لم يفوّت النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الفرصة خلال مشاركته في الاحتفال بيوم الامم المتحدة 2016 في مبنى الشيخ صباح الأحمد - بيت الأمم المتحدة، دون الإشارة إلى حاجة تلك المنظمة الدولية إلى الإصلاح لمواجهة التحديات المعاصرة. وأكد الخالد في كلمة ألقاها مساء أول من أمس في هذه المناسبة أن «تبني الأمم المتحدة مقاصد وتطلعات دول وشعوب العالم، ومتابعة تقييم ما تم احرازه من مساع لمواجهة التحديات السياسية والامنية والتنموية والانسانية والاجتماعية التي تواجه عالمنا المعاصر، اصبح الحديث عن اصلاح المنظمة أمرا في غاية الضرورة لتمكيننا من مواجهة تلك التحديات التي يشهدها العالم منذ 71 عاما عندما تم انشاء المنظمة والتي تشكل مبادئ ميثاقها اساسا صلبا لعملنا المشترك». ولفت إلى أن «الكويت قد حرصت منذ انضمامها للامم المتحدة عام 1963 على تقديم الدعم والمساندة لكافة الجهود والانشطة التي تبذلها وترعاها هذه المنظمة خصوصا في المجالين الانساني والتنموي، بهدف تخفيف معاناة المنكوبين جراء الازمات الانسانية والتي باتت تشكل تحديا مضاعفا امام المجتمع الدولي»، لافتا ان «هذا الحرص يأتي انطلاقا من الايمان الراسخ لدولة لكويت باهمية العمل الدولي المشترك ودور الاعضاء من خلال تقاسم مسؤولياتها في العمل على تأمين حياة كريمة لشعوب العالم». وقال الخالد «ان الاختلافات في العرق او الدين او اللغة او الثقافة يجب ألا تكون عائقا امام تعاون الدول، بل رافدا مهما للعمل معا لتحقيق امنيات وتطلعات شعوبنا وفرصة مواتية لتبادل الخبرات والتجارب التي تسخر بها مختلف الثقافات»، مجددا تأكيد الكويت على «دعم جهود الامم المتحدة ووكالاتها المتخصصة في تحقيق اهدافها وغاياتها النبيلة في خدمة شعوب العالم وتحقيق تطلعاته وغاياته». واشار إلى ان «الكويت تستذكر بكل امتنان وتقدير الموقف البطولي والتاريخي للامم المتحدة بأجهزتها المختلفة في دعم الكويت لاستعادة سيادتها وحريتها في عام 1990»، معتبرا ذلك الموقف «احد ابرز النماذج الرائدة لدور الامم المتحدة في حماية السلم والأمن الدوليين واحد اصدق التجارب وانجحها في هذا الاطار». وتابع: «بفضل هذا الموقف وما تضمنه من قرارات قاطعة من قبل مجلس الأمن اكدت على استقلال وسيادة الكويت، واستمرار دور الامم المتحدة في المتابعة والتحقق من تنفيذ جميع الالتزامات الدولية المتبقية، فإن الكويت تنعم اليوم بالحرية والامن والاستقرار وتستكمل دورها في مساعدة الدول الاعضاء في الامم المتحدة لتجاوز محنتها وتخطي عقباتها». واشار الخالد إلى ان «الكويت تستذكر بكل فخر واعتزاز العرفان الاممي الكبير بدورها الانساني ومساعيها الخيرة في نصرة الشعوب المنكوبة والتخفيف من آلامهم»، واصفا تسمية صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد قائدا للعمل الانساني، والكويت مركزا للعمل الانساني بـ «التكريم التاريخي وغير المسبوق»، مؤكدا في الوقت نفسه على «مواصلة الكويت هذا الدور الانساني في سبيل عالم ينعم بمزيد الرخاء ووافر الامن والاستقرار». وقال «ان الكويت تعتز بعلاقتها وشراكاتها الفاعلة مع الامم المتحدة واجهزتها المختلفة»، مشيرا إلى أن «افتتاح مبنى سمو الشيخ صباح الاحمد - بيت الامم المتحدة في 2009 تأكيد لعمق تلك الشراكة واهميتها لتصبح الكويت مقرا اساسيا ونافذة مهمة تنطلق من خلالها انشطة الامم المتحدة لمختلف دول المنطقة». وذكر الخالد ان «الكويت من خلال تلك الاحتفالية المهمة تجدد تأكيدها على مساندتها لما تبذله هذه المنظمة العريقة من جهود حثيثة في سبيل تعزيز التعاون الدولي وتحقيق شراكة دولية فاعلة تساهم في مواجهة التحديات المتسارعة لاسيما تهديد السلم والامن الدوليين في مواجهة التحديات وتحقيق اهداف التنمية المستدامة ومعالجة الازمات الانسانية ومكافحة الارهاب وغيرها من القضايا التي باتت تؤرق عالمنا اليوم». من جانبه، اشاد وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود بـ «الشراكة التي تقوم بها الامم المتحدة ومكاتبها المتخصصة بما فيها مكتبها الانمائي لدعم التنمية في الكويت»، مؤكدا «حرص الكويت على هذه الشراكة التي رسخ مبادئها سمو امير البلاد في دعم العلاقات الدولية خاصة مع هذه المنظمة». واستذكر الحمود «بكل تقدير دور الامم المتحدة بإرساء الامن والاستقرار في العالم بشكل عام، وموقفها وموقف العالم في دعم الكويت ابان الغزو العراقي الغاشم»، قائلا «ان الشراكة الاستراتيجية بين الكويت والامم المتحدة التي ارسى مبادئها سمو الامير ترتكز على دعم العلاقات الدولية وارساء مبادئ السلم والامن في العالم». واضاف ان «منظمة الامم المتحدة تقوم بجهود كبيرة في شتى المجالات عبر مكاتبها المتخصصة حول العالم بما فيها مكتبها الانمائي في الكويت الذي يساهم بدعم جهود التنمية في البلاد والمنطقة»، مستحضرا دور المنظمة ومواقفها الداعمة للكويت ابان الغزو العراقي الغاشم. واعرب عن التهنئة الى الامين العام الجديد للمنظمة انطونيو غوتيريس بتبوئه هذا المنصب متمنيا له النجاح في مهمته ومهمة موظفي الامم المتحدة في الكويت في تعزيز العلاقات بين الكويت والامم المتحدة ووكالاتها المختلفة. وعن استعدادات وزارة الاعلام للانتخابات البرلمانية المقبلة، اكد الحمود في البداية ان «الكويت دولة مؤسسات، ووزارة الاعلام مسؤولة عن تنظيم الاعلام الوطني والمساهمة في دعمه من خلال القوانين الصادرة، وهناك مجموعة من الاجراءات التي تتخذها الوزارة بشكل دائم في مثل هذه المناسبة لعمل التغطية المناسبة للانتخابات واعطاء فرصة للمرشحين لتقديم برامجهم عبر تلفزيون الكويت». وكشف عن وجود «لجنة مختصة للتأكد من النزاهة والشفافية في عمل التغطيات الاعلامية بما يحقق المبادئ العامة للمفهوم الديموقراطي واعطاء كل ذي حق حقه»، موضحا ان «هذه اللجنة مسؤوليتها رصد ومتابعة اي تجاوز يقع على حقوق المرشحين او على الصالح العام، ودور الوزارة يتمثل في تحريك المسؤولية القانونية من خلال تقديم شكوى للنيابة العامة». وتطرق الحمود ايضا الي بعض الادوار الاساسية الاخرى التي تقوم بها وزارة الاعلام التي من أبرزها متابعة عملية الفرز في يوم الاقتراع وحتى اعلان النتائج، اضافة إلى التثقيف والتوعية باهمية ادلاء كافة الناخبين باصواتهم، لافتا إلى ان الشعار الذي اطلقته الوزارة لهذه الانتخابات هو «صوتي لوطني». من جانبها، أكدت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الإنمائي لدى البلاد زينب بن جلون أن «الأمم المتحدة تحتفل اليوم بالذكرى الـ 71 لدخول ميثاقها حيز التنفيذ والذي كان اساس عملها منذ تأسيسها في عام 1945»، موضحة أن «الأمم المتحدة بمثابة ميثاق حي يعيش في كل ركن من أركان العالم يعكس حرص المجتمع العالمي وتصميمه على تحقيق السلام والتطور الشامل والعادل»، مشيرة إلى «الدور البارز الذي تلعبه الأمم المتحدة لمساندة المجتمع الدولي في التعامل مع التحديات التي تواجه العالم اليوم». وأشارت بن جلون إلى أن «قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة التي عقدت في نيويورك بحضور الدول الاعضاء للتعبير عن التزامهم بمحاربة الفقر وتأسيس شراكة دولية من أجل تحقيق التنمية»، لافتة إلى أن «فريق الأمم المتحدة في الكويت يستذكر بكل فخر قيادة صاحب السمو الأمير لوفد الكويت في القمة وتأكيد سموه على دعم الكويت والتزامها بأهداف التنمية المستدامة». وأوضحت أن «قوة الشراكة قادرة على صناعة الفارق»، معربة عن تقديرها لحكومة الكويت «لشراكتها البناءة والسخية مع الأمم المتحدة والتي كان لها بالغ الأثر في دعم العمل الانساني اقليميا ودوليا»، مثمنة دور عدد من المؤسسات الوطنية الكويتية التي تدعم أنشطة الأمم المتحدة. ناصر المحمد: مواقف الأمم المتحدة مشرفة من قضايا الكويت استذكر سمو الشيخ ناصر المحمد خلال حديث للصحافيين على هامش حضوره حفل يوم الامم المتحدة مواقف منظمة الامم المتحدة «المشرفة» مع الكويت وخدمة قضاياها العادلة عبر التاريخ الطويل الذي جمعهما منذ انضمام البلاد الى المنظمة عام 1963. ورأى المحمد في الاحتفال بيوم الامم المتحدة في هذا المقر في الكويت انه «يعيد الى الاذهان قيام سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد حينما كان آنذاك وزيرا للخارجية برفع علم الكويت على مقر الامم المتحدة في نيويورك في عام 1963»، مثمنا «دور المنظمة الكبير على الصعيدين الانساني والتنموي وسعيها المستمر لتحقيق الازدهار لشعوب العالم قاطبة وجهودها الدائمة في مواجهة الازمات العالمية». الإعلام الإلكتروني «ضيف جديد» دعا الحمود الصحافيين والاعلاميين بخبراتهم وإمكاناتهم ليكونوا القدوة في دعم الانتخابات البرلمانية بالشكل الصحيح خصوصا في ظل وجود ضيف جديد وهو الاعلام الالكتروني الذي وصفه بالمهم جدا، مبينا أن «مواد قانون النشر الالكتروني تنظم عملية الاستبيان والاستطلاعات حتى لا تفتح المجال لمن يريد ان يبث الاشاعات، وهذا القانون الذي اصدرته الكويت يعتبر متقدما جدا».
مشاركة :