في خطوة وصفتها الدوائر السياسية المغربية، بطرق أبواب القارة الأفريقية، استعدادا لتحرك المملكة، لإستعادة مقعدها في الاتحاد الأفريقي، بعد غياب ثلاثة عقود عن المنظمة الإقليمية الأفريقية بسبب نزاع الصحراء الغربية، بدأ العاهل المغربي، الملك محمد السادس، جولة زيارات رسمية إلى رواندا وتنزانيا وإثيوبيا. وتأتي الزيارة في وقت أعلن فيه محمد السادس، أكبر تغيير تعرفه الدبلوماسية المغربية منذ توليه العرش سنة 1999، بتعيين قرابة سبعين سفيرا جديدا (قرابة نصف السفراء) بينهم 18 سفيرا تم تعيينهم في دول أفريقية كان المغرب شبه غائب فيها.. وتتزامن الزيارة أيضا مع طلب المغرب رسميا العودة إلى الاتحاد الأفريقي بعد أن بقيت عضوية الرباط معلقة في منظمة الوحدة الأفريقية، ثم في الاتحاد الأفريقي الذي تأسس في يوليو/ تموز 2001 ويضم حاليا 54 دولة. وكان العاهل المغربي، أعلن في رسالة الى قمة الاتحاد الإفريقي التي انعقدت في 18 يوليو / تموز الماضي في رواندا، قرار عودة المغرب الى الاتحاد، مؤكدا أن قرار المغرب بالعودة إلى أسرته المؤسسية الإفريقية لا يعني أبدا تخلي المغرب عن حقوقه المشروعة أو الاعتراف بكيان وهمي يفتقد لأبسط مقومات السيادة تم إقحامه في منظمة الوحدة الإفريقية، في خرق سافر لميثاقها في إشارة إلى جبهة البوليساريو. وفي إشارة إلى طرق الأبواب الأفريقية، اهتمت الدوائر السياسية المغربية، برمزية طرق محمد السادس الطبول الأفريقية في واقعة ملكية غير مسبوقة، وغير متوقعة، حين وقف الملك المغربي، مع الرئيس التنزاني، جون بومبي ماغوفولي، امام عدد من قارعي الطبول الأفريقية ، ليضيف الملك عدة ايقاعات أفريقية إلى اللحن المعزوف له ، وهو يستعد لعبور بوابة القصر الرئاسي المطل على المحيط الهندي، بالعصمة التنزانية دار السلام. الجولة الأفريقية للملك محمد السادس، وصفتها الدوائر السياسية في الرباط بالتاريخية، وحافلة بمشاعر أفريقية عبر عنها الملك وهو يقرع الطبول الأفريقية التراثية لشعوب القارة .. وفي نفس السياق، وصف وزير الشؤون الخارجية التنزاني، أوغوستين ماهيغا، الزيارة بأنها تاريخية غير مسبوقة بالنسبة لهذا البلد الشرق أفريقي.
مشاركة :