الأحساء غادة البشر أكد مختصون أن أجهزة الاتصال والترفيه الإلكترونية تحمل عديداً من المضار التي تصاحب اقتناءها واستخدامها، سواء من الناحية الصحية أو النفسية، لاسيما أجهزة «آيباد» و«آيبود» و»بلايستيشن». وبينت اختصاصية الأمراض النفسية والعصبية الدكتورة لينا عواد أنه بالرغم من إيجابيات تلك التقنيات الحديثة لجهة تنمية القدرة على التفكير والانتباه لدى الأطفال، إلا أن استخدامها دون إدراك كاف من شأنه أن يؤثر سلبا ؛ كأن يكتشف الآباء أن أطفالهم أصيبوا بتصلب في عضلات الظهر والرقبة والأطراف، جراء جلوسهم لفترات طويلة أمام تلك الأجهزة، مشيرة إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن تتبع الطفل لوميض الضوء المنبعث من الألعاب المتحركة قد يسبب نوبات من الصرع، فيما تسبب الأشعة المنبعثة جفاف العين واحمرارها والإصابة بالحكة والصداع. وقالت إن الدراسات المتخصصة حول الآثار الاجتماعية والنفسية الناجمة عن استخدام الأطفال المفرط لهذا النوع من الأجهزة، أوضحت أن الأطفال من مستخدميها يصبحون أكثر ميلا للاكتئاب والانعزال عن أقرانهم، عدا عن أن الأطفال بطبيعتهم يميلون إلى تقليد ما يشاهدونه، بما في ذلك مشاهد العنف والضرب وكل المشاهد التي يرونها على شاشات الأجهزة. فيما ذكرت الاختصاصية الاجتماعية فتحية صالح أن الوالدين قد لا يلتفتان إلى أن بعض الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمها الأطفال مزودة بتقنيات تصوير يمكنها التقاط مشاهد خاصة أو باعثة على الحرج؛ فالطفل عادة يجهل وجود تلك التقنية أو التعامل معها بما لا ترغبه العائلة؛ وقد لا يتم اكتشاف الأمر سوى من قبل فنيي الصيانة عند إرسال الأجهزة إليهم بغرض التصليح أو تزويدها بالألعاب. وتضيف أن اللوم في انتشار الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية من قبل الأطفال لا يجب أن يقع على الوالدين فقط، بل يجب أن يتعداه إلى المدرسة ومؤسسات المجتمع المهتمة بصحة الأطفال البدنية والنفسية، فيما بات مطلوبا من الأسر، وبجدية، إخضاع استخدامات الأطفال للعديد من الأجهزة للرقابية، سواء لجهة حمايتهم بدنياً و«أخلاقياً»، أو لجهة حمايتهم من أعراض العزلة الناجمة عن غياب التوزيع المتوازن لأوقاتهم ما بين اللعب مع تلك الأجهزة والدراسة واللعب مع أقرانهم خارج المنزل. وبالرغم من وعي بعض الأمهات للمخاطر الناجمة عن ترك أطفالهن أوقاتا طويلة مع أجهزة «آيباد» و«أيفون»، أشارت بعضهن إلى أن جلوس أطفالهن مع تلك الأجهزة «يخفف من حدة عنفهم و«مشاجراتهم»، فيما قالت إحدى الأمهات إن طفلتها تستفيد من الآيباد في ترجمة واجباتها باللغة الإنجليزية، فضلا عن التسلية عبر تطبيقات معينة مثل «تلبيس العرائس وتجميلهن».
مشاركة :