طوح الحارس فايز السبيعي بآمال الهلال في العودة من أصفهان بالنقاط الثلاث التي كانت في متناول يديه.. أمس الأربعاء في ختام مباريات الجولة الثانية من دوري أبطال آسيا.. وحرم السبيعي الذي ارتكب هفوتين كلفتا الفريق هدفين من فوز كان سيكون مستحقا عطفا على سيطرة الهلال على معظم فترات المباراة وتقدم 2-1.. بيد أن الأمور سارت للأسوأ وتلقى الهلال هدفين في آخر ربع ساعة ليخسر مباراة كان يستحق أن يفوز فيها. وعلى الرغم من تأثر الهلاليين كثيرا بالأجواء الماطرة التي حولت أرض الملعب لبركة مياه ضحلة.. ألا أنه كان من الممكن الحفاظ على الفوز الثمين لو أن اللاعبين لم يندفعوا لتسجيل المزيد من الأهداف في مباراة كانت تلعب خارج الديار. كما بدا واضحا تأثر الهلاليين بالإرهاق جراء خوضهم الكثير من المباريات في الأسبوعين الماضيين، كان آخرها أمام الزلفي في كأس خادم الحرمين الشريفين قبل أربعة أيام فقط. من البداية ظهر أن دفاع الهلال ليس في أفضل حالاته بالأمس.. فبعد سيطرة هلالية مطلقة على ربع الساعة الأول من المباراة فاجأ ابرفين بولكو الهلاليين بهز شباكهم مستغلا توهان المدافعين الذين تركوه بلا رقابة فعاقبهم بالهدف الأول (17). سرعان ما استعاد ذوو القمصان الزرقاء توازنهم وعادوا للمباراة مجددا وعادل كاستيلو النتيجة بعد عشر دقائق فقط برأسية من عرضية متقنة من تياغو نيفيز.. وبعد خمس دقائق عاد تياغو نيفيز ليبرهن أن هدفه في الاتفاق (دوريا) والذي جاء من ركلة زاوية لم يكن محض صدفة.. فأرسل الكرة مباشرة من نقطة الزاوية للشباك الإيرانية هدفا سيكون له شأن كبير في التقارير الأسيوية (33). سيطر الهلاليون على المباراة كما يجب وكان يمكن أن يضيفوا أكثر من هدف وأهدر ياسر القحطاني انفراداً تاماً بالمرمى أخفق بالسيطرة على الكرة لتصل للحارس الإيراني. وحاول سامي الجابر أن يسير المباراة في الشوط الثاني لبر الأمان فأجرى تغييرات جيدة بإشراك سالم الدوسري وعبدالعزيز الدوسري بدلا من ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب.. وبدا أن الأمور تسير للفوز بيد أن ماحدث في خط الظهر كان محبطا للغاية.. فايز السبيعي يرتكب هفوات تقص الظهر. لم يركن الهلاليون للدفاع وهي غلطة كبيرة تسببت في كشف الدفاع كثيرا أمام كرات لاعبي سابهان المعاكسة.. واستغل الإيرانيون الاندفاع غير المدروس من الأطراف الهلالية التي كانت شبه شاغرة في كل مرة.. فباغت مهدي شريفي الهلاليين بتسديدة اتجهت مباشرة صوب المرمى مع أنها لم تكن شديدة الصعوبة ولكن ضعف تركيز فايز السبيعي منح الإيرانيين فرصة العودة للمباراة. وبدا أن الأرض والحظ والحكم كلها تلعب ضد الهلال عندما احتسب الحكم ركلة جزاء غير صحيحة على ياسر الشهراني بحجة لمس الكرة لليد.. ومع أن الحادثة كانت غير متعمدة وخارج منطقة الجزاء إلا أن الحكم أصر على احتسابها.. بيد أن سيد هادي عقيلي سدد الكرة بقوة فوق العارضة. لم يتعلم الهلاليون من الدرس وأكلموا اندفاعهم لخطف هدف ثالث دون تركيز.. خاصة من الجهة اليمنى، فحول عقيلي الكرة صوب اكزافير سوكاج غير المراقب على الطرف الأيسر ليجهز الكرة لنفسه بكل ارتياح ويسدد باتجاه المرمى.. ومع أن الكرة كانت سهلة وحيث كان يقف السبيعي إلا أن الحارس الهلالي أخفق في التصدي للكرة لتمر من بين يديه وتهز الشباك (90). دفع الهلاليون غاليا ثمن عدم التركيز والاندفاع والاستهانة بالفريق الإيراني.. فخسروا تقدمهم وتلقوا الخسارة التاسعة لهم في تاريخ مبارياتهم أمام الفرق الإيرانية مقابل سبعة انتصارات وخمسة تعادلات.. وكان من الممكن في أسوأ الحالات أن يعود الهلال من أصفهان بنقطة وحيدة.. غير أن عدم التركيز في الدقائق الأهم وفتح اللعب بلا داع منح الإيرانيين الفرصة للعودة والفوز. لم يكن سابهان أمام الهلال ذاك الفريق الصعب.. كان الهلال الطرف الأفضل في معظم فترات المباراة، وكان من الإنصاف أن يفوز ولكن الطمع المبالغ فيه أعادهم من أصفهان خاسرين. ساعد تعادل السد مع الأهلي الإماراتي في عدم صعوبة وضع الهلال.. فعلى الرغم من أنه بات في المركز الأخير بنقطة واحدة إلا أنه لايبعد عن السد المتصدر إلا ثلاث نقاط، ويمكن أن يعود الهلال للمنافسة إن هو نجح في الفوز عليه في مباراتهما المقبلة في الدوحة.
مشاركة :