التاجر محمد المتروك يكتب من البصرة للتاجر حمد الخميس في الهند عام 1953

  • 10/28/2016
  • 00:00
  • 287
  • 0
  • 0
news-picture

الفترة التي اعتمدت فيها الكويت على التجارة مع الهند كانت فترة متميزة، وامتدت لحوالي 200 سنة، توقفت مع انتهاء عصر السفن الشراعية وظهور النفط في البلاد، وانتقال الكويت من مصاف الدول الفقيرة إلى الدول الغنية. ورغم انتهاء تلك الفترة الجميلة، فإن لها بريقها وجاذبيتها التاريخية، وما زال الكُتاب والمؤرخون يكتبون عنها بالتفصيل، وفي عيونهم وعقولهم إعجاب شديد برجال تلك الحقبة، الذين استطاعوا بناء اقتصاد متين في دولة لا تملك من الموارد التجارية شيئاً يذكر. كان المؤسسون لهذا البلد الصغير يملكون عقولاً وإرادة، استطاعوا بهما الربط بين موانئ الخليج وموانئ اليمن وإيران والهند، فكانوا يشترون التمر من البصرة، ويبيعونه في الهند، ويشترون من الهند مواد كثيرة، ويبيعونها على موانئ الخليج، ويشترون الأخشاب من إفريقيا، ويبنون بها منازلهم ومبانيهم في الكويت. كانوا أيضاً ينقلون الخيول من البصرة إلى مصر، وكانوا أفضل خبراء في الملاحة البحرية بمنطقتهم، وكانوا يملكون أفضل أسطول بحري تجاري في الخليج بلا منازع. هكذا كان الأجداد من أهل الكويت، عاشوا بإرادة حديدية، وصنعوا مجداً لأنفسهم وبلدهم، وأسسوا اقتصاداً اعتمدت عليه بعض المناطق المحيطة بهم، كمنطقة نجد، وجنوب العراق، والمنطقة الشرقية بالسعودية. من الوثائق التي تعكس هذه الهمة وهذا النشاط، الرسائل المتبادلة بين تجار الكويت وعملائهم، والتي تناولنا بعضاً منها في عدة مقالات سابقة، وهي من أرشيف التاجر حمد العبدالمحسن الخميس وابنه عبدالمحسن، رحمهما الله. اليوم ننشر رسالة أخرى من هذه الرسائل، كتبها التاجر محمد العبدالله المتروك من مكتبه بالبصرة في 12 نوفمبر 1953، وإليكم نصها: "حضرة الأخ المكرم حمد العبدالمحسن الخميس المحترم بعد التحية والسلام، دمتم بخير وسرور بيدنا مشرفكم المرقم 29 الماضي و30 الجاري، وكامل شرحكم صار لدينا معلوم من طيه ستمي وقائمة 50 كندي كنبار سركالي وصل، ستمي الذي بيد البنك بعده ما وصل بوصوله نحله من البنك، وبوصول المركب نباشر قبضه وتصريفه، أسعاره نزلت لكثرة العرض والمتحمل في المركب 300 كندي من يوسف الصقر 150 ومن لنج أحمد 150، والكل يعرض أسعاره اليوم المن 5.250 إلى 5 ربنا يوفق لتصريفه، وأظن إذا تواست الأسعار ما لكم يتقدم في البيع بسبب الباردان. نرجوكم الإفادة عن ريع الصبار في هذه السنة، أسعارنا زهدي نجف بـ 32 هذا ما لزم ودمتم". ومن المفيد أن نذكر أن التاجر محمد المتروك، رحمه الله، وُلد بالكويت عام 1885، وتوفي في البصرة عام 1958، وكان شريكاً تجارياً للتاجر عبدالمحسن الناصر الخرافي مدة طويلة من الزمن.

مشاركة :