تطرقت صحيفة كوميرسانت إلى خطة أمريكية لتزويد المعارضة السورية بأسلحة ثقيلة، مشيرة إلى أن بطانة أوباما رفضتها. درس البيت الأبيض الأمريكي إمكان تزويد المعارضة السورية بأسلحة ثقيلة لحمايتها من هجمات القوة الجو-فضائية الروسية والمدفعية، بحسب واشنطن بوست. ووفق معلومات الصحيفة، فقد نوقشت هذه المسألة في آخر اجتماع للرئيس أوباما مع أعضاء هيئات الأمن القومي، بيد أن النقاش لم يتطور لاحقا بشأنها. وتوضح الصحيفة، أن البيت الأبيض نظر إلى هذا المشروع، الذي لم يوافق عليه ولم يرفضه، بأنه العنصر الأساس في استراتيجية الولايات المتحدة للضغط على بشار الأسد لكي يقدم استقالته. ويذكر أن ممثل مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض نيد برايس سبق أن أعلن أن دعم روسيا يسمح للأسد بـ الاستمرار في حملته العسكرية ضد شعبه. وتشير واشنطن بوست إلى أن فكرة تزويد المعارضة المعتدلة بأسلحة ثقيلة تعود إلى رئيس وكالة الاستخبارات المركزية جون برنان ووزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر. وتعدُّ هذه الخطة خيارا احتياطيا في حال فشل الجهود الدبلوماسية، وهي تشمل أسلحة دفاع جوي محمولة. ولكن، وبحسب معلومات الصحيفة، عارض وزير الخارجية جون كيري هذه الفكرة؛ مشيرا إلى أن الأسلحة الجديدة قد تؤدي إلى مقتل عسكريين روس، وبالتالي إلى المواجهة مع موسكو. وقد اتفقت إدارة أوباما ايضا على أن المضادات الجوية المحمولة من الصعب إخفاؤها عن المجموعات الإرهابية، التي يمكن أن تستخدمها في تدمير الطائرات المدنية أيضا. وبحسب قول أحد العاملين في الادارة الأمريكية لم يذكر اسمه، فقد آن الأوان لتقييم الوضع من دون تحيز: هل من المفيد اعتبار المسلحين الذين تدعمهم وكالة الاستخبارات المركزية معتدلين، وألن تؤدي المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى مزيد من سفك الدماء في سوريا؟ من جانبه، صرح مسؤول أمريكي آخر رفيع المستوى للصحيفة، بأن زمام الأمور بيد روسيا، لذلك لا يمكنكم التظاهر بأن محاربة الأسد لا تعني بأنكم لا تحاربون روسيا. وتشير واشنطن بوست في مقالها إلى أن الشخصيات الأساسية في إدارة أوباما أصرت في نهاية المطاف على تجميد هذه الفكرة انطلاقا من ضرورة محاربة تنظيم داعش الإرهابي وليس بشار الأسد. وتضيف أن هذا القرار أزعج بعض شركاء الولايات المتحدة ومن ضمنهم تركيا، حيث أعلنت ممثلها للصحيفة، بأن أنقرة ستبدأ بـ دراسة إمكانيات اتخاذ إجراءات أحادية الجانب لتوريد أسلحة ثقيلة إلى المعارضة السورية التي تدعمها تركيا. تجدر الإشارة إلى أن زعماء الدول الغربية ناقشوا في القمة يوم الجمعة الماضي فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب سوريا، وقد دعمت هذه الفكرة بريطانيا وألمانيا وفرنسا، في حين ترأس ماتيو رينتسي رئيس وزراء إيطاليا مجموعة الدول التي عارضت فرض عقوبات جديدة ضد روسيا.
مشاركة :