هل تصلح الانتخابات ما أفسده الشعب؟ عندما طرحت السؤال قبل أيام على حسابي في «تويتر» انتفض المنشن برد واحد: «الحكومة وليس الشعب وكأن الحكومة ليست من الشعب أو كأن ما هيك شعب بدو هيك حكومة!». ونحن شعب لو تخلى عن حكومته واستورد حكومته من اليابان لقام بتكويتها، تذكروا حكاية الشاب الضائع في المقال السابق الذي بحث عن الفساد ليحاربه فتحالف معه لينصفه ويصبح شريكاً في الفساد الذي نخر الذيل قبل الرأس! هل تصلح الانتخابات ما أفسده الشعب؟ الانتخابات هي أداة من أدوات الديموقراطية، والديموقراطية بحسب تفسير الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي هي ديمومة الكراسي. وعلى الطريقة القذافية يمكن تفسير الانتخابات الكويتية بأنها «انتخي وبات»، ولأن التجربة الليبية أثبتت أن الديمومة لكيان الدولة بلا زحف ولا ملايين لم نعد بحاجة إلى تجارب تثبت أن النخوة أسلوب عشائري لا يؤسس كيان دولة، وأن حكم الشعب للشعب إن لم يكن على هدى سينتهي الحال بأعمى يقود أعمى. هل تصلح الانتخابات ما أفسده الشعب؟ الشعب يتهم الحكومة والحكومة تتهم الشعب والانتخابات هي الحَكَم إن كانت أداة الديموقراطية، والديموقراطية هي التنازل عن سلطات وصلاحيات الأقلية لأجل الأكثرية، لذا خاضتها شعوب بمعارك دامية كان للكويت نصيب منها في ثلاثينات القرن الماضي، لكن الزمن يتقدم والشعب يتراجع ليقلب المعادلة، صار المواطن العادي لا يريد أن يتنازل عن حقوقه المكتسبة، وعلى رأسها الواسطة من أجل مصلحته ومبادئه التي ينادي بها والتنمية التي يتغنى باسمها. الديموقراطية أكبر من انتخابات ينتخي بها المرشح أبناء دائرته، ويبيت ليجد فاله الفوز في الصباح، ويبدأ مشواره البرلماني في تشريع القوانين تحت قبة المجلس وخرقها في أروقة الوزارات، ولأجل عيون مدين له بإيصاله إلى مقعده تُكرم مدينة بأكملها! ويصل كل دائن إلى مقعده الذي يختاره ولو تطلب أن يلعب لعبة الكراسي الموسيقية ويخرج كل كفء من اللعبة لأنه يعرف تماماً موقع الكرسي حين تتوقف الموسيقى. ويبقى السؤال قائماً: هل تصلح الانتخابات ما أفسده الشعب؟ فهل سيكرر الجواب نفسه: بل ما أفسدته الحكومة؟ إن تكرر الجواب ستتكرر الانتخابات بذات الطرح وذات الوعي وذات النتيجة التي تقفز على كل الأسباب التي لا تبطل معرفتها عجباً... وعجبي! reemalmee@
مشاركة :