجتمع العراقي فحسب بل يبدو أنه لا يوجد ضغط من القمة أو استعداد من القاعدة للتخلي عن السلاح وتسريح المسلحين وإعادة دمج الفصائل التي تشغل الآن ساحة التمرد المتشعبة السابقة". ومع تغلغل قوات الحكومة العراقية في عمق مدينة الموصل أصبحت المناطق المحيطة بالمدينة على نحو متزايد تحت سيطرة الحشد الشعبي الذي يرفع أعلامه على الحواجز الأمنية وأقام مكاتب في المدن القريبة. ويقول مسؤولو الحشد إن الهدف من وجودهم هو ضمان عدم عودة تنظيم الدولة الإسلامية وإن معرفتهم بالمنطقة تجعلهم أكثر فعالية من الشرطة الاتحادية. وكتب شعار بالطلاء على مبنى يقع خارج الموصل يقول "أمن العراق مسؤوليتنا"، وأصبح هذا المبنى المكتب الجديد لإحدى جماعات الحشد الشعبي وكان يشغله من قبل مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية وأسرته . ولا يريد معظم العراقيين العاديين مثل أسرتي جاسم وكاظم أن يضطر أبناؤهم للمشاركة في القتال، غير أن الشبان لا يرون خيارا يذكر بعد ما واجهوا من معاناة على أيدي المتشددين وكذلك لا يجدون سبلا أخرى تذكر لكسب العيش. قال الشرطي السابق ياسين صالح (47 سنة) وهو يجلس على كرسيه المتحرك على جانب أحد الطرق خارج الموصل الشهر الماضي بعد هروبه من العنف "اثنان من أولادي، 20 و21 سنة، يريدان التطوع في الحشد. لكني بحاجة إليهما بجانبي لمساعدتي". كان صالح قد فقد ساقيه في انفجار سيارة ملغومة زرعها مقاتلو تنظيم القاعدة عام 2008، وبعد ذلك بشهرين خطف المقاتلون ابنه الأكبر وقتلوه. وقال صالح "ستظل الرغبة في الانتقام موجودة دائما، فإذا قتل البعض والد أحد أو شقيقه فلن ينسوا الأمر، لكن لا يمكنني أن أفقد ابنا آخر".
مشاركة :