فنان تونسي يعزف مقطوعة موسيقية على البيانو بين أكوام القمامة.. فلماذا فعل ذلك؟

  • 10/25/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يُقال إن الجنون فنون، لكن يبدو أن ما قام به العازف التونسي لطفي الغربي جنون من نوع خاص جداً، إذ وضع آلة البيانو الخاصة به في وسط مكب للقمامة بمحافظة بنزرت -شمال تونس- ثم عزف مقطوعة موسيقية دون أن ينسى وضع كمامة على أنفه تجنباً للروائح الكريهة المنبعثة من المكان في مشهد أقرب للسريالية منه للرومانسية. ما الذي دفعه لذلك؟ هذا الفنان الشاب الذي تداول نشطاء التواصل الاجتماعي صورته تلك باستغراب وذهول أكد لـ"هافينغتون بوست عربي"، أنه "اختار هذه الطريقة للاحتجاج بطريقته الخاصة كفنان وعازف تونسي آلمه ما وصلت إليه تونس بعد الثورة من فوضى وتفشٍ للأوساخ وانتشار للقمامة في كل محافظاتها دون استثناء بشكل يبعث على الغثيان"، وفق وصفه. الغربي اختار الانطلاق من مسقط رأسه لتوجيه رسالة للمواطن التونسي وللسلطات البلدية بضرورة وضع حد لظاهرة التلوث وتراكم القمامة وسط غياب تام لاحترام القانون مقابل تراخي السلطات عن محاسبة المتجاوزين. وقال:"لم أجد أفضل من تلك الطريقة لأعبر بها عن غضبي على الوضع البيئي في تونس وقد تسلحت بالبيانو الخاص بي وبكاميرا تصوير لإنجاز كليب سيصدر خلال الأيام القادمة لإشعار التونسيين بخطورة ما آلت إليه الأوضاع البيئية والصحية في بلادهم". وحول ردة فعل المارة على ما قام به هذا العازف.. قال الغربي إن أغلبهم في البداية انتابته مشاعر الصدمة والذهول، لكن بعد ذلك تلاشت تلك الأحاسيس لتتحول إلى إعجاب وثناء. ماذا فعلت السلطات؟ الطريف فيما قام به الغربي أنه وبمجرد الانتهاء من عزف مقطوعته الموسيقية قامت السلطات البلدية بإزالة القمامة المتراكمة في المكان، وهو ما أثار سخرية نشطاء الشبكات الاجتماعية الذين تساءلوا بشكل ساخر "هل يجب وضع آلة بيانو وموسيقار في كل نقطة تجميع قمامة في محافظات تونس حتى تتحرك السلطات وتقوم برفعها؟!". ليست التجربة الأولى من نوعها فكرة العزف وسط أكوام القمامة التي اختارها هذا الفنان التونسي كشكل من أشكال الاحتجاج سبقه فيها فنانون وعازفون من دول أخرى حيث أظهر فيديو عبر موقع يوتيوب يتربعان وسط مكب للقمامة يوجد في مدخل مدينة "تيتوفو" غربي مقدونيا ويعزفان مقطوعة موسيقية لـ"باخ" مرتدين بدلاتهم الرسمية وواضعين كمامات على أفواههم في إشارة لحجم الروائح الكريهة المنبعثة من المكان.

مشاركة :