لَازلتُ عِند قنَاعتي حَول ارتبَاط الشُّعرَاء بالشّياطين، كَما أنَّني أُجدِّد هذه القَنَاعة بمَقولة جِدِّي الشَّاعِر حِين قَال: إنِّي وكُلّ شَاعرٍ مِن البَشَر شَيطانه أُنثَى وشَيطاني ذَكَر! وهَذه العَلاقة بالشَّيطَان؛ أَستعيذ مِنها دَائمًا، ولَكن أحيَانًا الشَّيطان يَغلبني، فيُعيدني إلَى مَعصية كِتَابة الشِّعر..! لذَلك، هَذه مُختَارَات ممَّا كَتَبته خِلال شَهر، وجَاءَت عَلى شَكل تَغريدات مَنثورة؛ عَلى ظَهر العَم تويتر..! * فقَد زَارني الشَّيطان ذَات صَباحٍ فقُلت: أنتَ حُبِّي أنتَ روحِي.. أنتَ في قَلبي الأشَم! لَا تَقُل هَذي ظنُوني.. إنَّ بَعض الظّن إثم! * ثُمَّ زَارني الأخ الأصغَر للشَّيطان فقُلت: قَابلته عَن الأمَاني حَائرًا -كَي أسأَله-.. إنْ كَان في الأعمَار مُتّسع لصَمت الأسئلَة! * وحِين تَأمَّلتُ اللُّغَة اقتَحَمَني ابن خَالة الشَّيطان فقُلت: حرُوف الجَرِّ في الأشوَاق جَرّت.. فُؤادي فصَار مَجرورًا بكَسرِ! * وحِين أَتَى وَقت العَصاري، بَدَأتُ أحتَسي شَاي الخَامسة عَلى الطَّريقة البريطَانيّة، فجَاء الشَّيطان مَع الشَّاي فقُلت: الشَّاي فِنجالٌ إذَا لَقّمته.. أرضيتَ شَعبًا يَعشقُ النَّكهَاتِ! * وفي المَسَاء اتّصل عَليَّ الحَبيب، وإذَا برسَالة تَأتيني مِن شَركة الاتّصالات، تُخبرني بأنَّ الفَاتورة بَاهظة الثَّمن، ويَجب دَفعها فَورًا، وحِينها وَسْوَس لِي شَيطان الشِّعر فقُلت: فَاتورتي في العِشق أنتَ صَنعتها.. فادْفَع وسدّد، إن أرَدتَ وصَالي! * وقَبل أن أضَع رَأسي عَلى الوسَادة الخَالية -كَما هو وَصف عمّنا إحسان عبدالقدوس- هَجَم الصُّدَاع عَلى رَأسي بسَبَب القِرَاءة، وَقتها نَغزني الشَّيطان، فقُلت مُشتكيًا مِن الصُّداع -عَافَاني الله-: شَكوتُ مِن الصُّدَاعِ فقَال قَومُ.. دَعْ التَّفكير فهو أبوالصُّدَاع! وَدَعْ عَنْكَ القرَاءة فهي هَمٌّ.. يُوسِّع دَرب أصحَاب الضيَاعِ! ولا تَأتي الكِتَابةَ فهي جَرحٌ.. يَلوّح بالمَتَاعِب والصِّراع! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: هَذه طَائِفةٌ شِعريّة؛ وَصلتني مِن الشَّيطان، آمُل أن تَحجز مَقعدًا في ذَاكرتكم، وإنْ لَم تَفعلوا، فسَوف يَأكلها النِّسيَان..!! المدينة
مشاركة :