السلطة الفلسطينية تعتبر التصعيد الإسرائيلي استفزازاً خطيراً يخرج الأوضاع عن السيطرة

  • 3/12/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حذرت السلطة الفلسطينية من «أن عودة إسرائيل إلى استئناف الاغتيالات ومنع المصلين من دخول الأقصى ستؤديان إلى أوضاع خطيرة لا يمكن السيطرة عليها»، واعتبرت «التصعيد الأخير استفزازاً خطيراً سيؤدي إلى تدمير ما تبقى من عملية السلام». كما حذرت حركة «الجهاد الإسلامي» من انهيار التهدئة في حال استمر العدوان الإسرائيلي، ودعت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» إلى الرد على العدوان الإسرائيلي بمواجهة شاملة. وجاءت هذه التحذيرات اثر استشهاد ستة فلسطينيين في أقل من 24 ساعة في الضفة الغربية وقطاع غزة على أيدي القوات الإسرائيلية، الأمر الذي أثار موجة سخط واسعة في الأراضي الفلسطينية، واندلعت على اثرها مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية في مخيم الجلزون قرب رام الله أصيب خلالها خمسة مواطنين بالأعيرة النارية والمطاطية. ففي ساعات صباح أمس قصفت طائرات حربية إسرائيلية مجموعة من النشطاء جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة عناصر ينتمون لـ «سرايا القدس» الجناح المسلح لحركة «الجهاد الإسلامي». وفي الضفة الغربية نامت مدينة رام الله على شهيد هو الطالب الجامعي ساجي درويش، لتصبح مدينة طولكرم على شهيد ثان هو فادي مجادلة الذي سقط أثناء ملاحقة قوة من الشرطة الإسرائيلية له على شارع التفافي حول المدينة. وعند ظهر أمس شيعت مدينة نابلس جثمان القاضي رائد زعيتر الذي سقط في اليوم السابق برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء عبوره نقطة تفتيش حدودية إسرائيلية قادماً من الأردن إلى الضفة الغربية. وبينت إفادات شهود العيان أن الجيش الإسرائيلي تعمد اللجوء إلى القتل في جميع الحالات الستة من دون وجود أي تهديد حقيقي على حياة جنوده ومستوطنيه. ففي الحالة الأولى، وهي استشهاد القاضي رائد زعيتر، قال شهود عيان إن جندياً إسرائيلياً فتح النار عليه من مسافة قريبة جداً وأرداه قتيلاً لمجرد حدوث مشادة بينهما أثناء العبور. وقال الشهود إن زعيتر الذي يعمل قاضياً في محكمة الصلح في عمان اعترض على المعاملة المهينة له، وجرى نقاش حاد بينه وبين جندي دفعه في صدره، وعندما رد عليه القاضي بدفعه مثلما فعل، أطلق جندي ثان النار عليه في الصدر مما أدى إلى مقتله على الفور. وفي الحالة الثانية قتل الجنود الطالب في جامعة بيرزيت ساجي درويش (20 سنة) بدم بارد. وقال شهود عيان إن ساجي وعدداً من الشبان رشقوا سيارة للمستوطنين كانت مارة في الشارع المحاذي لبلدته بتين، وغادروا عائدين، فلاحقتهم دورية عسكرية وأطلق أفرادها النار عليه وأصابوه بصورة مباشرة في رأسه ما أدى إلى استشهاده على الفور. وتساءل الكثير من المواطنين عما إذا كان الجيش الإسرائيلي يملك تصريحاً لقتل كل من يرشق المستوطنين بالحجارة، فماذا عن المستوطنين الذين يمارسون اعتداءات يومية وحشية على المواطنين الفلسطينيين؟ وساجي درويش طالب في قسم الإعلام في جامعة بيرزيت. وانطلقت جنازته من حرم الجامعة التي أعلنت الحداد على روحه لمدة ثلاثة أيام. وكذلك الأمر في استشهاد النشطاء الثلاثة في قطاع غزة والذين قالت السلطات الإسرائيلية إنهم كانوا يحاولون إطلاق قذائف هاون من القطاع صوب إسرائيل. وبين تقرير أخير لمنظمة العفو الدولية أن الجيش الإسرائيلي يعمد إلى فتح النار وقتل مواطنين فلسطينيين من دون أن يشكلوا أي خطر على حياة جنوده. وجاء في التقرير: «في جميع الحالات التي تم رصدها من قبل منظمة العفو الدولية تبين أن الفلسطينيين الذين قتلوا من قبل الجيش والشرطة الإسرائيلية لم يكونوا يشكلون خطراً مباشراً على الجنود، بل إن هناك دلائل على أن معظمهم ضحايا للقتل العمد»، معتبرة أن «هذه الجرائم ترتقي لتكون جرائم حرب». وأصدر نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئيس محمود عباس بياناً قال فيه: «إن عودة إسرائيل إلى استئناف الاغتيالات ومنع المصلين من دخول الأقصى ستؤديان إلى أوضاع خطيرة لا يمكن السيطرة عليها». وقال أبو ردينة في بيانه: «إن التصعيد الأخير (الذي أدى إلى استشهاد ستة مواطنين) استفزاز خطير سيؤدي إلى تدمير ما تبقى من عملية السلام». وطالب الولايات المتحدة واللجنة الرباعية بالعمل السريع لإنقاذ الموقف. وأثار سقوط الشهداء الستة موجة سخط واسعة في الأراضي الفلسطينية. واندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الجلزون قرب رام الله أصيب خلالها خمسة مواطنين بالأعيرة النارية والمطاطية. وأطلقت النار ليلة الاثنين- الثلثاء من مدينة رام الله باتجاه مستوطنة «بيت ايل» التي تبعد عن المدينة بضعة مئات من الأمتار. وأعلنت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى»، الذراع العسكرية لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، مسؤوليتها عن إطلاق النار على المستوطنة. وقالت الكتائب في بيانها: «نقسم بدماء الشهداء، نقسم بدم الشهيدين معتز وشحة وساجي درويش أن جرائم الاحتلال لن تمر من دون عقاب، وسيدفع الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه الثمن باهظاً على جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني». وكانت السلطات الإسرائيلية منعت كل من تقل أعمارهم عن الخمسين سنة من الدخول إلى المسجد الأقصى للصلاة أمس، الأمر الذي ضاعف من الغضب في صفوف الفلسطينيين. الأردنإسرائيلفلسطيننتانياهو

مشاركة :