دبي - قالت مصادر مطلعة، إن وزراء طاقة من دول الخليج أبلغوا نظيرهم الروسي ألكسندر نوفاك هذا الأسبوع أن السعودية وحلفاءها الخليجيين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يرغبون في خفض إنتاجهم بنسبة أربعة بالمئة من مستويات الذروة. وقالت المصادر إن العرض قدم خلال اجتماع مغلق في الرياض، حيث التقى الوزراء يوم الأحد، لكن وزير الطاقة الروسي أبلغ مسؤولين أن موسكو لن تخفض إنتاجها وستكتفي بتثبيته عند المستويات الحالية. ومن المرجح طرح عرض التخفيض بنحو 4 بالمئة خلال اجتماع لأوبك على مستوى الخبراء مع مسؤولين من دول أخرى منتجة للخام مثل روسيا يومي 28 و29 أكتوبر/تشرين الأول في فيينا لتحديد تفاصيل اتفاق تقييد الإنتاج الذي توصلت إليه أوبك في سبتمبر/ايلول في اجتماع على هامش منتدى الطاقة الدولي بالجزائر. وقال العراق ثاني أكبر منتج للخام في أوبك هذا الأسبوع إنه لن يخفض الإنتاج وإنه ينبغي إعفاؤه من أي خفض نظرا لحاجته للأموال لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. ومن المرجح أن يقابل موقف بغداد بمعارضة من جانب الرياض وحلفائها الخليجيين حسب ما قالت مصادر في أوبك. وقال أحد المصادر في أوبك تعليقا على مطالبات العراق "إذا كان هناك خفض فينبغي على الجميع القيام بذلك ولا إعفاءات." وقالت ثلاثة مصادر في المنظمة إن هناك تفهما عاما لضرورة استثناء ليبيا ونيجيريا وإيران فقط لأن إنتاجهم تضرر جراء الحروب والعقوبات. لكن وزارة النفط العراقية التي طرحت عروضا لتطوير 12 حقلا وتخلت عن نظام عقود الخدمة مع الشركات النفطية المهتمة بالتقدم للمناقصة، ترغب في تسريع زيادة الانتاج الى مستويات قياسية. وبحسب مصادر من قطاع الطاقة العراقي يقود وزير النفط جبار علي لعيبي جهودا حثيثة للوصول الى مستوى انتاج قياسي لتعويض النقص الناجم عن انهيار الأسعار فيما ترتفع تكاليف الحرب على الدولة الاسلامية. وتقول بغداد انها فقدت حصتها السوقية منذ تسعينات القرن الماضي نتيجة الحروب المتتالية في عهد الرئيس السابق الراحل صدام حسين وبفعل الغزو الأميركي للعراق في 2003 وما سبقها من عقوبات غربية على العراق. وطالب اللعيبي مرار بعدم اقحام العراق في اتفاق تثبيت انتاج النفط لأن هذا الأمر غير عادل بالنسبة لبلاده، فيما يخطط لبلوغ مستوى انتاج 9.9 ملايين برميل يوميا وهو انتاج يقارب انتاج السعودية عند أكثر من 10 ملايين برميل يوميا. واعتبر وزير الطاقة الروسي الاثنين أن تسريع اعادة التوازن إلى سوق النفط أمر "ملح" وذلك خلال اجتماع في مقر أوبك في فيينا. وقال في تصريحات صحافية اثر لقاء مع الأمين العام للمنظمة محمد باركيندو "سيكون لدينا على الأرجح هذا الشتاء عرض اضافي ضخم وبالتالي هناك حاجة ماسة لتسريع اعادة التوازن" للسوق. وأثناء اجتماعهم أشار المسؤولان "الى أثر التذبذب الاخير للأسعار والمستوى العالي للمخزونات" في القطاع، بحسب بيان لأوبك. كما بحثا "الآثار التي يمكن أن تكون لسياسات مكافحة التغير المناخي على الطلب على النفط والطاقة". وبدأت اوبك جولة جديدة من المباحثات مع بعض الدول غير الأعضاء في المنظمة بداية من روسيا أول منتج عالمي، وذلك بغرض تحديد سقف للإنتاج لدعم الاسعار. وكان الوزير الروسي زار الأحد الرياض والتقى نظيره السعودي خالد الفالح الذي اعتبر أن دورة انخفاض أسعار النفط توشك على الانتهاء وأن أساسيات السوق تتحسن.