بيروت - الوكالات: حمّل أطباء في الاحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب الامم المتحدة مسؤولية عدم اجلاء الجرحى خلال الهدنة الروسية لعدم تمكنها من توفير الضمانات اللازمة لأمنهم. وقال الجراح حمزة الخطيب، المتحدث باسم مجموعة من ابرز تسعة اطباء في الاحياء الشرقية، عبر الهاتف من بيروت أمس الثلاثاء «طبعا نلقي اللوم على الأمم المتحدة لعدم توفيرها خطة واضحة». واضاف «نحن بحاجة الى ضمانات، ألا يتم اعتقال او يحصل اعتداء على هؤلاء الجرحى والمرضى ومرافقيهم». واوضح انه نتيجة ذلك «لم نقدم اسماء (الجرحى) لان اي خطة واضحة لم تصل إلينا وكانت الانباء متضاربة جداً بشأن الاجلاء»، سواء بالنسبة الى الجهة التي ستنقلهم او نقطة اللقاء او اذا كان سيتم تفتيشهم. وكانت الامم المتحدة تعتزم اجلاء جرحى في اليوم الثاني من الهدنة التي شهدتها حلب بمبادرة روسية لمدة ثلاثة ايام الاسبوع الماضي، الا انها لم تتمكن من ذلك. وقال مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين يوم الاثنين ان «عوامل عدة أدت إلى عرقلة عمليات الإجلاء، بينها التأخير في منح التراخيص اللازمة من السلطات المحلية». وبحسب الأمم المتحدة فإن 200 مريض وجريح بحاجة لاجلائهم سريعا من الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب حيث يعيش اكثر من 250 الف شخص. وقالت وزارة الدفاع الروسية امس انها ستمدد وقف الضربات الجوية على مدينة حلب السورية لكنها لم تحدد مدة الوقف. وذكرت روسيا في وقت سابق امس أن الطائرات العسكرية الروسية والسورية لم تنفذ ضربات جوية على حلب منذ 18 أكتوبر في تضارب مع تقارير تفيد باستئناف الضربات جوية في بعض المناطق يوم السبت. وذكرت وكالة انترفاكس للانباء في وقت سابق أنه سيجري تمديد «الوقف الانساني» لاطلاق النار في حلب لمدة ثلاث ساعات لكن بيانا من وزارة الدفاع أوضح في وقت لاحق أن هذا التمديد مرتبط بهدنة أعلنت يوم 20 أكتوبر وليس للضربات الجوية. وقالت الوزارة في بيان «سيجري تمديد وقف الضربات الجوية من القوات الجوية الروسية والسورية حول (حلب)»، مضيفة أن هذا يعني أن الطائرات الروسية والسورية ستواصل البقاء خارج منطقة مساحتها عشرة كيلومترات حول حلب. وذكرت الوزارة أنها على استعداد لترتيب المزيد من الهدنات على الارض في حلب للسماح باجلاء المدنيين المصابين. الى ذلك اعلن وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر أمس الثلاثاء بدء الاستعدادات لعزل مدينة الرقة، «عاصمة» تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في سوريا، وذلك تزامنا مع الهجوم المستمر على مدينة الموصل العراقية. وقال كارتر: «لقد بدأنا الاستعدادات لعزل الرقة»، معددا الانتصارات ضد الجهاديين التي تحققت في منطقة الرقة عبر استعادة «قوات سوريا الديمقراطية» التي تدعمها واشنطن لمنبج في اغسطس 2016. واضاف «أي قوة عسكرية ستستعيد الرقة؟ المبدأ الاستراتيجي للتحالف يقول ان هذه المهمة يجب ان تتولاها قوات محلية فاعلة علينا تحديد هويتها» والسماح لها بالتدخل. وتابع كارتر: «هذا الأمر لا يمكن ان يقوم به سوى اناس يعيشون هنا. لأننا نسعى الى هزيمة دائمة لتنظيم الدولة الاسلامية، ولا يمكن تحقيق هزيمة دائمة عبر قوات خارجية». واشار نظيره الفرنسي جان-ايف لودريان الى «تلازم» بين العمليات المقررة في العراق وسوريا ولكن من دون ان يحدد جدولا زمنيا واضحا. وترأس الوزيران في باريس اجتماعا ضم ثلاثة عشر وزير دفاع يمثلون ابرز دول التحالف لعرض سير الهجوم على الموصل في العراق ونتائجه والمراحل التي ستليه. وقال لودريان: «بالنسبة الى الموصل فان الامور حتى الان تسير في شكل مطابق لما خططنا له»، مكررا ان المعركة ستكون «صعبة». وفيما يتصل بسوريا، كرر انه «كما الموصل، تشكل الرقة هدفا استراتيجيا وتظل بالتأكيد محور اهتمامنا».
مشاركة :