رفعت القوات العراقية أخيراً العلم العراقي فوق مبنى قائمقامية الرطبة في محافظة الأنبار اليوم (الثلثاء)، بعدما استعادت السيطرة على القضاء كلياً من مقاتلي «الدولة الإسلامية» (داعش)، الذين ارتكبوا مذابح حول الموصل، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة. وقال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إبراهيم المحلاوي إن «قواتنا طهرت مدينة الرطبة بالكامل اليوم من تنظيم (داعش)» بمساندة طيران التحالف الدولي والطيران العراقي، مؤكداً أن القوات العراقية «رفعت العلم العراقي فوق مبنى قائمقامية الرطبة»، بينما انتشرت القوات العراقية في أحياء القضاء وأزقته جميعها. وتابع: «تقوم القوات الأمنية بإجلاء الأهالي إلى مخيم للنازحين بهدف تطهير الرطبة من أي مشتبه فيهم من المحتمل اختباؤهم في مبان أو منازل». وشن المتطرفون فجر أول من أمس هجوماً على قضاء الرطبة استولوا خلاله على مكتب القائمقام وأحياء عدة بعد اشتباكات بين قوات الأمن والجيش والشرطة، وفقاً لما ذكرت مصادر أمنية. وأرسلت قيادة عمليات الأنبار وعمليات الجزيرة تعزيزات كبيرة الى الرطبة لصد الهجوم. وأكد قائمقام الرطبة عماد الدليمي أن القوات الأمنية استعادت سيطرتها الكاملة على قضاء الرطبة. ويرى مراقبون أن هدف العمليتين هو تحويل الأنظار وتخفيف الضغط العسكري الذي تنفذه قوات عراقية بدعم من التحالف الدولي، لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل المعقل الرئيس للتنظيم، خصوصاً بعد خسارة المتطرفين مواقع كثيرة حول المدينة. وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في مقابلة مع تلفزيون «كنال 24»، إن بلاده مستعدة لشن هجوم بري في العراق إذا شعرت بتهديد من التطورات هناك، وإنها لن تتسامح مع استخدام «حزب العمال الكردستاني» أجزاء من شمال العراق قواعد له، متهماً الحكومة المركزية في بغداد «بربط نفسها بمنظمة إرهابية». وأوضح الوزير أن بلاده ستتخذ كل ما تراه من إجراءات ضرورية لحماية جنودها المتمركزين في معسكر بعشيقة القريب من الموصل. من جهة أخرى، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم التحالف الدولي إلى «استباق تبعات سقوط الموصل»، وقال في افتتاح اجتماع لوزراء دفاع 13 دولة مشاركة في التحالف في باريس، إن «استعادة (الموصل) ليست هدفاً بحد ذاتها. علينا منذ الآن استباق تبعات سقوط الموصل»، مشدداً على التحديات السياسية والإنسانية والأمنية التي يطرحها الهجوم لاستعادة المدينة، وعلى امتثال «جميع المجموعات الإتنية والدينية» في الإدارة المقبلة للمدينة. وأضاف: «هدفنا يجب أن يكون حماية السكان المدنيين، وليس ضربهم مثلما يفعل آخرون في سورية، لا سيما في حلب»، في إشارة إلى النظام السوري وحليفته روسيا، داعياً إلى «التنبه حيال عودة المقاتلين الأجانب» في صفوف «داعش» إلى بلدانهم أو انكفائهم إلى سورية. وبحسب المصادر الفرنسية، يوجد حوالى 300 فرنسي بين مقاتلي «داعش» في الموصل، والذين يتراوح عددهم بين أربعة وخمسة آلاف مقاتل، إضافة إلى عدد مماثل من المقاتلين الفرنسيين في الرقة، أكبر معقل للمتطرفين في سورية. ومن جهة ثانية، قال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل إنه تلقى تقارير أولية عن عشرات عمليات القتل التي نفذها التنظيم الإرهابي حول مدينة الموصل الأسبوع الماضي، فضلاً عن معلومات جديدة تعزز الاعتقاد بأن المقاتلين يستخدمون المدنيين دروعاً بشرية. وأضاف أن «قوات الأمن العراقية عثرت على جثث 70 مدنياً عليها إصابات بالرصاص في قرية تلول ناصر في 20 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري»، كما وردت تقارير عن قتل 50 شرطياً سابقاً خارج مدينة الموصل الأحد الماضي. وتابع كولفيل أن تقارير أفادت بأن «المتطرفين قتلوا بالرصاص ثلاث نساء وثلاث فتيات وأصابوا أربعة أطفال آخرين بسبب سيرهن ببطء خلال ترحيل قسري نتيجة إعاقة أحد الأطفال، وقتلوا 15 مدنياً وألقوا بجثثهم في نهر، في محاولة لبث الرعب في قرية السفينة، كما ربطوا ستة رجال هم أقارب في ما يبدو لزعيم عشائري يقاتل «داعش»، بعربة وجروها حول القرية.
مشاركة :