ما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع بهذه الفترة التوجه الحكومي الجاد لترشيد الإنفاق ورفع كفاءته وتوجيهه لمفاصل التنمية الأهم بالوطن. هذا الموضوع الذي أكتب عنه سبب رئيسي بإهدار أموال طائلة من بنود الميزانية وسبق لي التطرق له كما تناولته الكاتبة القديرة د. فاطمة العتيبي.. ولم نلحظ - مع الأسف - توجها نحو ترشيد نحو هذا «البذخي» من كثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية. هذا الموضوع هو: استئجار مبانٍ ضخمة على أغلى الشوارع بالرياض وبغيرها فنجد وزارات استأجرت إلى جانب مبانيها الرئيسية عدداً من العمائر والأبراج لبعض هيئاتها وفروعها أو لمكتب وزيرها أو رئيسها، ونجد هذه المباني على الطرق المهولة مع ارتفاع قيم إيجاراتها فضلاً عن أن مثل هذه الشوارع مزدحمة وتكلف المراجع المشقة للوصول إليها ووجود مواقف حولها. هذا هو الحل: إن إيقاف مثل هذا الهدر باستئجار المباني من قبل الوزارات والهيئات فيه توفير لمبالغ ضخمة للمال العام، وأعتقد أن بإمكان أكثر الوزارات والهيئات أن تلغي هذه الإيجارات ويعود منسوبوها بالمواقع المستأجرة إلى موقعها الرئيسي، وهناك أراض واسعة خالية بمباني هذه الجهات يمكن أن يبنى فيها مرافق لهذه الإدارات والفروع التابعة لها ولوكالاتها ويتم بناؤها بدون إسراف وبخاصة في تشطيبها وشكلها، ومثل هذه الخطوة الترشيدية «فيها توحيد للمكان وفيها تسريع بإجراءات العمل والتيسير على المراجعين عندما تكون مراجعاتهم لهذه الوزارة أو الهيئة في مكان واحد. اقتراح تشكيل لجنة عاجلة من المجلس الاقتصادي: أقترح تشكيل لجنة عاجلة من المجلس الاقتصادي والتنموي لدراسة هذا الموضوع والعمل على إيقاف مثل هذه الاستئجارات حال ما تنتهي عقودها بحيث يتم إنهاؤها ما عدا ما تراه اللجنة ضرورياً شريطة ألا يكون على طرق شهيرة كبيرة ترهق الميزانية وتشق على المراجعين عند الذهاب إليها. = 2= د. الخويطر واختيار اسم «سار» لشركة القطارات كان د.عبدالعزيز الخويطر رحمه الله حفيا باللغة العربية واختياراتها. في الأسماء فمثلا هو الذي اختار اسم «سار» لشركة القطارات كاسم مختصر لاسمها الطويل وذلك خلال اجتماع لجنة وزارية تتعلق بإقامة بعض المشروعات الحكومية الكبرى وكان الاسم المقترح «نسر» ولكنه رأى عدم مناسبته ذلك أن النسر يأكل الجيف ولا يمثل رمزا يشير لغرض الشركة فضلا عن ذلك فكلمة «سار» تعني «السرور» والسفر بوسيلة مريحة ضرْب من السرور وفعلا صار اسمها «شركة سار» وأضحت شركة كبرى تدير وستشغل مشروعات السكك الحديدية والقطارات الحديثة بين طرق المملكة وبكفاءات وطنية متمكنة: إدارة وتشغيلاً. = 3= آخر الجداول قال الشاعر: (شربنا بكأس الفقر يوماً وبالغنى وما منهما إلا سقانا به الدهر فما زادنا بغيا على ذي قرابة غنانا ولا أزري بأحسابنا الفقر)
مشاركة :